الهدف :
الصوم فرصة لتصحيح اعتقاد الانسان بأن قيمته تقاس بما يستهلكها من ماديات .
المراجع :
الاعياذ الكبري جزء 1 ( الانبا بيمن ) --- بستان الروح باب ( الصوم ) الانبا يوأنس
الصوم الاربعيني ( الاب متي المسكين )
العناصر
1 ) الطعام من يد الله :
+ في نموذج خلقة الانسان جعل الرب الطعام مقومآ اساسيا للحياة بل ان الرب جعل دعاة لذلك ( من جميع شجر الجنة تأكل ) وخلق الرب الاطعمة ( شهية للأكل ) . ذلك لكي يدرك الانسان مدي محبة الرب له خلال تذوقه للطعام . وكان علي الانسان ان يدرك تماما ان نسمة الله فيه هي مصدر كيانه ووجوده ؟
+ والشيطان ( الحية ) خدع ابوينا اذ صور لهم ان كيانهم وقيمتهم تنتج من الاكل وحتي من الاكل الممنوع وصدقا ذلك واكلا بعيدآ عن الرب .
ومن هذا الوقت اعتقد الانسان ان حياته تزدهر بالطعام فقط وسعادته تتناسب مع كمية الاستهلاك . ويمكننا ان نعتبر ان الاكل هنا مجرد مثال لما يستهلكه الانسان وينضم اليه الملبس وما يملكه الانسان من سبل الترف .
2 ) لماذا صام الرب يسوع
+ لا نستغرب اذا وجدنا ان اول تجربة للرب علي الجبل هي الاغراء بالاكل وتوقع ابليس الأذعان لكلامه لأنه ما من أحد من البشر الا وصدق ان حياته من الاكل ، وانه ان لم يأكل سيموت . ربنا كشف هذا الخداع وذكرنا جميعآ بحقيقة انه ( ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله ) متي 4 : 3 .
+ ان اكذوبة ابليس ما زالت تصدق في العالم ، وطابع النشاط الانساني اصبح موجهآ بهدف ما يسميه المعاصرون ( النزعة الاستهلاكية ) ان ان قيمة الانسان فيما يستهلك من طعام وملبس وسبل ترف .
+ الصوم هو اشتراك مع المسيح في اختيار الحياة بمشيئة الله . واختبار الشبع والفرح والسلام والسعادة باحساس وجود الله بالرغم من تقشف ونسك المعيشة . والصوم هو الذي يجعلنا نتأكد من جديد بان الطعام والمادة مجرد وسيلة ومجال لاختبار بركة النعمة الالهية نحونا . فاذا صام المؤمن لفترة وامتنع عن الطعام والكلام والجنس والترف ، يكتشف بالرغم من هذا الحرمان انه راضي ومستقر ويشعر بطاقة روحية وانتصار وغلبة علي الاهواء والشهوات ولا تعود تخدعه اكذوبة ابليس تحت اي ظروف بان حياته من الطعام .
3 ) ولناخذ بعض التطبيقات العملية لبركة الصوم في تهذيب النزعة الاستهلاكية :
( أ ) استهلاك الطعام :
الانسان الطبيعي طابعه النهم في التهام الطعام والتلذذ بوفرة الكمية وجودة الطعم ، ويتمني كل انسان ان تمتد امامه الموائد الفاخرة الممتلئة ، وان وقف الغلاء حائلا عن ذلك يتنكد الانسان ويكتئب وبلعن حظه العاثر وينظر للآخرين الذين يمتلكون بالحقد والحسد والبغض وقد يسعي لتحقيق هدفه الاستهلاكي ضاربآ بكل قيم روحية وخلقية وحجته في ذلك انه لا بد ان يأكل لئلا يموت .
لكن الانسان الروحي قد ادرك تماما مع بولس الرسول " لا يزدر من يأكل بمن لا يأكل ولا يدن من لا يأكل من يأكل . . الذي يأكك فاللرب يأكل لانه يشكر الله . والذي لا يأكل فللرب لا يأكل ويشكر الله . . . لان ليس ملكوت الله أكلآ وشربآ بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس ( رو من 14 )
والانسان الروحي لا يعيش عمره قلقآ علي مستقبله ، دائم التفكير في لقمة العيش ، ساقطآ في بؤرة الهم ، لكنه يعمل بجد واخلاص ويأكل لقمة الخبز ولكن علي مائدة السلام والايمان والشكر وتسليم الحياة للرب . انه يحيا واثقآ في وعد الرب له ( فلا تطلبوا انتم ما تأكلون وما تشربون ولا تقلقوا فان هذه كلها تطلبها امم العالم واما انتم فأبوكم يعلم انكم تحتاجون الي هذه . بل اطلبوا ملكوت الله وهذه كلها تزاد لكم ( لو 12 : 9 )
( ب ) استهلاك الكلام :
الصوم فرصة للهدوء وسكون الخارج لتسمع الداخل " بالرجوع والسكون تخلصون بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم " ( اش 30 : 15 ) .
والصوم مجال لاعطاء الفرصة للتأمل وفحص النفس كما انها فرصة لتعمق معني الكلمات التي تنطق بها ومدي جدية احاديثنا هل فيما يبني أم فيما يهدم . وهل دخلت قاموسنا كلمات لغو عالمية بلا معني او بحسب لغة اهل هذا الدهر والشعارات التي تدعو لعدم التوثيق والنزاهة والامانة ومخافتي الله .
في الصوم والهدوء تدرك مدي خطورة دور اللسان في البناء الروحي وهل يتجه بنا الي السطحية او العمق في الروحيات حب الثرثرة او التوفيق في الاحاديث .
في الصوم تستطيع الي حد ما ان تختبر كلمات الشيخ الروحاني ( سكت لسانك فيتكلم قلبك ، سكت قلبك فيتكلم الله ) .
( ج ) استهلاكات اخري :
قبل استهلاك الوقت في خدمة الحس فقط في الملاهي . واستهلاك طاقة الحب والعاطفة في علاقة غير مسئولة وماضية وليست مباركة من قبل الله .
تدريبات وتوجيهات :
+ فلنتدرب علي الصوم الانقطاعي لمدة معينة متدرجة .
+ ولنتدرب علي الاستغناء عن كثرة الاصناف والمشهيات في انواع الاطعمة .
+ ولنتدرب علي ادخال فرص روحية جديدة كالصلاة والتأمل في كلام الله .
+ ولنتدرب علي ملاحظة احاديثنا وماذا تخدم ومدي العمق فيها .
+ ولنتدرب علي مراجعة صداقتنا للجنسين ومدي مباركة الرب لها .
الأحد أبريل 10, 2011 12:50 pm