رئيس جُند الرب
فقال رئيس جُند الرب ليشوع اخلع نعلك من رجلك لأن المكان الذي أنت واقف عليه هو مقدس. ففعل يشوع كذلك ( يش 5: 15 )
ها هو رئيس جُند الرب نفسه يأتي ليقود شعبه لامتلاك الأشياء التي لهم. وهو يقدم نفسه لهم "وسيفه مسلول بيده" هكذا نجد على الدوام أن المسيح يقدم نفسه حسب حالة شعبه واحتياجهم، لذا عندما كانوا مُزمعين أن يدخلوا في صراع مع العدو، نراه يأتي إليهم وسيفه مسلول بيده ليقودهم إلى النُصرة.
"فسار يشوع إليه وقال له هل لنا أنت أو لأعدائنا؟". لماذا يوجّه يشوع هذا السؤال؟ لأنه في حربنا السماوية لا يوجد شيء اسمه حياد، فكل شخص نقابله؛ إما للمسيح أو ضده، وبالتالي فهو إما يعمل للنُصرة أو للهزيمة، للطاعة أو للعصيان، لذا وجب هذا السؤال. لأنه لا يوجد مكان وسط لأولئك الذين يحاربون حروب الرب. فنحن إما للمسيح الذي رفضه العالم وبالتالي فنحن ضد العالم، وإما للعالم الذي رفض المسيح وبالتالي نكون ضد المسيح. فنحن إما معه أو ضده. أما مُهادنة العالم ومصادقته، فهى شيء كريه جداً وممقوت لدى الرب.
"فقال كلا، بل أنا رئيس جند الرب. الآن أتيت". لنلاحظ القول "الآن أتيت". لقد دحرج الرب عنهم - في الأصحاح السابق - عار مصر، وهم الآن يحملون (رمزياً) علامات الوطن السماوي بدلاً من علامات عبودية مصر. كما أنهم أكلوا الفصح، وبذلك فقد عاينوا كمال النعمة الفادية. ثم أكلوا من غلة أرض كنعان، بينما هم يقفون حول الأحجار المأخوذة من البقعة التي وقف فيها التابوت راسخاً في مياه الأردن - مياه الموت مُعلنة النُصرة على الموت. لذا الآن، والآن فقط، يظهر رئيس الجُند ليقود شعبه إلى النُصرة.
"فسقط يشوع على وجهه إلى الأرض وسجد وقال له بماذا يكلم سيدي عبده؟". يا له من وضع جميل يعبِّر عن الطاعة الساجدة. إنه يدخل كنعان كساجد، كما أن أذنيه مفتوحتان لتسمعا الوصايا الهامة التي يعطيها له رئيس جُند الرب. وفي هذا المشهد المؤثر نرى شيئاً آخر أيضاً، لقد أمر الرب يشوع أن يخلع نعله من رجليه لأن المكان الذي يقف عليه هو مقدس. وهنا نرى اخوتي ان القداسة هي القوة الرئيسية في الصراع.
كما قال الكتاب
اتبعوا ... القداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب ( عب 12: 14 )
وهذا ما ينبغي أن نكون عليه يومياً. نحتاج إلى أن ننفصل عن كل أشكال الشر، وهذه القداسة يجب أن تكون تدريجية، بمعنى أن يجب أن ننمو أكثر فأكثر على شبه المسيح