عدد المساهمات : 509 نقاط : 1269 تاريخ التسجيل : 10/05/2011 العمر : 39
موضوع: القديس مار مرقس الرسول الثلاثاء مايو 17, 2011 7:47 pm
القديس مار مرقس الرسول
استلام رفات مار مرقس بروما ( 15 بـؤونة)
في مثل هذ1 اليوم من سنة 1684 للشهداء الأطهار الموافق السبت 22 من شهر يونيو سنة 1968 م وفي السنة العاشرة لحبرية البابا كيرلس السادس وهو البابا المائة والسادس عشر في سلسلة باباوات الكرازة المرقسية تسلم الوفد الرسمي الموفد من قبل البابا كيرلس السادس رفات القديس العظيم مار مرقس الرسول كاروز الديار المصرية والبطريرك الأول للكرازة المرقسية من يد البابا بولس السادس بابا روما في القصر البابوي بمدينة الفاتيكان .
وكان الوفد مؤلفا من عشرة من المطارنة والأساقفة بينهم سبعة من الأقباط وثلاثة من المطارنة الأثيوبيين وثلاثة من الأراخنه . أما المطارنة والأساقفة فهم علي التوالي بحسب أقدمية الرسامة : الأنبا مرقس مطران أبو تيج وطهطا وطما وتوابعها رئيس الوفد ، الأنبا ميخائيل مطران أسيوط وتوابعها والأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشاة وتوابعهما ، والأنبا بطرس مطران أخميم وساقلته وتوابعهما والأنبا يوأنس مطران تيجراي وتوابعها بأثيوبيا والأنبا لوكاس مطران أروسي وتوابعها بأثيوبيا والأنبا بطرس مطران جوندار وتوابعها بأثيوبيا والأنبا دوماديوس أسقف الجيزة وتوابعها ، والأنبا غريغوريوس أسقف عام للدراسات اللاهوتية العليا والثقافة القبطية والبحث العلمي والأنبا بولس أسقف حلوان وتوابعها .
وأما الأراخنه المدنيون بحسب ترتيب الحروف الأبجدية فهم الأستاذ إدوارد ميخائيل الأمين العام للجنة الملية لأوقاف البطريركية والأستاذ فرح إندراوس الأمين العام لهيئة الأوقاف القبطية والأستاذ المستشار فريد الفرعوني وكيل المجلس الملي بالإسكندرية .
وقد غادر الوفد البابوي السكندري القاهرة بعد ظهر يوم الخميس 23 بؤونة سنة 1684 ش الموافق 20 يونيو سنة 1968 م في طائرة خاصة يرافقه فيها نحو 90 من اراخنه القبط بينهم سبعة من الكهنة .
وكان في استقبالهم بمطار روما بعض المطارنة والكهنة موفدين من قبل البابا بولس السادس وسفير جمهورية مصر العربية لدي الفاتيكان .
وتحددت الساعة الثانية عشرة من صباح يوم السبت 15 بؤونة الموافق 22 يونيو لمقابلة الوفد البابوي السكندري لبابا روما وتسلم رفات مار مرقس الرسول وقبيل الموعد المحدد بوقت كاف تحرك الركب المؤلف من الوفد البابوي السكندري وأعضاء البعثة الرومانية الكاثوليكية برياسة الكاردينال دوفال كاردينال الجزائر ومعه المطران فيلبرا اندز أمين عام لجنة العمل علي اتحاد المسيحيين والمطران أوليفوتي مطران البندقية ( فينيسيا ) وثلاثة من الكهنة في موكب رسمي وقد أقلتهم سيارات الفاتيكان الفاخرة تتقدمها الدراجات البخارية إلى القصر البابوي بمدينة الفاتيكان .
وفي الساعة عشرة تماما دخل الوفد البابوي السكندري يتقدمه الأنبا مرقس مطران أبو تبج وطنطا رئيس الوفد يتبعه المطارنة والأساقفة بحسب ترتيب الرسامة ثم الأراخنه ، وكان البابا بولس السادس عند مدخل مكتبه الخاص واقفا يستقبل رئيس وأعضاء الوفد الواحد بعد الأخر ثم جلس علي عرشه وجلس أعضاء الوفد وبدأ البابا بولس السادس يتكلم وهو جالس يحيي الوفد ومشيدا بالبابا كيرلس السادس وبكنيسة الإسكندرية ويهنئ بافتتاح الكاتدرائية المرقسية الجديدة وباستلام رفات مار مرقس الرسول ورد الأنبا مرقس رئيس الوفد بكلمة قصيرة قال فيها أنه يحمل إليه تحيات أخيه بابا الإسكندرية ثم سلمه خطابا من البابا كيرلس السادس يوجه فيه الشكر إليه ويفيده بأسماء أعضاء الوفد الرسمي الذين انتدبهم نيابة عنه لاستلام رفات مار مرقس الرسول ثم نهض البابا بولس ونهض أعضاء الوفد معه وحمل بابا روما ورئيس الوفد السكندري معا الصندوق الحاوي لرفات مار مرقس وسار الكل اثنين اثنين في موكب رسمي وانتقلوا من مكتب البابا إلى قاعة كبيرة كانت قد أعدت لاستقبال الأقباط المرافقين للوفد الرسمي ليشهدوا اللحظة المقدسة السعيدة ووضع صندوق الرفات علي مائدة خاصة ثم تقدم الحبر الروماني وسجد أمام الصندوق وقبله وفعل كذلك الوفد البابوي السكندري وتلاه بقيه أعضاء الوفد وفي أثناء أداء هذه التحية الإكرامية لرفات مار مرقس الرسول كان الكهنة القبط ينشدون الألحان الكنسية المناسبة وقد استحوذت السعادة علي قلوب الجميع مصريين وأجانب ومرت تلك اللحظات رهيبة وسعيدة وكان الموقف كله مثيرا وقد خيم علي القاعة جو عميق من الروحانية والتقوى والقداسة والورع
ثم جلس بابا روما علي عرشه وحينئذ نهض الأنبا غريغوريوس وألقي نيابة عن الوفد خطابا باللغة الإنجليزية نقل فيه تحية البابا كيرلس السادس إلى البابا بولس السادس معبرا عن سعادة مسيحيي مصر وأثيوبيا بعودة رفات مار مرقس الرسول بعد أحد عشر قرنا ظل فيها جسد مار مرقس غريبا عن البلد الذي مات فيه شهيدا.
ورد بابا روما في خطاب رسمي باللغة الفرنسية كان يقرأه وهو جالس علي عرشه أشاد فيه بتاريخ كنيسة الإسكندرية ونضالها الطويل الرائد في ميدان العقيدة وأشاد أيضا بأبطالها وعلمائها من أمثال أثناسيوس الرسولي وكيرلس عمود الإيمان وبنتينوس واكليمنضس راجيا أن يكون حفل اليوم علامة محبة ورابطة تربط بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة روما وطلب البابا الروماني في خطابه إلى رئيس وأعضاء البعثة البابوية الرومانية أن يحملوا تحياته ومحبته وتقديره إلى البابا كيرلس السادس وأكليروس كنيسة الإسكندرية ومصر وشعبها .
بعد ذلك نهض البابا بولس والأنبا مرقس رئيس الوفد ليتبادلا الهدايا التذكارية فقدم الأنبا مرقس هدايا البابا كيرلس السادس وهي أربع كالآتي :
1 – صندوق فاخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء ويحمل كتاب العهد الجديد باللغة القبطية البحيرية مجلد بجلد فاخر بلون بني ممتاز وكتب عليه الإهداء باللغتين القبطية والإنجليزية من البابا كيرلس إلى البابا بولس السادس مع الإشارة إلى تاريخ اليوم وهو السبت 22 يونيو 1968 الموافق 15 بؤونة 1684ش .
2 – صندوق فاخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء ويشتمل علي قطعة نسيج أثرية ثمينة من القرن الخامس والسادس الميلادي عثر عليها في بلدة الشيخ عبادة بمحافظة المنيا وقد كانت هذه القطعة ضمن محفوظات المعهد العالي للدراسات القبطية بالقاهرة قدمها للبابا كيرلس السادس مساهمة وتعبيرا عن السرور العام بعودة رفات مار مرقس .
3 – صندوق فاخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء ويحمل اسطوانات القداس الباسيلي وألحانه كاملة التي أصدرها قسم الموسيقي والألحان بالمعهد العالي للدراسات القبطية .
4 - صندوق فاخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء ويحمل سجادة ممتازة طولها متران و30 سنتيمترا من صنع فلاحي قرية الحرانية بمصر تحت أشراف الفنان الدكتور رمسيس ويصا واصف الأستاذ بالمعهد العالي للدراسات القبطية وقد سجل علي هذه السجادة رسوم عدة تمثل قصة يوسف الصديق كاملة .
وقد أعجب بابا روما بهذه الهدايا الثمينة كل الإعجاب وشكر بابا الإسكندرية شكرا جزيلا وقال أنه سيحتفظ بهذا كله في الفاتيكان ذخيرة لكل الأجيال . ثم وزع البابا بولس السادس بيده هدية تذكارية لكل أعضاء الوفد البابوي السكندري عبارة عن صليب رسم عليه المسيح مصلوبا ويقف علي جانبي الصليب القديس بطرس الرسل علي يمين المسيح والقديس بولس الرسول علي يساره ومن خلف الصليب نقش اسم بولس السادس الحبر الأعظم . كما أهدي البابا لجميع الكهنة والمرافقين مداليات تذكارية نقشت عليها صورتا مار بطرس ومار بولس الرسولين من جهة وعلي الوجه الآخر نقش صورة بولس السادس الحبر الروماني ثم قدم البابا الروماني للأنبا مرقس رئيس الوفد البابوي السكندري وثيقة رسمية بتاريخ 28 مايو سنة 1968 م تشهد بصحة الرفات وأنها بالحقيقة رفات مار مرقس الرسول وأنها استخرجت من مكانها الأصلي بكل وقار وقد وقع عليها أسقف بورفير حارس ذخيرة الكرسي الرسولي ووكيل عام الفاتيكان وكانت الساعة قد صارت الأولي بعد الظهر وبذلك أنتهي الحفل الرسمي لتسليم رفات القديس مرقس وعاد الوفد إلى فندق ميكل أنجلو ( الملاك ميخائيل ) بروما .
بركة مار مرقس الرسول تشمل الجميع ولربنا المجد دائما .
نشأته هو يوحنا الملقب مرقس الذي تردد اسمه كثيرًا في سفر الأعمال والرسائل. حمل اسمين: يوحنا وهو اسم عبري يعني "يهوه حنان"، ومرقس اسم روماني يعني "مطرقة". وُلد القديس مرقس في القيروان Cyrene إحدى المدن الخمس الغربية بليبيا، في بلدة تُدعى ابرياتولس، من أبوين يهوديين من سبط لاوي، اسم والده أرسطوبولس، ووالدته مريم امرأة تقية لها اعتبارها بين المسيحيين الأولين في أورشليم. تعلم اليونانية واللاتينية والعبرية وأتقنها. إذ هجمت بعض القبائل المتبربرة على أملاكهم تركوا القيروان إلى فلسطين وطنهم الأصلي وسكنوا بأورشليم. نشأ في أسرة متدينة كانت من أقدم الأسر إيمانًا بالمسيحية وخدمة لها. علاقته بالسيد المسيح تمتع مع والدته مريم بالسيد المسيح، فقد كانت من النساء اللواتي خدمن السيد من أموالهن، كما كان لكثير من أفراد الأسرة صلة بالسيد المسيح. كان مرقس يمت بصلة القرابة للرسل بطرس إذ كان والده ابن عم زوجة القديس بطرس الرسول أو ابن عمتها. ويمت بصلة قرابة لبرنابا الرسول بكونه ابن أخته (كو 4: 10)، أو ابن عمه، وأيضًا بتوما. فتحت أمه بيتها ليأكل الفصح مع تلاميذه في العلية، فصار من البيوت الشهيرة في تاريخ المسيحية المبكر. وهناك غسل رب المجد أقدام التلاميذ، وسلمهم سرّ الإفخارستيا، فصارت أول كنيسة مسيحية في العالم دشنها السيد بنفسه بحلوله فيها وممارسته سرّ الإفخارستيا. وفي نفس العُلية كان يجتمع التلاميذ بعد القيامة وفيها حلّ الروح القدس على التلاميذ (أع 2: 1-4)، وفيها كانوا يجتمعون. وعلى هذا فقد كان بيت مرقس هو أول كنيسة مسيحية في العالم اجتمع فيها المسيحيون في زمان الرسل (أع 12: 12). أما هو فرأى السيد المسيح وجالسه وعاش معه، بل أنه كان من ضمن السبعين رسولاً، لذا لقبته الكنيسة: "ناظر الإله". كان القديس مرقس أحد السبعين رسولاً الذين اختارهم السيد للخدمة، وقد شهد بذلك العلامة أوريجينوس والقديس أبيفإنيوس. ويذكر التقليد أن القديس مرقس كان حاضرًا مع السيد في عرس قانا الجليل، وهو الشاب الذي كان حاملاً الجرة عندما التقى به التلميذان ليُعدا الفصح للسيد (مر 14: 13-14؛ لو 22: 11). وهو أيضًا الشاب الذي قيل عنه أنه تبع المخِّلص وكان لابسًا إزارًا على عريه فأمسكوه، فترك الإزار وهرب منهم عريانًا (مر 14: 51-52). هذه القصة التي لم ترد سوى في إنجيل مرقس مما يدل على أنها حدثت معه. كرازته بدأ الرسول خدمته مع معلمنا بطرس الرسول في أورشليم واليهودية. يسجل لنا سفر أعمال الرسل أنه انطلق مع الرسولين بولس وبرنابا في الرحلة التبشيرية الأولى وكرز معهما في إنطاكية وقبرص ثم في آسيا الصغرى. لكنه على ما يظن أُصيب بمرض في برجة بمفيلية فاضطر أن يعود إلى أورشليم ولم يكمل معهما الرحلة. عاد بعدها وتعاون مع بولس في تأسيس بعض كنائس أوروبا وفي مقدمتها كنيسة روما. إذ بدأ الرسول بولس رحلته التبشيرية الثانية أصر برنابا الرسول أن يأخذ مرقس، أما بولس الرسول فرفض، حتى فارق أحدهما الآخر، فانطلق بولس ومعه سيلا، أما برنابا فأخذ مرقس وكرزا في قبرص (أع 13: 4-5)، وقد ذهب إلى قبرص مرة ثانية بعد مجمع أورشليم (أع 15: 39). اختفت شخصية القديس مرقس في سفر الاعمال إذ سافر إلى مصر وأسس كنيسة الإسكندرية بعد أن ذهب أولاً إلى موطن ميلاده "المدن الخمس" بليبيا، ومن هناك انطلق إلى الواحات ثم الصعيد ودخل الإسكندرية عام 61م من بابها الشرقي. دخل مار مرقس مدينة الإسكندرية على الأرجح سنة 60م من الجهة الغربية قادمًا من الخمس مدن. ويروي لنا التاريخ قصة قبول أنيانوس الإيمان المسيحي كأول مصري بالإسكندرية يقبل المسيحية... فقد تهرأ حذاء مار مرقص من كثرة السير، وإذ ذهب به إلى الإسكافي أنيانوس ليصلحه له دخل المخراز في يده فصرخ: "يا الله الواحد"، فشفاه مار مرقس باسم السيد المسيح وبدأ يحدثه عن الإله الواحد، فآمن هو وأهل بيته... وإذ انتشر الإيمان سريعًا بالإسكندرية رسم أنيانوس أسقفًا ومعه ثلاثة كهنة وسبعة شمامسة. هاج الشعب الوثني فاضطر القديس مرقس أن يترك الإسكندرية ليذهب إلى الخمس مدن الغربية (برقه بليبيا) ومنها إلى روما، حيث كانت له جهود تذكر في أعمال الكرازة عاون بها الرسول بولس، لكنه ما لبث أن عاد إلى مصر ليتابع العمل العظيم الذي بدأه. عاد إلى الإسكندرية عام 65م ليجد الإيمان المسيحي قد ازدهر فقرر أن يزور المدن الخمس، وعاد ثانية إلى الإسكندرية ليستشهد هناك في منطقة بوكاليا. وحدث بينما كان الرسول يحتفل برفع القرابين المقدسة يوم عيد الفصح - واتفق ذلك اليوم مع عيد الإله الوثني سيرابيس - أن هجم الوثنيون على الكنيسة التي كان المؤمنون قد أنشأوها عند البحر، في المكان المعروف باسم بوكاليا أي دار البقر. ألقوا القبض على مار مرقس وبدأوا يسحلونه في طرقات المدينة وهم يصيحون: "جرُّوا التنين في دار البقر". ومازالوا على هذا النحو حتى تناثر لحمه وزالت دماؤه، وفي المساء وضعوه في سجن مظلم، وفي منتصف تلك الليل ظهر له السيد المسيح وقواه ووعده بإكليل الجهاد. وفي اليوم التالي أعاد الوثنيون الكرَّة حتى فاضت روحه وأسلمها بيد الرب، في آخر شهر برمودة سنة 68م. وإمعانًا في التنكيل بجسد القديس أضرم الوثنيون نارًا عظيمة ووضعوه عليها بقصد حرقه، لكن أمطارًا غزيرة هطلت فأطفأت النار، ثم أخذ المؤمنون الجسد بإكرام جزيل وكفَّنوه. وقد سرق بعض التجار البنادقة هذا الجسد سنة 827م وبنوا عليه كنيسة في مدينتهم، أما الرأس فما تزال بالإسكندرية وبُنِيت عليها الكنيسة المرقسية. تعتقد لبنان أن القديس كرز بها، هذا وقد كرز أيضًا بكولوسي (كو 4: 10)، وقد اتخذته البندقية شفيعًا لها، وأكويلاً من أعمال البندقية. نختم حديثنا عن كرازته بكلمات الرسول بولس في الرسالة إلى فليمون يذكره الرسول بولس في مقدمة العاملين معه (فل 4: 2)، وفي الرسالة إلى كولوسي يذكره بين القلائل العاملين معه بملكوت الله بينما كان هو أسيرًا مدة أسره الأول في روما. وفي أسره الثاني - بينما كان يستعد لخلع مسكنه - كتب إلى تيموثاوس يطلب إليه إرسال مرقس لأنه نافع له للخدمة (2تي 4: 11). إنجيله القديس مرقس هو كاتب الإنجيل الذي يحمل اسمه، وهو واضع القداس المعروف حاليًا باسم القداس الكيرلسي نسبة للقديس كيرلس عمود الدين البطريرك السكندري الرابع والعشرين لأنه كان أول من دوَّنه كتابة وأضاف إليه بعض الصلوات. إنشاء المدرسة اللاهوتية للقديس مرقس الرسول الفضل في إنشاء المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية، تلك المدرسة التي ذاع صيتها في العالم المسيحي كله شرقًا وغربًا، وأسدت للمسيحية خدمات جليلة بفضل علمائها وفلاسفتها الذين خرَّجتهم. القديس مارمرقس والأسد يُرمز للقديس مارمرقس بالأسد، لذلك نجد أهل البندقية وهم يستشفعون به جعلوا الأسد رمزًا لهم، وأقاموا أسدًا مجنحًا في ساحة مارمرقس بمدينتهم. ويعلل البعض هذا الرمز بالآتي: أولاً: قيل أن القديس مرقس اجتذب والده أرسطوبولس للإيمان المسيحي خلال سيرهما معًا في الطريق إلى الأردن حيث فاجأهما أسد ولبوة، فطلب الأب من ابنه أن يهرب بينما يتقدم هو فينشغل به الوحشان، لكن الابن طمأن الأب وصلى إلى السيد المسيح فانشق الوحشان وماتا، فآمن الأب بالسيد المسيح. ثانيًا: بدأ القديس مرقس إنجيله بقوله: "صوت صارخ في البرية"... وكأنه صوت أسد يدوي في البرية كملك الحيوانات يهيء الطريق لمجيء الملك الحقيقي ربنا يسوع المسيح. هذا وإذ جاء الإنجيل يُعلن سلطان السيد المسيح لذلك لاق أن يرمز له بالأسد، إذ قيل عن السيد أنه "الأسد الخارج من سبط يهوذا" (رؤ 5: 5). ثالثًا: يرى القديس أمبروسيوس أن مارمرقس بدأ إنجيله بإعلان سلطان ألوهية السيد المسيح الخادم "بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله" (1: 1)، لذلك بحق يرمز له بالأسد. القمص تادرس يعقوب ملطي: الإنجيل بحسب مرقس.
إبصالية واطس لـ تذكار ظهور رأس مار مرقس وتكريس كنيسته، 30 بابة
تعالوا جميعاً اليوم يا أبناء الأرثوذكسيين لنعيد بابتهاج ونسجد للثالوث
الكل يفرحون معنا من أجل كرامتك العالية ايها الرسول العظيم مرقس ناظر الإله
لأنك أنت بشرتنا بالإنجيل بينبوع الحياة الذي فاض في كل كورة مصر
صدقا وحقا صرت ملجأ يا تلميذ المسيح مرقس الرسول
من أجل عظيم جهادك بددت الأوثان وكل عبادة الشياطين ابطلتها بقوة عظيمة
سبع طغمات الكنيسة يعيدون معنا في هذا اليوم من أجل عيد الانجيلي مرقس الرسول
هوذا الأنبياء معاً والرسل القديسيون يعيدون معنا في هذا اليوم ياكاروز الخلاص
تهللوا بفرح لا ينطق به في السماء وعلى الأرض لأجل تذكارك المر أيها القديس انبا مرقس
هوذا الصفوف الملائكية والشهداء والقديسون يقدمون لك كرامات يا مرقس الرسول
حسن قدومك إلينا ايها الكاروز المنير. الذي اجتذبنا من ابليس إلى معرفة الله الحقيقة
كلمة الله الاب ارسل لنا هذا المصباح المضيء في ارضنا وعرفنا طريق الحق
فلنجتمع يا احبائي أيها الأبناء الأرثوذكسيون لنكرم الشهيد مرقس الرسول
الشاروبيم والسيرافيم والطقوس السمائيون يفرحون معك في السموات يا مرقس ناظر الإله
مبارك أنت يا سيدنا المسيح نجنا من التجارب بشفاعات العذراء ومرقس الرسول
فهوذا السيد الرب قد اختارك بالحقيقة وجعلك مبشراً بانجيله
الواحد من الثالوث اظهرته لنا. الذي هو يسوع المسيح ابن الله الكلمة
افرح وتهلل ايها البار أيها الانجيلي الناطق بالأسرار يا مرقس الرسول
استجب لنا يا مخلصنا وانقذنا من الشياطين من أجل الرسول العظيم مرقس ناظر الإله
نتضرع إليك يا محب البشر اقبل إليك توسلاتنا من أجل ناظر الإله مرقس الرسول
يا ابن الله الحي الأحياء اعنهم والأموات نيحهم من أجل كرامة ابينا مرقس
يا الله الذي خلقنا ثبتنا في الإيمان المستقيم الموضوع في انجيلك بيد أبينا مرقس
السلام لك ايتها العذراء مريم أم يسوع المسيح السلام لأبائنا الرسل ومرقس ناظر الإله.
كل أنفس المسيحيين نيحها في الفردوس من أجل والدة الإله ومرقس الرسول.
يا مخلصنا عبدك الرماد الذي نظم هذه الأحرف اغفر له يا محب البشر. مع سائر المسيحيين.
[url][/url]
ابن الفادي Admin
عدد المساهمات : 509 نقاط : 1269 تاريخ التسجيل : 10/05/2011 العمر : 39
موضوع: معجزات مارمرقس لقداسه البابا الثلاثاء مايو 17, 2011 7:49 pm
آيات و معجزات القديس مار مرقص
+قتل الأسد واللبؤة
افتتح حياته في الكرازة والتبشير، بهذه المعجزة، بصلاة منه انشق الأسد واللبؤة، وماتا،
وانقطع نسلهما من تلك البرية.
وبسبب قوة المعجزة آمن بالمسيح أرسطوبولس والد القديس مرقس..
وكما صحبت المعجزة كرازة مارمرقس في هذه الواقعة، كذلك صحبته المعجزات في كرازته في الخمس مدن الغربية ومصر
+شفاء إصبع إنيانوس
وكما بدأت كرازة مارمرقس العامة بمعجزة قتل الأسد واللبؤة، كذلك بدأت كرازته في مصر بمعجزة شفاء أصبع المثقوب فشفاه. وآمن انيانوس، وكان باكورة المؤمنين في الإسكندرية، وأول أسقف رسمه لها القديس مارمرقس.
[وقد أظهر الرب على يدية – أثناء إقامته بالبلاد المصرية – آيات كثيرة وعجائب متعددة، تأسس بواسطتها ملكوت الله وتأيد إنجيله]
+معجزاته في الخمس مدن الغربي
ما أكثر المعجزات التي أجراها الله على يديه في الخمس مدن الغربية،
يقول ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين في القرن العاشر في كتابته لسيرة مارمرقس
[قصد الخمس مدن أولا، وبشر في جميع أعمالها بكلام الله وأظهر عجائب كثيرة حتى أنه ابرأ المرضى ، وطهر البرص، وأخرج الشياطين بنعمة الله الحالة فيه.
فآمن بالسيد المسيح كثيرون، وكسروا أصنامهم التي كانوا يعبدونها].
وهذه المعجزات التي جراها الله على يدى مارمرقس في ليبيا ، قال عنها شينو [كان يخفف آلامهم، ويشفى مرضاهم، منتفعا بهذه المعجزات ليقدم لهم المسيح].
هذا المعجزات وصفها شينو بأنها [معجزات لم تنقطع على يديه]
+الرؤى في السجن
وقد رأينا في قصة إستشهاده كيف أنه ظهر له ملاك، ثم ظهر له الرب نفسه، لتقويته وتعزيته.
+إطفاء الحريق بعد استشهاده
فبعد أن أعد الوثنيون لهيب نار ليحرقوا جسده المقدس بعد استشهاده، هبت العواصف وهطلت الأمطار بشدة، وأدى ذلك إلى نتيجتين هامتين وهما، نفرق الوثنين، وتمكن المؤمنين من أخذ جسده لدفنه.
+معجزة يرويها أهل البندقية
يقال أنه بينما كان يبشر على شواطى الأدرياتيك، أن هبت عاصفة،
جرفت مركبه إلى شواطئ الجزر والبحيرات القليلة الماء.
وهنا ظهر لمرقس الرسول ملاك قائلا:
[في هذا المكان ستنشأ مدينة كبيرة باسمك].
وجدت بعد 400 سنة أن سكان اليابسة الذين هربوا بالقرب من مدينة البندقية بإيطاليا،
طلبوا أن يلجأوا إلى هذه الجزر، وبنوا مدينة البندقية.
واعتبر أهل البندقية القديس مرقس شفيعاً لهم واتخذوا أسده رمزاً لهم. وأصبحت صورة مارمرقس والأسد مجالاً لفناني البندقية. وكذلك الأسد المجنح، بسبب أن إنجيله يدل على الجاه الملكي للمسيح وهو أسد اليهودية
+إنقاذ القديس لمدينة البندقية
هذه معجزة أخرى يرويها أهل البندقية، ويحتفظون لذكراها بلوحة جميلة في متحف الفنون الجميلة بالبندقية،
تنسب إلى الفنان الشهير (بارى دى بوردو). وهى آية من الفن تمثل حربا شعواء يحارب فيها القديس عن المدينة ضد طغمات الشياطين الآثمة.
يقولون إنه ذات ليلة طلب ثلاثة رجال من أحد البحارة ان يبحر بهم إلى ليدو. وكان أحدهم مدججين بالسلاح.
وما ابتعد القارب عن الشاطئ، حتى هاج البحر وماج، وظهرت اشباح شيطانية مخيفة فزع منها البحار. ولكن سرعان ما رأى الرجل البار يشخص بعينيه نحو السماء مصليا في خشوع، والجنديين بجواره يشهران السلاح. ولم يمض وقت طويل إلا وهدأ البحر، وتمكن القديسون من طرد الشياطين فاختفت. ووصل القارب سالما إلى ميناء بيازتا.
وكم كانت دهشة البحار حينما رأى الرجل البار يخاطبه قبل النزول إلى الشاطئ قائلا: [أنا مرقس رسول المسيح. خذ هذا الخاتم وسلمه إلى حاكم المدينة فيكافئك أجل المكافأة على ما تكبدته من
مشاق وأهوال من اجل في الليلة. واعلم انى ما جئت هذه الليلة، وبصحبتى الشهيدان جرجس وتاوضروس. إلا لإنقاذ البندقية من طغمات الشياطين التي أحاطت بها. فقد تمادى البنادقة في الرذيلة وشربوا الإثم دون استحياء أو خجل. ولكنى أثق برجوعهم عن غوايتهم..]
وظن البحار اولا أنه في حلم، لولا أنه لمس الخاتم، فرأه حقيقة لا خيالا. فذهب في الحال إلى الحاكم هذه البحار الذي سلمه الخاتم، وروى له قصة القديس. وأقام عيدا جليلا فرحا بنجاة المدينة وأهلها.
ومن روعة الوحة التي تمثل هذه المعجزة نقلها نابليون إلى باريس عند غزوه لإيطاليا. ثم اعيدت إليها سنة 1815 م.
بينما يجمع أهل الغرب المعجزات الخاصة بقديسنا ويسجلونها في كتب، ويرسمون لها اللوحات الفنية، نقصر نحن كثيرا في هذا المر ولا نسجل إلا
معجزات العصر الرسولى. ليت معجزاته الحديثة تعلن على الناس، وليته يستمر في معجزاته معنا المنيرة بقوة الروح الحال فيه
[url][/url]
ابن الفادي Admin
عدد المساهمات : 509 نقاط : 1269 تاريخ التسجيل : 10/05/2011 العمر : 39
موضوع: مما كتبه قداسه البابا تأثير مارمرقس على الفن الثلاثاء مايو 17, 2011 7:52 pm
كان لمار مرقس تأثير كبير علي المعمار والنحت والرسم فما أكثر الكنائس والمدارس والمؤسسات التي تحمل إسمه، والتماثيل التي نحتت له، والصور التي تمثله في كرازته وفي شخصه وفي معجزاته.
كرسى مار مرقص
لا نقصد بكلمة (كرسي) المعني الحرفي أو المادي للكلمة.
فالقديس مار مرقس لم يكن يجلس علي كرسي،
بقدر ما كان يجول من مكان إلى اخر،
متعباً من أجل الكرازة والتبشير والرعاية والافتقاد،
حتى تمزق حذاؤه من كثرة السفر والسير.
إنما المقصود بكرسي مارمرقس هو الخلافة الرسولية لهذا القديس،
وإتمام عمله الرسولي في الكرازة ونشر ملكوت الله علي الأرض
أسم مار مرقص
أطلق إسم مار مرقس علي كثير من الكنائس، والأديرة، والمدارس.. وتسمي به الباباوات والأساقفة والقديسون وغيرهم.
وكانت هناك مدينة في النوبة اسمها مرقسة غطتها المياه بعد السد العالي.
وفي اثيوبيا مدينة تسمي دبرا مرقس أي جبل مرقس.
ومعني اسم مرقس هو (مطرقة). وقد كان مار مرقس المطرقة التي تحطمت بها الوثنية. ولذا تلقبه الكنيسة " مبدد الأوثان
قديسون باسم مرقس
أ-من الشهداء:
نذكر والد القديسة دميانة، وكان اسمه (مرقس)، وكان والياً علي البرلس والزعفران. وقد حدث أنه أنكر الإيمان بسبب فوبخته ابنته دميانة، فرجع إلي ديوقليانوس، واعترف بالسيد المسيح، ونال إكليل الشهادة.
ب-من السواح:
يوجد القديس مرقس الترمقي، وقد أرسل إليه الله القديس سرابيون ليراه في اخر حياته ويكفنه ويكتب سيرته وقد نشرت هذه في مجلة الكرازة.
ج_ من المتوحدين:
يوجد القديس مرقس المتوحد. وهو من دير الأنبا أنطونيوس. وكان معاصراً للبابا متاؤس الأول (87). وسيرته سيرة جميلة مملوءة من الفضيلة والتعليم والعجائب. نشرها دير السريان باختصار في الحلقة الثالثة سلسلة تاريخ البطاركة.
د- من النساك والكتاب:
يوجد مرقس الناسك (2)، من تلاميذ القديس يوحنا ذهبي الفم، عاصر زميله نيلوس الناسك.
بابوات باسم مرقس
تسمي 19 من بابوات الكرسي المرقسي بالاسم العبراني لهذا القديس "يوحنا الذي ينطق بالقبطية واليونانية يؤانس". وهو أكبر اسم في عدد البابوات. يليه مباشرة في الشهرة الاسم اللاتيني للقديس "مرقس".
في تاريخ الكنيسة القبطية ثمانية جلسوا علي كرسي مار مرقس بهذا الاسم الكريم. أولهم مار مرقس.
2- البابا مرقس الثاني (49):
و يلقب بمرقس الجديد. جلس علي الكرسي المرقسي ما بين 20، 23 سنة. وهو الوحيد في هؤلاء البطاركة الذي ورد اسمه في السنكسار. وتذكاره في 22 برموده. وقد تنيح في 17 أبريل سنة 819 م. ولد في الإسكندرية، وترهب بدير ابا مقار. وكان مقر كرسيه الكنيسة المرقسية بالإسكندرية. ودفن في بيعة نبروه، ثم نقل إلي المرقسية.
3- البابا مرقس الثالث (73):
و يلقب بابن زرعة. جلس علي كرسي مررمرقس 22 سنة ونصف، وتنيح في يناير 1189 م. وهو سرياني الحنس. وكان علمانياً قبل سيامته بطريركاً. أما مقر كرسيه فكان كنيسة المعلقة بمصر القديمة. ودفن في دير أبا مقار.
4- البابا مرقس الرابع (84):
جلس علي كرسي مار مرقس 14 سنة و5 أشهر. وتنيح في 31 يناير 1363 م. ولد في قليوب، وترهب في دير شهران. وكان مقر كرسيه في كنيسة العذراء بحارة زويلة. ودفن في دير شهران. وكان عهده كله ضيق وتعب.
5-البابا مرقس الخامس (98):
جلس علي كرسي مار مرقس 16 سنة وشهرين، وتنيح يوم عيد النيروز (سبتمبر 1619 م). ولد في البياضية، وترهب في دير أبا مقار. ورسم في كنيسة أبي سيفين بمصر القديمة. وكان مقر كرسيه كنيسة العذراء بحارة زويلة. ولا قي في حياته متاعب كثيرة. وقامت في عهده مشكلة بخصوص تعدد الزوجات. كما حدثت إرتباكات في الحبشة بسبب محاولة الكاثوليك ضم الكنيسة إليهم. ودفن هذا البابا في دير ابا مقار.
6-البابا مرقس السادس (101):
جلس علي كرسي مارمرقس 10 سنوات. وتنيح في 20 ابريل 1656 م (يوم الجمعة الكبيرة). ولد في بهجورة، وترهب في دير الأنبا أنطونيوس وكان مقر كرسيه كنيسة العذراء بحارة زويلة، وقد بني فوقها قاعة للصلاة ما تزال قائمة للآن. وقد اصطدم بكبير الأراخنة وبالرهبان وبكثيرين، وكانت حيالته كلها مشقة وتعباً. ودفن في دير ابي سيفين بمصر القديمة.
7-البابا مرقس السابع (106):
و هو أقدس الستة. جلس علي كرسي مارمرقس حوالي 24 سنة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وتنيح في 18 مايو 1769 (12 بشنس) يوم تذكار القديسة دميانة. ولد في قلوصنا، وترهب في دير الأنبا أنطونيوس، وكان كثير التردد علي دير الأنبا بولا، كما كان محباً للوحدة والنسك. وقد اخذوه قسراً للرسامة. وكان مقر كرسيه في حارة الروم.
قام برسامة مطران للحبشة والأنبا بطرس مطران الوجه القبلي. وفي عهده حاول الكاثوليك ضم الكنيسة القبطية إليهم، فرسموا راهباً بأورشليم مطراناً على مصر، فلم يتمكن من الحضور إليهم وبقى في أورشليم. ورسموا روفائيل الطوخي أسقفاً بالوجه القبلي، فلم يستطع الإقامة فيه. ودعاه بابا روما إلى هناك، فعكف على نشر الكتب الطقسية القبطية.
وقد لاقى البابا مرقس شدائد كثيرة. وكان رجلاً قديساً. وفي ساعة نياحته أبصر الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس يشجعانه ويستقبلان روحه. واحتُفِلَ بجنازته احتفالاً عظيماً في دير مارجرجس للراهبات. وصلى عليه الأنبا يوساب مطران الحبشة، والأنبا بطرس مطران الوجه القبلي. ونقلوا جثمانه بالتسابيح إلي دير أبوسيفين ودفنوه في مقبرة لبطاركة هناك.
8-البابا مرقس الثامن (108):
جلس علي كرسي مار مرقس 13 سنة وشهرين. وتنيح في 21 ديسمبر 1809 م. ولد في طما. وترهب في دير الأنبا أنطونيوس. وكان مقر كرسيه حارة الروم ثم انتقل إلي الأزبكية. وفي عهده بدأ بناء الكنيسة المرقسية بالأزبكية. وكان أول البطاركة الذين دفنوا فيها.
وفي عهده حدثت اضطرابات كثيرة بسبب حكم المماليك، أعقبها استيلاء الحملة الفرنسية علي مصر. وبعد خروج الفرنسيين، أرسل إلي شعبه رسالة رعوية روحية مؤثرة كلها اتضاع ومحبة يحضهم فيها علي التوبة، شرح أن الاضطراب الذي حدث كان سببه الفساد والبعد عن الله، ثم استطرد [و ليس قولي هذا بقصد شتمكم، لأني أنا مثلكم في البشرية، ولستو لست ازكي نفسي قدام الله. فأسالكم يا أخوتي بلين المسيح ووداعته أن لا يثقل عليكم كلامي، لأني نطقت من مرارة نفسي بصفتي اباكم الشفيق].
وبعد أن أطلب إليهم أن يرجعوا عما يغضب الله ويعيشوا في الفضيلة، قال [و من كان ناقصاً في شئ من ذلك، فلنصل كلنا من أجله ونقول: يا رب لا بغضبك تبكتنا.. لأننا ضعفاء ومساكين.. وقد صرنا مثل الخراف وسط الذئاب، ومثل الغنم التي لا راعي لها] وختم الرسالة بقوله [كونوا محاللين مباركين من فم الله القدوس و.. و.. ومن فمي أنا الحقير مرقس خادم بنعمة الله الرتب المرقسية]..
وفي عهده ظهر الأنبا يوساب الأبح اسقف كرسي جرجا وأخميم، وهو من علماء الكنيسة الأفذاذ.
أساقفة باسم مرقص
ما أكثر الاساقفة الذين تسموا باسم كاروزنا العظيم. لم يخل منهم عهد. ويكفي أن نقول إنه عندما قام قام البابا بنيامين (82) بصنع الميرون، شاركه 12 اسقفاً، كان منهم 4 باسم مرقس (1) هم: الأنبا مرقس اسقف البحيرة، والأنبا مرقس اسقف فوه، والأنبا مرقس اسقف صندفا والبنوانين، والأنبا مرقس اسقف ابيار.
وفي عهد البابا ديمتريوس الثاني (111) كان وكيل الكرازة المرقسية هو الأنبا مرقس مطران البحيرة وكان يوجد بهذا الاسم الكريم نيافة الأنبا مرقس مطران كرسي أبو تيج المتنيح.
ويوجد حالياً نيافة الأنبا مرقس أسقف مارسيليا وطولون - أول اسقف للكرسي المرقسي لايبارشية فرنسا الجديدة قام قداسة البابا شنودة الثالث بسيامته مع زميله الخوري ابسكوبس أثناسيوس وذلك في الثاني من شهر يوينه سنة 1974 وكان يوافق عيد العنصرة بالكاتدرائية المرقسية الجديدة بالأنبا رويس.
كما يوجد ايضاً بهذا الاسم في مجمعنا المقدس الحالي نيافة الأنبا أنتونيوس مرقص الأسقف العام لشئون أفريقيا، ونيافة الأنبا مرقس الخوري ابسكوبس بمطرانية القليوبية- قطاع شبرا الخيمة.
مارمرقس كاروز المسكونة كلها وليس لمصر فقط
إن كان مرقس الرسول كاروزاً للديار المصرية بصفة خاصة،
فهو من الناحية العامة كاروز مسكوني، للخليقة كلها.
ولذلك صدق الأنبا ساويرس أسقف نستروه (من آباء القرن التاسع) عندما قال عن مارمرقس:
[ذلك القديس العظيم الذي لم يضيء مصر فحسب، بل العالم كله].
هو أحد السبعين رسولاً الذين أرسلهم الرب للخدمة.
وهو أحد الإنجيليين الأربعة الذين بشروا المسكونة كلها بأناجيلهم،
ومازال العالم كله ينتفع ببشاراتهم، دون أن يقتصر عملهم على كنيسة معينة.
كذلك فإن قداسه قد انتفع به العالم كله، والمدرسة اللاهوتية التي أسسها في الإسكندرية،
قد أشرقت بعلمها ومعرفتها على العالم كله.
كان العالم المعروف في وقته هو آسيا وأفريقيا وأوروبا.