يجب أن نتأكّد من أنّنا مُخَلَّصون أو مولودون ثانية:
عندما سُئِل الرّسول بطرس في يوم الخمسين: "ماذا نصنع؟" (أعمال 2: 37) قال لهم:
أعمال 2: 38 "فقال لهم بطرس توبوا وليعتمد كلّ واحد منكم على اسم يسوع … فتقبلوا
عطيّة الرّوح القدس."
يوحنا 14: 16+17 "فيعطيكم معزّياً آخر ... الذي لا يستطيع العالم أن يقبله."
المعموديّة في الرّوح القدس هي للمؤمنين بالرّبّ يسوع الحاصلين على الخلاص وليس العالم أو غير مخلّصين.
يجب أن نطيع الرّبّ:
أعمال 5: 32 "ونحن شهود له بهذه الأمور والرّوح القدس أيضاً الذي أعطاه الله للذّين
يطيعونه."
إن الرّوح القدس يُعطى فقط للذين يطيعونه فلا مجال أن نأخذ العطيّة حين نجد فينا عدم طاعة مقصودة. وبهذا نعني أن نعمد إلى إهمال هذه الوصيّة أو تلك ونحن مدركون ما يطلبه منّا الرّبّ ولكنّنا رافضون طاعته في ذلك الأمر. هذا لا يعني أنّ المؤمن يجب أن يكون بلا خطيّة أو بلا ضعف بل بالعكس فإنّ الرّوح القدس يُعطى أصلاً لكي يقوّينا في ضعفنا.
أعمال 2: 38 "توبوا وليعتمد كلّ منكم على اسم يسوع… فتقبلوا عطيّة الرّوح القدس."
ومن أهمّ الوصايا التي يجب أن نطيعها هي إقبالنا على المعموديّة في الماء بعد إيماننا بالرّبّ يسوع. ومع أنّ الرّوح القدس قد يحلّ على المؤمن الغير معتمد في الماء إلاّ أنّه لن يحلّ على المؤمن الذي يرفض طاعة أية من وصايا الرّبّ.
يجب أن نعطش ونشتاق للمعموديّة في الرّوح القدس:
يوحنا 7: 37 – 39 "… وقف يسوع ونادى قائلاً إن عطش أحد فليُقبِل إليَّ ويشرب.
من آمن بي …تجري من بطنه أنهار ماء حيّ. قال هذا عن الرّوح…"
أنظر إشعياء 44: 3
إنّ الرّبّ يسوع لا يمكن أن يعمّد شخصاً في الرّوح القدس إن لم يكن الشّخص نفسه راغباً ومشتاقاً للملء. فالرّبّ يريد أن يعمّدنا بالرّوح القدس ولكنّه لن يعطينا العطيّة عنوة أو بالرّغم عنّا.
يجب أن نسأل الرّبّ بالصّلاة:
لوقا 11: 13 "فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيّدة فكم
بالحري الآب الذي من السّماء يعطي الرّوح القدس للذين يسألونه."
عندما نسأل يجب أن يكون لنا ثقة بأنّ المعموديّة في الرّوح القدس هي إرادته لنا وعطيّته الجيّدة لكلّ من يسألونه.
دور وضع الأيادي
أعمال 9: 17 "فمضى حنانيا ودخل البيت ووضع عليه يديه … لكي تبصر وتمتلئ من
الرّوح القدس."
أعمال 8: 17 "حينئذٍ وضعا الأيادي عليهم فقبلوا الرّوح القدس."
أعمال 19: 6 "ولمّا وضع بولس يديه عليهم حلّ الرّوح القدس عليهم…"
وضع الأيادي بالصّلاة من قِبَل أخوة أو أخوات مؤمنين معمّدين في الرّوح القدس هو عمل كتابي. ومع أنّ الرّوح القدس قد يحلّ دون وضع الأيادي كما حصل في بيت كرنيليوس (أعمال44:10) إلاّ أنّه في معظم الحالات التي حصلت فيها معموديّات في الرّوح القدس في الكتاب كان هناك عامل بشري: المُعتَمد نفسه يصلّي ويساعده شخص آخر بوضع الأيادي عليه ليقبل الرّوح القدس.
يجب أن نؤمن متوقّعين حلول الرّوح القدس علينا:
عبرانيين 11: 6 "… لأنّه يجب أنّ الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنّه موجود وأنّه يجازي
الذين يطلبونه."
إنّ الإيمان الكتابي ليس مجرّد تصديق حقيقة ما ولكنّه ثقة بالرّبّ وبأنّ طلبتنا قد سُمِعَت وتوقّع إيجابي بأنّه قد استجاب وتجاوب عملي من قبلنا بتسليم لساننا للرّوح القدس.
II – بعض النّصائح العمليّة لطالبي المعموديّة في الرّوح القدس:
أعطِ نفسك الوقت الكافي للانتظار أمام الرّبّ. تذكّر أنّ الرّوح القدس هو ذات وله شخصيّة وهو يريد أن يحلّ عليك ويملأك.
يُفَضَّل أن تكون في جوّ من التّسبيح والعبادة. لأنّ الرّبّ الرّوح يحضر بشكل ملموس عندما يعبده شعبه. (مزمور22 :3 )
ابدأ بشكر الرّبّ لأنّه قد أعطانا روحه. بهذا تكون في تجاوب وبإيمان عملي مع تحرّكات الله من نحوك.
تذكّر أنّ الرّبّ يسوع هو المعمّد في الرّوح القدس (متى 3: 11) وهو يشتاق أن يعمّدك بروحه القدّوس.
متى صلّيت وطلبت المعموديّة فلا داعي لتكرار الطّلبة: "أعطني أعطني". ما تحتاجه الآن هو أن تشكر الرّبّ على استجابته وأن تتوقّع حلول الرّوح القدس عليك.
تذكّر أنّ الذي سيتكلّم بألسنة أخرى ليس هو الرّوح القدس بل أنت كما يعطيك الرّوح.
أعمال 2: 4 "…وابتدأوا يتكلّمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الرّوح أن ينطقوا."
الرّوح القدس لن يسيطر على لسانك عنوة ولن يقتحمك دون إذن منك وهو لن يفتح لك فاك بل عليك أنت أن تفتح فمك وتنطق كما يعطيك الرّوح.
لن يحصل لك فقدان السّيطرة على نفسك ولا على لسانك وسوف تبقى في كامل قواك العقليّة مدركاً ما يحدث من حولك ومسيطراً على كافّة حواسك. فالتّلاميذ في يوم الخمسين مع أنّ النّاس اعتقدوا أنّهم سكارى إلاّ أنّ بطرس استطاع أن يقف ويقدّم شهادة عظيمة عن الرّبّ يسوع معلناً للجميع أنّهم ليسوا سكارى. وكانت النّتيجة بأنّ 3000 رجل تابوا ورجعوا إلى الرّبّ. (أعمال 2: 41)
لا تحتاج إلى تكرار كلمات معيّنة حتى تفقد السّيطرة على لسانك. وارفض كلّ محاولة لتلقينك كلمات معيّنة أو لهزّ رأسك أو تحريك حنكك من قبل أيّ كان.
تذكّر أنّ الذي ابتدأ يتكلّم بألسنة أخرى في يوم الخمسين كان التّلاميذ أنفسهم فعندما يعطيك
الرّوح كلمات لم تسمعها أو تتعلّمها من قبل، عليك التّفوّه بها دون خوف وعندما تتفوّه بها فإنّ الرّوح القدس سيعطيك الكلمات التّالية.
إن معمودية الروح القدس هي ليست معمودية الألسنة. بل الألسنة هي دليل أو علامة
خارجية مناسبة تلازم المعمودية في الروح القدس.
III- بعض المخاوف التي ليست في محلّها:
أ - الخوف من أن ننال اختبارا مزيّفاً أو اختبارا شيطانيّاً.
لوقا 11: 11 – 13 إنّ الرّبّ نفسه يعلمنا هنا بأنّه إن طلبنا منه عطيّة جيّدة فإنّه لن يعطينا عطيّة غير صالحة أو مضرّة.
مع أن المزيّف قد يكون موجوداً في العالم ولكنّه يختلف كلّ الاختلاف عن الحقيقة.
أوّلاً: الشّخص الذي تطلب أنت منه العطيّة هو الرّبّ. وهو لا يعطي إلاّ عطايا جيّدة وحسنة. (يعقوب 1: 17)
ثانياً: نحن ننال هذه العطيّة بتفعيل إرادتنا وإيماننا. أمّا الاختبار المزيّف فليس فيه دور إيماني من قبل الشّخص نفسه بل هو مجرّد أداة خاملة غير فعّالة ومذعنة. وهذا ما يفرق طريقة تعامل الرّبّ وطريقة تعامل عدوّ النّفوس مع الإنسان.
إن كنا قد صلّينا لكي يحمينا الرّبّ من كلّ تأثيرات مزيّفة أو شيطانيّة قبل الصّلاة من أجل المعموديّة فإنّ الرّبّ حتماً سوف يستجيب لطلبة كهذه.
1يوحنا 5: 14، 15 "… إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا."
الخوف من أن نأخذ شيئاً من "الجسد":
إنّ هذا الخوف ناتج عن سوء فهمنا لكيفيّة إظهار المواهب. لأنّ الهبات أو المواهب الإلهيّة يوجد لها دائماً ناحيتين:
النّاحية البشريّة / أو ناحيتنا نحن. وهذا يتطلّب إشراك إرادتنا وتفعيل إيماننا. لاحظ أنّه في يوم الخمسين هم ابتدأوا يتكلّمون.
2-النّاحية الإلهيّة: تظهر بطريقة معجزيّة بالموهبة الرّوحيّة عندما نخطو نحن الخطوة
الأولى بالإيمان. "كما أعطاهم الرّوح أن ينطقوا."
المؤمن يعمل ما استطاعته أن يعمله وذلك بتفعيل الإيمان العامل والله يعمل ما يعجز الإنسان عن عمله بأن يتجاوب ويسكب الموهبة. فهذا يعني أنّ الله بدون الإنسان لا يسكب. والإنسان بدون الله لا يستطيع أن يأخذ.
هذا المبدأ واضح في كلّ الكتاب. انظر الآيات التالية:
خروج 14: 16 –21 رفع موسى العصا – ولكن الله هو الذي شقّ البحر الأحمر.
خروج 17: 5 ، 6 ضرب موسى الصّخرة في حوريب والله هو الذي أعطى الماء.
نقول إذاً للأشخاص الذين يخافون من أن يكونوا في "الجسد" أو أنّهم هم الذين يتكلّمون بأن الاختبار يتطلّب اشتراكهم وتعاونهم مع الرّوح القدس فلا بدّ إذاً أنّهم هم الذين يتكلّمون ولكن الكلام هو ليس منهم بل من الرّوح القدس.
ومع هذا فإنّنا نعرف البعض الذين يقلّدون التّكلّم بألسنة ولكن هؤلاء لا يستطيعون أن يتكلّموا لمدّة طويلة.
هذا بالإضافة إلى أنّ الذي ينتج أصواتاً غير واضحة يمكن أن يتميّز بسهولة عن الموهبة الحقيقيّة للرّوح القدس.
ج- الخوف من التّصرّف غير اللاّئق أمام الآخرين.
إنّ طبيعة الرّبّ يسوع "المعمّد في الرّوح القدس" لا يمكن أن تقودنا إلى أن نعمل أشياء
غير لائقة أو جنونيّة.
إنّ الرّوح القدس هو روح قداسة. فلا يمكن أن يعمل بنا أو لنا أشياء غير مقدّسة أو غير
محتشمة. (1تسالونيكي 5: 22)
إنّ مشيئة الرّبّ هي أن يكون كلّ شيء "بلياقة وبحسب ترتيب" (1كورنثوس 40:14)
وكلّ ما يعمله هو للبنيان. (1كورنثوس 14: 26 – 33)
د- الخوف من أن نكون مرائين.
هذا الخوف ناتج عن صدقنا أو أمانتنا لشعورنا بأنّنا لا نستحقّ هذه العطيّة الإلهيّة المقدّسة ولكن علينا أن نتذكّر بأنّ كلّ مواهب الله تُعطى لنا لا على أساس أنّنا قد "وصلنا" أو لأنّنا لا ولن نخطئ بعد بل هي عطايا مجّانيّة تُعطى لتساعدنا وتقوّينا لنتغلّب على ضعفاتنا. لذلك يجب أن نتذكّر بأنّنا لن نستحقّ أبداً أيّة عطيّة من عطايا الرّبّ وهكذا علينا أن نتواضع ونقبل "الهديّة" على أساس ما عمله هو لأجلنا على الصّليب.
-----------------------------