وصايا لمن يريد الدخول فى سلك الرهبنة
من أقوال القديس إكليمادوس
اسمع يا بنى كلامى واحفظه فهذه وصاياى يجب ان تمارسها ان اثريت ان تكون راهب لأنك ان كسلت فى اتمام احدى هذه الوصايا فما اكملت الواجب ، ويكون وعدك كاذباً وآراؤك عن الرهبنة ليست صحيحة ، ومالك الذى وزعته قد أضعته سيدى إذ تصبح طلباتك فارغة لأنك لم تستيقط بقوة ولم تقبل على السيرة الرهبانية باجتهاد ولم تربط وسط قلبك بالكمال ولم تستعد للقتال الشيدد ضد الشياطين الغير منظورين ، كما يقول الرسول بولس: ان قتالنا ليس مع لحم ودم ، بل مع الرؤساء والسلاطين ومع احياء الشر فى عالم الظلمة ومع الارواح الخبيثة.
( أ ) الرهبنة
1 – الانحلال من العالم :
الرهبنة هى درجة الملائكة الذين لا يفترون ليلاً ونهاراً عن خدمة ملكهم ومن دخل فيها بانحلال وكسل فقد صير نفسه اشقى حالاً مما لو كان بانحلال فى العالم.
+ الراهب هو ذاك الذى يستعد ليصير مثل الملائكة بدون هم. ويشق عنه ثوب العالم.
لا تظن ان معاشرات القديسين وحدها أو السكنى فى مواضع الصديقين فقط تنفعك، بل أرفض جميع هذه الخرافات لأنه لا تؤخذ اجرة المجاهدين لتعطى للكسلان لان الأخ لا يفدى أخاه إذ يقول " انك تجازى كل واحد حسب عمله ".
2 – السعى للفضيلة :
+ لا تتخل عن كبيرة ولا صغيرة من جميع الوصايا ، بل قم بجميعها بثبات والا فالأفضل لك ان تقيم مع العلمانيين.
+ ان علمت هذا فافحص قبلك قبل ان ترفض الدنيا وتهبئ ذاتك جندياً للسيد المسيح.
+ لا تتوان لئلا تندم اخيرا وتصبح رهبانيتك باطلة.
واذكر هذه الوصايا:
( ب ) الصلاة والهذيذ فى الكتب
3 – الصلاة الجامعة والانفرادية:
+ تأدب فى صلاتك ولتكن من من كل قلبك وعقلك.
+ إذا ضرب الناقوس فى نصف الليل لا تكسل بل قم وصل بحرص ولا تتل صلاتك بفمك وحده بل ليكن فكرك وعقلك وجميع حواسك متضرعة لله وناظره إليه.
4 – الكنيسة :
+ لا تكسل فى الذهاب إلى الكنيسة وقت الصلاة الجامعة وأكمل عبادتك له بخوف.
+ إذا مضيت إلى الكنيسة فاياك ان تجلس عند الباب وهم داخلون للصلاة. احفظ نفسك وكن خائفاً من الله.
+ إذا أتاك أخ وكلمك فيما لا يجب فلا تخف البتة بل اجعل نفسك اخرساً واصما ولا تسمع لقوله ولا تلمه فى قلبك بل كن مثل طفل صغير لا يعرف شراً ولا شيئا من المكر.
+ اياك ان تجيب أو تحدث أحدا حتى ولو كان بكلام جيد ما دمت فى الكنيسة.
5 – الهذيذ فى الكتب :
+ إذا رجعت إلى قلايتك اهتم بقراءة الكتب الإلهية والصلاة ولا تتفرغ لشغل اليد وحده فتنس ذكر الله خالقك.
+ إذا جلست فى خزانتك فاقرا بتعقل وتفهم ، وفكر فى تمجيد الله.
( جـ ) ضد الشياطين
6 – المحاربة :
+ اعلم انك منذ الآن قادم لتقاتل السباع والتنانين والاراكنة الشياطين فى طريق التوبة التى هى كربة وصعبة.
+ انك ذاهب لتقاتل الذئاب والنمور والسباع والوحوش الضارية وليس ذلك لايام ولا لشهور ولا لسنين قلائل بل حياتك كلها حتى تظفر بالعدو.
( د ) الاستسلام للشدائد والضوايق
7 – الصبر :
+ انك قد نصبت نفسك هدفاً للشدائد والاحزان يوماً بعد يوم ان اردت ان تكون راهباً لأنه مكتوب : توقع يا ابنى الشدة بعد الشدة من وقت لاخر وهئ نفسك لهذا.
( هـ ) النسك
8 – الطعام :
+ لا يوجد هاهنا طعام أو شراب ، بل جوع وعطش دائم.
9 – الهدوء :
+ منذ الآن لن يكون لعب أو ضحك أو قهقهة أو انحلال.
10 – السهر :
+ دوام على السهر والصوم إلى المساء فى كل زمانك الا فى حالة مرض يلحقك أو ضعف يصيبك.
( و ) أساس الفضائل
11 – التواضع :
إذا لبست اسكيم الرهبنة فلا تتعظم بل بالاكثر اتضع لأنك قد اخذت خاتم الجندية للمسيح واخضع عنقك تحت نيره ولا تكن مقاومً له ولا محاربا.
12 – قطع الاهواء الجسدانية:
+ انكر نفسك فى كل شئ ولا تكمل اغراضك الجسدانية.
+ ان اردت ان تكون راهباً فانزع جميع افكار العالم من قلبك.
13 – الانسحاق :
+ لازم الحزن والبكاء عوض الانحلال واللعب.
+ اندم على خطاياك واجعل قلبك مع الله فى كل وقت لتستحق نعمته.
( ز ) آداب المائدة
14 – إذا جلست على المائدة لتأكل مع الإخوة فلا تتحدث مع احد. وان حدثوك فلا تجبهم حتى تفرغ من الاكل واشكر الله على جميع افعاله وما انعم به علينا بالرغم من عدم استحقاقنا.
هكذا تعفل كل أيام حياتك أمام الله لتكون لك الطوبى اى الحظ الشريف مع القديسين. ومع هذا كله عليك ان تتحقق انه لا يلبس الاكليل الا من جاهد وصبر على الشدائد وغلب الاعداء وهزمهم وظهرت شجاعته فيهم أمام الملك العظيم الرب يسوع المسيح الذى استحققت ان تحارب من اجل اسمه القدوس فتغلب كما غلب هو. إذ يساعدك بقوته العظيمة. لأنه قال : " ها أنا معكم كل الأيام والى انقضاء الدهر " له المجد آمين.