شعر أحد المسيحين أن هموم الحياة كثيرة , وقد تكدست فوق رأسة , وانة ارتباكة لا يحل المشاكل بل يعقدها .
فصنع صندوقاً , ووضعة فى حجرتة وسماة" صندوق الهموم " , وكان كلما صارعة فكر و شعر بالهم , يكتب همومة فى ورقة ويليقيها فى صندوق الهموم , ويقف أمامة يصلى لكى ينزع الرب من قلبة الهموم ويملأة بالراحة والسلام . وكان قد خصص يوم الخميس من كل اسبوع ليعالج فية همومة , ودعاة " نادى الخميس للهموم " . وفى كل خميس كان يفتح " صندوق الهموم " ويقرأ ما كتبة فيجد أن أغلب الهموم قد تم حلها . فتعلم أن يلجأ دائماً اللى الرب الذى يدعو الية المتعبين و المثقلين بالهموم لكى يريحهم من أتعابهم , وتعلم أن يطرح مشاكلة دائماً أمام الرب دون أن يحمل لها هم واثقاً بأن الحل فى يدى الرب وحدة .
أن أهل العالم يبحثون عن الراحة و السلام القلبى عن طريق الهروب من الواقع الذى يعيشون فية فمنهم من يذهب الى الملاهى ومنهم من يبحث عن المباهج . وهو نوع من الهروب الوقتى لا يلبث بعدها الهاربون الا قليلا حتى يعودوا مرة أخرى الى مشاكلهم و متاعبهم , فيتصادمون مع واقعهم المرير . وهذا الهروب الوقتى ليس الا بمثابة الدواء المسكن , الذى ينتهى مفعولة بعد حين , ولا يصلح أن يكون علاجاً شافياً . ومنهم من يحاول تأجيل المشكلة وأسدال ستار النسيان عليها , ومهما كانت المراوغة و التاجيل فان احد لا يستطيع أن يحل مشكلتة برفضة النظر اليها و كبتها .
ونحن نعلم ماذا يفعل الكبت ! . فا الكبت فى كثير من الاحيان يكون اشبة بالقنبلة , التى اذا انفجرت تدمر كل شيء .
أن اهل العالم لا يعيشون فى راحة , بل يعانون من التوتر و القلق و الأنزعاج .
ان الراحة والسلام الحقيقيان يتربعان على قلوب أولاد اللة , الذين يعيشون مع اللة وسط هموم العالم و زوابع الحياة دون ان تتسلل الى داخلهم .
فالفرح والراحة و السلام هم ثمار عمل روح اللة القدوس فى قلوب أولادة .
أما أولاد العالم , فكثيرا ما يضحكون بشفاهم بأصوات عالية متقطعة , تختلج معها عضلات الوجة , ويهتز لها البدن , ومع ذلك فهم لايضحكون من الاعماق .فهم من ظاهرهم تظهر عليهم ملامح السعادة ولكنهم من الداخل ليسواسعداء , ولا تعرف الراحة طريقها الى قلوبهم . أما أولاد اللة فتكون ابتسامتهم هى العلامة الظاهرة للفرح الداخلى فى القلب , والراحة الحقيقية التى تحتل أفئدتهم.
عندما عانى أسقف ايطالى من الظلم و الأضطهاد دون ان يفقد سلامة او يتذمر أو يشكو , سألة صديق لة عن سبب احتفاظة بهدوئة وسلامة أجاب : " أذا واجهنى الظلم أنظر الى السماء لكى أسعى أن يكون مكانى هناك . ثم أنظر الى الارض لكى أتذكر أننى لن أخذ شيئا منها . ثم أنظر حولى لأرى الكثيرين الذين لهم متاعب أصعب و أقسى من متاعبى , فأعلم أن حالى أفضل من غيرى . وهنا أجد راحتى وتعزيتى و سلامى "
تأكد أنك أذا استسلمت لهموم الحياة لتتسلل الى داخل قلبك فانها ستفقدك راحة القلب و سلامة وهدوءة . لقد تكررت عبارة " لا تهتموا " ثلاث مرات فى فقرة واحدة فى العظة على الجبل .
فقد قال الرب " لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون و بما تشربون . ولا لأجسادكم بما تلبسون " مت 25:6
" لا تهتموا قائلين ماذا نأكل او ماذا نشرب او ماذا نلبس " مت 31:6
"لا تهتموا للغد" مت 34:6
وعبارة " لاتهتموا" معناها " لاتحملوا هماً " أن حمل الهم دليل على عدم الثقة بأللة كمدبر لأمورنا لذلك قال الرب فى هذا الفصل من الأنجيل : " لان أباكم السماوى يعلم أنكم تحتاجون الى هذة كلها " مت 32:6
وما دام يعلم فهو بمحبتة للبشر سوف يوفى جميع احتياجاتنا حتى دون أن نطلب فهو الذى دبر لأدم كل احتياجاتة قبل ان يخلقة دبر لة ما سوف يأكلة ويشربة , ولم يدعة معوزاً شيئاً .
وحمل الهم يدل على عدم ايماننا برعاية اللة لنا فهو الراعى الصالح الذى قال عن نفسة : " انا أرعى غنمى وأربضها " حز 15:34
وهو الذى قال عنة مرنم أسرائيل الحلو : " الرب يرعانى فلا يعوزنى شىء " مز 1:23
أن حمل الهم و القلق يفقدان الانسان سلامة القلبى وراحتة الداخلية .... لذلك يقول القديس بولس الرسول : " لاتهتموا بشىء ..... وسلام اللة الذى يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم فى المسيح يسوع " فى 5:4
أن حمل الهم يسبب الاضطراب و الخوف و عدم الايمان بعمل اللة وعدم الثقة فى رعايتة , والنظرة التشاؤمية للحياة , وعدم الاطمئنان ,وتعب الفكر والنفس , وقد يؤدى الى الارق و المرض و عدم الاستقرار .
تعال... ايها الحبيب الى الرب يسوع وهو يريحك من أتعابك , ويحمل عنك هموم الحياة ومشاكل الأيام التى ثقلت عليك حتى أحنت ظهرك .
" ملقين كل همكم علية لأنة هو يعتنى بكم " بط 7:5
أن كل كلمة فى هذة الاية النفيسة هى كلمة ذهبية . أن كنت فقط تريد ان تحيا حياة سعيدة خالية من الهم , وتتجاسر على أن تطأ على الامواج وتحرسك عنايتة . فانك تجد قوة عجيبة تعينك من عند الرب .
أن ألقيت همك على الرب ستنال السلام و القوة . هناك أمران يفصلان بين النفس وبين اللة وهما الخطية وهموم الحياة .
أن ذرة تراب واحدة فى العين تجعلها عاجزة عن التمتع بالرؤية الكاملة . وهم واحد من هموم الحياة قد ينزع سلامنا , ويخبىء عنا وجة اللة ويجعل النفس كئيبة حزينة .
فلنلق همنا على الرب لأن هذة هى مشيئة اللة .
" فأريد أن تكونوا بلا هم " 1كو 32:7
الهم هو :
ما يحول النفس عن واجبها الحالى الى التفكير المضنى فى كيف تقابل الحالات التى قد لا تأتى مطلقاً.
هو القلق و الأضطراب و الأنزعاج .
هو التعود على أنتظار الشر مقدماً
هو عبور قناطر لم نصل اليها بعد .
هو التشاؤم من جة المستقبل .
هو أنشغال البال بأخطاء الماضى , وحصر التفكير فى الظلمات التى قد تأتى بها الحوادث القادمة , بدلاً من التفكير فى محبة اللة وأرادتة .
من ذا الذى لم يختبر عند الاستيقاذ فى الصباح , الشعور ب الضيق , والاسماع الى الصوت يهمس بقصة طويلة من الاثقال التى يجب تحملها و المشاكل التى يجب مواجهتها فى ذلك اليوم
يقول ذلك الصوت : " أةزززز يالة من يوم تعس .. ذلك الذى بدأ الان ... أذكر انك يجب ان تقابل الدائن الذى يطالب بدينة , وتلك المشاكل التى يجب حلها , وتلك الثورة التى يجب تهدئتها , وتلك الامزجة العنيفة التى يجب مواجهتها "
وكثيراً ما استسلمنا لهذة الايحاءات , واذا ما صلينا تكون صلاتنا صلاة اليائس , نلتمس معونة اللة , لكننا لا نجسر على الاعتقاد بأنة سوف ينجى .
لا تتوفر الثقة واليقين فى الداخل , ولا الهدوء فى الخارج . وتصير الحالة تعسة , والكثيرون يقضون حياتهم هكذا دائماً فى انزعاج مستمر , يجاهدون ضد العواصف و الامواج بدلا من أن يمشوا فوق المياة الثائرة ممسكين باليد القوية لمسيحهم و يمشون فى الممرات الصخرية بلاً من ان يحملوا بمركبات اللة .
كم هو أفضل جداً أن نلقى همنا على كتفى المسيح .
سلم همومك ليسوع ... الهم بعد الهم ... القها علية ... هو الذى حمل خطاياك وهو الذى يحمل همومك .
ليس هناك طريق أكثر ضماناً للراحة من ان تلق كل همومك على يسوع .
أن الم الهم المضنى ينبغى تسليمة لمن لا يخيب رجانا
أكسر طاجن الهموم الذى فوق رأسك واحمل باقة الورود .
ومن ورودها : ربنا موجود .... كله للخير....مصيرها تنتهى