ابن الفادي Admin
عدد المساهمات : 509 نقاط : 1269 تاريخ التسجيل : 10/05/2011 العمر : 39
| موضوع: أسأل والروح القدس سيجيب...رقم 1 السبت مايو 28, 2011 11:11 pm | |
| بسم الأب والإبن والروح القدس إله واحد آمين.
أحبائى أعضاء منتدى شهداء القديسين بركة ربنا وإلهنا يسوع المسيح فلتكن معكم..
جلست الأيام الماضية وأنا أتساءل[size=29] لماذا يرفض البعض المسيح؟ هل أتى بتعاليم مضلة ؟ هل كان يعمل فساداً ؟ هل طلب منا أن نفعل الشرور ونقتل ونكره إلخ.....؟ حاشا فالسيد المسيح هو القدوس الكامل الذى بلا خطية ، وبلأكثر نقول هو الله الظاهر فى الجسد..
لماذا نرفض المسيح؟
هل مسيحنا لغز يصعب فك شفراته؟ هل ديانتنا ليست بالشىء الهين؟فى هذه السطور سوف نحاول أن نحلل المسيحية بنظرة عقلانية فى ضوء تعاليم كتابنا المقدس ومن خلال حياة وأقوال مسيحنا القدوس ، وقد رأيت من هذا الموضوع المتواضع والشامل لعدة جوانب فى نفس الوقت أن نوفر الجهد الذى يبذله البعض من أحباءنا الذين يريدون التعرف على المسيحية بشكل سليم لا سب فيه ولا شتام ولا تحامل على أحد ولا النظر فى أى دين أو ملة أو طائفة فقط نظرتنا إلى الله القدوس وتعاليم كتابه المقدس ..
وعلى هذا النبراس دعونى أبدأ وأعيد عليكم السؤال عينه هل المسيحية لغز معقد يصعب فهمه ؟
أوضح لنا السيد المسيح حينما جاءنا على الارض أن المسيحية ديانة بسيطة يسهل على أى شخص ولو لم ينل أى قسط من التعليم أن يفهما شريطة أن يقبل عمل الروح القدس بداخله وفى هذا نص صريح لما قاله السيد المسيح حيث قال : ****ك أيها الآب رب لسماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال. ( مت11: 25 ).
وأعتقد أيها القارىء العزيز أن الأية واضحة فى معناها أن المسيحية لا تحتاج إلى عقل لدرجة أن الطفل الصغير يقبلها ، ولكن مشكلتنا نحن العقلاء والفهماء أننا نريد أن نفهم الله غير المحدود بكل تفاصيله بطبيعتنا غير المحدودة الفانية ، لذلك يصعب دائماً على العقلاء فهم الدين المسيحى بشكله السليم وفهم العقيدة المسيحية الراسخة والقويمة لانهم فيما هم يبحثون عن فهم الله يبحثون عن فهمه بعقولهم المحدودة التى يصعب عليها وأن تفهم جزء ولو بسيط من مادة كالفيزياء أو الجيولوجيا ، ولا نفكر فى أن نبحث عنه بالروح .
وقد وعدنا رب المجد يسوع المسيح أن الروح القدس المعزى الذى سيرسله لنا هو الذى سيذكرنا بكل ما قاله لنا ( أى بكل ما قاله لتلاميذه القديسين ) ويعلمهم كل شىء :" وأما المعزى الروح القدس الذى سيرسله الآب باسمى فهو يعلمكم كل شىء ويذكركم بكل ما قلته لكم". ( يو14: 26). إذاً مع هذا الكلام الذى لا يقبل التأويل ، ومع ‘إعلانات الرب الصريحة لا نستطيع أن نقول بأن التعاليم التى بين أيدينا تعاليم فاسدة حاشا ( وأقصد بذلك من يدعون بأنه لا يوجد تناول مثلاً فى المسيحية أو لا يوجد سر مسحة المرضى إلخ ....وسوف نرد على كل هذه الادعاءات فى المرات المقبلة من هذه السلسلة أن أحيانا الرب وعشنا،وكذلك من يرفضون السيد المسيح رباً وفادياً ومخلصاً للجميع ، وهذه الاخيرة سوف تكون محور هذا البحث المتواضع والذى سنبحر فيه سوياً لنبحث عن السيد المسيح ونلحق فى سماء لاهوته بقدر ما نستطيع حتى تصل رسالته الفدائية للجميع ).
قبل أن أبدأ أحبائى دعونى أذكركم بأننى قصدت من هذا الموضوع المتواضع شرح حقيقة السيد المسيح طارحاً كل الاسئلة التى يتحير منها البعض ومجاوب عليها بطريقة منطقية وبنظرة عقلانية لعلها تلقى الثمار المطلوبة ثلاثين وستين ومائة ، ودون أن نخوض فى أى عقيدة أو ملة فكل ما يعنينا فهم عقيدتنا الارثوذوكسية الحقة دون التهجم على أى دين وتوفيراً لوقت المتهجم الكريم فكل ما يريد معرفته حول الثالوث والتجسد والفداء سوف نحاول بقدر ما نستطيع أن نعرضه له هنا فأن أقتنع وعمل معه الروح القدس كان له الأجر فى أورشليم السمائية وطوباه لقبول السيد المسيح مخلصاً شخصياً له ، وأن رفض نكون قد أبلغنا البشارة المفرحة بخلاص الرب يسوع لللجميع وعلى الجميع أن يبحثوا كيفما شاءوا عن أى طريق اخر يريدوه لخلاصهم ولكن بعيداً عنا لأن هذه هى عقدتنا وهذا هو إيماننا .
لماذا جاء السيد المسيح شخصياً لفدائنا ؟ ألم يكن من الممكن تكليف نبياً للقيام بهذا الامر ؟ أو ملاكاً ؟ أو قل حتى رئيس ملائكة بدلاً من أن ينزل هو شخصياً ويلقى كل هذه الأهانات ؟
لكى أجيبك أخى الحبيب على سؤالك دعنى أولاً أشرح لك ما حدث:
حينما خلق الرب الاله ادم وحواء وضعهما فى الجنة وأعطهما السلطان على كل الحيوانات البرية وعلى الوحوش وأوصاهما أنهما يأكلان من جميع أشجار الجنة وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا يأكلا منها لان يوماً يأكلا منها موتاً يموتا ( تك2: 17).
ولكن إبليس اللعين دخل فى الحية وكانت أحيل حيوانات البرية وجعلها تغرى حواء أن تأكل من الشجرة وتعطى زوجها أيضاً ليأكل قائلةً لها:"لن تموتا بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر". (تك3: 4_5).
ومن هذا المنطلق الذى أوضحته لهم الحية أكلا الاثنان وحدثت المصيبة الكبرى ، نعم مصيبة بكل ما تحويه الكلمة من معانى فحينما ينفصل الأنثان عن الله الذى أعطاه كل هذه النعم والبركات بدون مقابل ، وفى المقابل يخونه الأنثان ويكسر قلبه أليست هذه مصيبة؟؟؟
لقد شعر ادم وحواء أنهما عريانان وهذه حالة الخطية حينما تجرد الانسان من كرامته الالهية وتجعله عبداً لها .
ويشير لنا الكتاب المقدس أنه كانت توجد فى وسط الجنة أيضاً بجوار شجرة معرفة الخير والشر شجرة الحياة . لماذا لم تأكل منها يا ادم وحدها ما كنت هلكت؟ ، الاجابة تبدو لان ادم ما كان يريد أن يحيا فقط ولكن كان يريد أيضاً أن يشترك فى بعث الحياة للاخرين ، وياحسرتاه خسر حياته وحكم على نفسه هو وحواء بالموت لان أجرة الخطية هى موت ، وماذا بعد كل هذا هل ستنتهى قصة الانسان وتقف عن هذا الحد ؟ أليس هذا الانسان يارب هو الذى خلقته بيديك الطاهرتين ووضعته فى هذه الجنة التى خلقتها له وبعدما خلقت له كل الطبيعة المحيطة به ؟ هل ستهلكه يارب ؟ إذاً لماذا خلقته ؟ ألست أنت بعالم الغيوب وفاحص القلوب والكلى كيف لم تعلم بأنه سوف يخطىء ويكسر وصيتك المقدسة ؟
فى الحقيقة الله يعرف كل شىء ويعرف الخفيات والظاهرات ولا يعثر عليه أمر وهنا يجب علينا ان نشير أن الله كان يرتب قصة فداء الانسان وخلاصه حينما يخطىء من قبل أن يخلقه ، فمن هنا كان أقنوم الابن ( السيد المسيح له المجد)ونحن فى هذا لا نتكلم من عندياتنا وأنما نخضع لقول الكتاب المقدس عن السيد المسيح فيقول :"فى البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عند الله ، وكان الكلمة الله . هذا كان فى البدء عند الله . كل شىء به كان وبغيره لم يكن شيئاً مما كان . فيه كانت الحياة ، والحياة كانت نور الناس ، والنور يضىء فى الظلمة ، والظلمة لم تدركه". (يو1: 1_5).
هل كلمة فى البدء هنا تشير إلى بدء الخليقة؟ بالطبع كلمة فى البدء التى تصدرت انجيل معلمنا يوحنا البشير لم يقصد بها بدء الخليقة وإنما قصد منها ما قبل الخليقة .
وما الذى يؤكد لك أنه لم يقصد بها بدء الخليقة كأن يكون معلمنا يوحنا قد استقاها متأثراً بما ورد فى سفر التكوين :"فى البدء خلق الله السموات والارض .(تك1: 1) ؟ لو كان معلمنا يوحنا يقصد بدء الخليقة لما كان قد قال :"كل شىء به كان وبغيره لم يكن شىء مما كان". اذا اراد معلمنا يوحنا أن يقول لنا أن الاب والابن كائنين منذ ما قبل بدء الخليقة أى منذ الازل .
إذا سلمنا بقولك أن الاب هو الابن فمن الذى خلق الكون بما فيه من موجودات ومن الذى خلق الانسان؟ فى الحقيقة الاثنان خلقا معاً بغير أنفصال . وقد أوضح لنا هذا الامر البابا كيرلس الكبير عمود الدين حيث قال: "ان كل شىء يمكن أن نقول أنه تم من الاب بالابن فى الروح القدس " . ومن هنا أن قلت أن الاب هو الذى خلق كنت غير مخطىء ، وأن قلت أن الابن خلق كنت غير مخطىء وان قلت أن الروح القدس خلق كنت غير مخطىء ، فالثلاثة فى واحد كالشخص وروحه وعقله أن فصلنا أياً منهم عنه لما أستطاع أن يقوم بعمله، وحينما يقوم بمكوناته الثلاثة بأى عمل لا تستطيع أن تقول بأن أى جزء من هذه المكونات الثلاثة( الشخص فى جسده المنظور وعقله وروحه) أعظم من الاخر أو أفضل من الاخر . بمعنى أننا لو فصلنا جسد الانسان عن عقله وروحه لفارقته الحياة ، نتيجة عدم وجود روح فيه من ناحية ومن ناحية أخرى بدون عقل هو حيوان وليس انسان لان الله ميز الانسان على سائر المخلوقات التى سخرها لخدمته بالعقل وحده.
لا أريد أن أخرج عن مسار موضوعى الذى بدأته كثيراً ولكنى أردت أن أوضح هذا الأمر للقارىء العزيز حتى يفهم ما نتحدث فيه ، ولنا بخصوص موضوع الثالوث القدوس عودة ووقفه فيما بعد...........قلنا أن ادم أخطأ وهنا كان لابد وان ينفذ العقوبة التى قالها الله وهى الموت نتيجة كسره لوصية الله.
لماذا لم يسامحه الله بدل كل هذا العناء أليس الله رحوم ومحب وغافر للخطايا؟
نعم الله رحوم ومحب وغافر للخطايا لكن مهلاً ياأخى لو ترك الله هذا الامر بمنتهى هذه البساطة التى تريدها لما اوضح لنا أنه يكره الخطية وأنها تنافى مع طبيعته الالهية فهو قدوس بلا خطية وبالتالى كان لابد من تنفيذ العقوبة ، ولكن الله أيضاً محب . ودعنى أقف معك عند هذه النقطة وأقول لك من الذى قال لك أن الله محب ؟من اين عرفت انه محب ؟ هذا أول تعامل لنا معه ..السؤال بمعنى أخر هل صفة المحبة دخيلة على الله ؟ بمعنى أنها ظهرت فيه بعدما خلق الانسان ...أم هى فيه منذ البدء من قبل خلقه للانسان؟ .........................
بالطبع موجودة فيه من قبل خلق الانسان ...
إجابتك صحيحة يااخى ولكن قل لى من كان يحب الله قبل خلق الانسان؟ هل كان يحب نفسه ؟ لو قلنا ذلك لكان الله أنانياً ، وحاشا لله أن يكون هكذا..إذا ما أريد أن أصل بكم إليه أن الله (الاب) كان يحب أبنه كأقنوم موجود منذ البدء وكذلك الروح القدس كأقنوم متواجد أيضاً منذ البدء.. | |
|