من هذا الذي لا يحدّه زمان ولا مكان ، ولا يقف أمامه حائل او حاجز فيدخل والأبواب مُغلّقَة ؟
أيمكن أن يموت إنسان لأجل أكذوبة ؟ !
ألم يكن بالحريّ بتلاميذه أن يعودوا إلى صيد السمك بعد أن انزِلت الستارة على المسرحية ؟ .
لم تكن هناك مسرحية أبدًا ، بل كانت واقعًا وتخطيطًا إلهيا منذ الأزل ، فجاء نسل المرأة في ملء الزمن ليسحق رأس الحيّة ، رأس الشيطان.
عادوا الى البحيرة ، وعادوا الى السمك ، ولكنّ المُقام من بين الأموات ظهر هناك على الشاطئ ، وكادت الشبكة ان تتخرّق بعد ان لامست الجهة اليُمنى للقارب .. 153 سمكة كبيرة بالتمام والكمال وفي لحظة ! .. وأعادتهم هذه المعجزة الصغيرة الى الحياة ، وأعادهم المُخلِّص الى الصيد ، صيد النفوس ، والى زرع بذرة المحبة والخلاص .
والغريب أنّ البشارة الرائعة ، انتشرت وملأت الخافقين وما زالت ، انتشرت بالسيف ! سيف الرّوح ، سيف المحبّة ، سيف : "أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعنيكم وصلّوا لأجل الذين يسيئون اليكم ويضطهدونكم .. ".
انتشرت البشارة بعد أن حملها التلاميذ بعيدًا بعيدًا ، حملوها بالعذاب والألم والاضطهاد والرّجم والصّلب والقتل .. ماتوا وهم ينظرون الى الجبال ، الى معينهم ..
المليارات اليوم تجثو أمام الصليب ، أمام مَنْ حَمَلَ آثام البشرية على كتِفيْه ، تخشع في محرابه وتُرنِّم وتُسبّح
للمزيد من مواضيعي