شات دم المسيح الحر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شــ،،ــاتـ ومـ،ــنـ،،ـتـ،ـدى دم الـ،،ـمــســ،،ـيــح الـ،ـحـ،ـر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشباب والتوازن المطلوب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مارينا
نائب مدير
مارينا


عدد المساهمات : 2066
نقاط : 5492
تاريخ التسجيل : 29/03/2011
العمر : 38

الشباب والتوازن المطلوب  Empty
مُساهمةموضوع: الشباب والتوازن المطلوب    الشباب والتوازن المطلوب  Icon_minitimeالسبت أبريل 09, 2011 7:22 pm

لعل أهم فضيلة يجدر بشباب هذا العصر أن يتحلوا بها هى فضيلة: "التوازن"... ذلك لأن عالم القرن الجديد، سوف يحفل بثنائيات كثيرة، تستدعى منا أن نتخذ موقفاً متوازناً وحكيماً.

والتوازن طبعاً هو عكس التطرف، فالتطرف هو أن يركن الإنسان إلى أحد طرفى المعادلة أوالميزان، ويتجاهل وينفى الطرف الآخر، أو الكفة الأخرى من الميزان.

كما أن التوازن هو من أهم مؤشرات الصحة النفسية، كما يقول علماء النفس...

من هنا يكون لزاماً علينا أن نتعرف على بعض ثنائيات القرن الجديد، لكى نتخذ الموقف المتوازن منها، فلا نتطرف يميناً أو يساراً.. وقديماً قالوا: "الطريق الوسطى خلصت كثيرين"... كما قال سليمان الحكيم: "لا تكن باراً كثيراً.. لماذا تخرب نفسك" (جا 16:7).
والثنائيات التى تحتاج منا إلى توازن ما يلى:
1- بين التراث والمعاصرة:

مع النبرة المتزايدة فى اتجاه المعاصرة، وعدم الانسحاب من تيار الحياة، والجديد التكنولوجى، وثورة الاتصال الحديثة، ورياح الحرية، ودواعى التجديد والتغيير، ودعاوى الليبرالية والتقدمية... وكلها أمور هامة ومفيدة، يحتاج شباب 2000 إلى التمسك بجذور التراث والأصالة، فبدون جذور لا ينمو الساق، ولا تظهر الأوراق، ولا تشرق الأزهار، ولا نجنى الثمار.

التراث هو بمثابة الجذور، التى نستمد فيها عصارة الحياة، فالحياة لا تبدأ من فراغ، والحاضر كان جنيناً فى رحم الماضى، كما أن المستقبل هو جنين فى رحم الحاضر.

نعم، ينبغى أن تكون لنا رؤية مستقبلية، حتى أن هناك الآن علم "المستقبل" (Futurology).. ولكن التطلع إلى المستقبل ينبغى أن يبنى على مراجعة الماضى واستيعاب دروس ومعطيات التراث، السخى والهام. ومن خلال استيعابنا للكتاب المقدس، وكتابات الآباء، وأعمال المجامع المحلية والمسكونية، ودراسة التاريخ المسيحى، الكنسى والعالمى، ومن خلال دراسة التاريخ العام، والتعرف على الجذور، والهوية القومية، والكفاح الإنسانى العام (ضد العبودية مثلاً)، والكفاح الوطنى الخاص (ضد الاستعمار مثلاً).. تراث ضخم: روحى وثقافى ونفسى واجتماعى ووطنى... يجب أن نستوعبه قبل أن نحدد لأنفسنا رؤى المستقبل ومعالم الطريق.

من هنا كان لابد لنا من معهد الدراسات القبطية، والكلية الاكليريكية، والشهادات العلمية، والبحوث المتخصصة، لكى نستزيد من تراث الماضى، تحسباً لخطوات المستقبل. ولكن دون إغراق فى "السلفية"، أو تحجر عند عصر معين، أو الافتخار بتاريخ انتهى واقعياً.. وكذلك دون إلغاء لمفردات ومنجزات العصر الحديث، روحياً وفكرياً وتكنولوجيا ومعلوماتياً.. فمن خلال هذا المزيج، تتضح الرؤيا، ونضمن سلامة الخطوات.
2- بين المادة والروح:

فى العالم الآن ثقافتان، المادية والروحية، وهناك خطر التطرف فى الاتجاهين، فإذا ما سيطرت الثقافة المادية، تحول الإنسان إلى سلعة، والحياة إلى صفقات، وأنحبس البشر فى "حركة التاريخ الزمنى"، وصراعات اللقمة والبترول والموارد المادية، والأرض، ونسوا أن فى داخلنا عنصر "الروح" الذى يتطلع إلى الإلهيات، والأبديات، وما وراء المادة والطبيعة والزمن والموت!!

وبالعكس، إذا انحصر الإنسان فى الروحيات وأهمل المادة، تطرف فى اتجاه آخر مضاد، فأهمل جسده، مع أن الكتاب يقول "لم يبغض أحد جسده قط، بل يقوته ويربيه" (أف 29:5)، أو يمكن أن يهمل صرخات الفقراء والمساكين، مع أن الرب يقول على لسان يعقوب الرسول: "هوذا أجرة الفعلة الذين حصدوا حقولكم المبخوسة منكم تصرخ، وصياح الحصادين قد دخل إلى أذنى رب الجنود"
(يع 4:5).

وهكذا نحتاج إلى التوازن بين الثقافتين: المادية والروحية، فنهتم بإشباع الروح بكلمة الله، والصلاة، والأسرار المقدسة، والقراءات والاجتماعات الروحية والأصوام، والمناسبات والأعياد الكنسية، وخدمة الفقراء والمحتاجين والمظلومين والفئات الخاصة: كالمعوقين بدنياً أو ذهنيا، والمكفوفين، والصم والبكم.. الخ. وكذلك نهتم بإشباع الجسد: بالدراسة والعلم والعمل وإنماء الدخل وتكوين أسرة مقدسة مسيحى، وحياة معيشية معقولة... كذلك بالأهتمام والالتزام بالعمل المجتمعى الوطنى والعام، فنحيا جزء من هذا الوطن، وعلينا دور، وعندنا رسالة، وأمامنا جهد مطلوب من أجل بناء والإنسان المصرى، بل الإنسان عموماً فى كل بقاع الأرض.

هذا الاهتمام المتوازن مطلوب، بين المادة والروح، فالرب الذى مكث مع الشعب ثلاثة أيام يعلمهم بكلمة الله، حينما جاع الشعب، قال للتلاميذ: "أعطوهم أنتم ليأكلوا" (مت16:14)، وهكذا اهتم بالروح والجسد معاً.

ونحن نؤمن أنه كما شارك الجسد الروح فى الخطية وفى آلام هذا الزمان، سنقوم بجسد روحانى، حتى يشترك مع الروح فى أمجاد الملكوت العتيد.

لنيافة الأنبا موسى أسقف الشباب


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشباب والتوازن المطلوب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الصوم فى حياه الشباب
» الاراده في حياه الشباب
» مستحيل عند الشباب والشابات
» الشباب والبنات بين الضياع والنعمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شات دم المسيح الحر :: شباب اليوم-
انتقل الى: