من انطباعات واختبارات قارئ لكتابات أبينا الروحي
القمص متى المسكين
أبونا متى المسكين
كاتب وشارح إنجيلي مُبدع
لا يسع كل مَن يطَّلع على كتابات الأب متى المسكين - بشكلٍ عام - إلاَّ أن يلمس حبه للكتاب المقدس ودرايته الواسعة بسرِّ المسيح المُعلَن فيه. أما ما كتبه عن الكتاب المقدس وحده فيُشكِّل موسوعة روحية فكرية علمية أدبية متكاملة، لم يُنتِج ما يُناظرها على مستوى التاريخ إلاَّ قليلون. ولعل واحداً من كتاباته الصغيرة في حجمها والفريدة في محتواها هو كتاب: ”كيف تقرأ الكتاب المقدس“. هذا الكتيب الصغير قدَّم خبرة عملية تحمل القارئ للتلامس مع عمق معرفة المسيح في الكتاب المقدس. وفيه يُجنِّب القارئ متاهة الدخول في حب المعرفة للمعرفة في حدِّ ذاتها، أو المعرفة من أجل التعليم؛ بل فيه يُقدِّم خبرة فريدة تدخل مباشرة وبشكل عملي بالقارئ إلى حضرة الله من خلال الكتاب المقدس، مما نلمس فيه ونشعر بروح وسمة الكتابة في رسائل القديس أنطونيوس.
إن كان هذا هو محتوى كتابه الصغير جداً، فماذا يمكن القول عن كتبه العملاقة التي يشرح فيها أسفار الكتاب المقدس؟ يكفي القول أن كتابه: ”شرح إنجيل القديس يوحنا“ (بمقدمته وجزئيه) كان مثار إعجاب ومنفعة الكثيرين، حتى أنه اجتذب ثلاثة من كبار الكُتَّاب المتربعين على عرش الأدب العربي في مصر، هم: الدكتور جابر عصفور، والدكتور نصر أبو زيد، والدكتورة هدى وصفي. فعند قراءتهم لجزئي الكتاب لم يسعهم إلاَّ أن يطلبوا اللقاء مع المؤلف حتى يستزيدوا من الفكر العميق لهذا العملاق. وبعد اللقاء سجَّلوا انطباعهم هكذا:
[ومن حق الرجل علينا أن نشهد له بأنه مُحاوِر من الطراز الأول، يُجيد الاستماع والإنصات بالقدر الذي يُجيد به التعبير عن نفسه بهدوء وثقة وتواضع في الوقت نفسه. إنه تواضع العلماء وثقة الواصلين وهدوء أهل اليقين. فقد استمع إلينا وتفاعل معنا، طامحاً أن يصل بنا إلى عالمه، ويرتفع بأرواحنا إلى ذُرَى يقينه. لقد كان سعينا للحوار مع الرجل نابعاً من احترام عميق لشخصه ومن إدراك لأهمية إنجازاته الفكرية التي توَّجها بشرحه لإنجيل يوحنا في مجلَّدين كبيرين. وكانت عودتنا بعد الحوار عودة الظافرين بحصادٍ لم نكن نحلم به، فقامة الرجل - شخصاً وإنجازاً وتواضعاً - أعلى من كل تصوُّراتنا].
بصفة عامة، تتميز كتابات الأب متى المسكين بالموسوعية، فبقدر مـا فيها من الزَّخْم(1) الروحي والغِنَى الفكري، فهي أيضاً تحتوي على أحدث الاكتشافات والآراء العلمية من ناحية التاريخ والجغرافيا والجيولوجيا والأركيولوجيا والأنثروبولوجيا وعلوم المخطوطات والعلوم الاجتماعية... إلخ.
أما كتاباته الإنجيلية فتعرض لاهوتاً أرثوذكسياً، حتى لا يسع القارئ إلاَّ أن يرى الكتاب المقدس كتاباً أرثوذكسياً بالدرجة الأولى. وبقدر ما تحمل كتاباته الإنجيلية من تعاليم الآباء، بقدر ما تحوي الكثير من آراء علماء الكتاب المحدثين والقدامى على مدى التاريخ. كل هذا يُقدِّمه في قالب روحي مُبدع من خلال رؤيته الشخصية المُتَيَقَّنة من حقِّ الإنجيل.
فكتاباته هي حصيلة لقراءة آلاف الكتب، وذلك مَدْعاة للتعجُّب: كيف يمكن لفرد واحد في زمن عمره المحدود قراءة واستيعاب وتحليل كل هذا الكمِّ الهائل من الكتب، ليُقدِّم هذا الإنتاج الضخم! وبسبب تمكُّنه من اللغات الأصلية للكتاب المقدس والمعاني الدقيقة للكلمات اليونانية والعبرية القديمة، استطاع أن ينقل فكر الكتاب المقدس باللغة العربية بحسب النصوص الأصلية، وبالمعنى الذي قصده الكاتب. ولاستيعابه الكامل للتاريخ العام والخاص ولكل الظروف التي كُتِبَ فيها النص، صارت كتبه تُجسِّد الحقائق الإنجيلية، وتُبرزها حيَّة أمام القارئ. وبذلك مَنَحَ جيلنا السعيد فرصةً ليقرأ الكتاب المقدس بـاللغة العربية، وكأنه يقرأه بالمعنى واللغة الأصلية للكتاب.
كتابات الأب متى المسكين ليست مجرد مُحصِّلة لكتب قرأها. فكتاباته ليست مجرد معلومات أو كتابات علمية تُغني الفكر والمعرفة فقط، بل كتاباته تتدفق أولاً من روحه قبل فكره، وتحوي اختباره الشخصي لأسرار الكتاب المقدس الذي اغترف من ينابيعه الفيَّاضة حتى تفجَّرت في نفسه أنهار ماء حي فاضت بغِنَى في كتبه. لم يكن دافعه من قراءة آلاف الكتب إلاَّ ليُشبِع روحه العطشى جداً لمعرفة المسيح، حيث وجد هذه المعرفة في كل ما هو حق. فليس كل مَن يقرأ هذه الكتب يستطيع أن يُنتج ما أنتجه أبونا متى، إلاَّ من فيض الروح والحكمة الإلهية.
كتاباته الإنجيلية تتَّسم بالمنهجية الواضحة المعالم. فلا تخلو صفحة واحدة من كتبه إلاَّ وفيها استعلان لأسرار الخلاص التي تحقَّقت في المسيح يسوع، المُقدَّمة لكل فرد بلا شروط. وبينما يُقدِّم في كتبه حديث الخلاص لكل واحد بصفة شخصية، فسرُّ المسيح يجمع الكل في ”الكنيسة الخالدة“، هيكله الملوكي، مبنيين فيه كحجارة حيَّة «لأننا أعضاء جسمه، مـن لحمه ومـن عظامه»
(أف 5: 30)، وحاضرين فيه أمام الآب عن يمين العظمة.
ومن خلال التنويع في أساليب الكتابة، استطاع أبونا متى أن يُغطِّي الكتاب المقدس كله بعهديه، شرحاً وتفسيراً وتأمُّلاً ودراسةً، في فترة عمره المحدود. لذلك فبعض كتبه تحوي دراسة كتابية عامة. هذا النوع من الكتب قدَّم فيه دراسة وافية لأجزاء كبيرة من الكتاب المقدس التي لم يُسعفه الوقت لشرح كل كلمة فيها. من هذه الكتب، كتاب: ”النبوَّة والأنبياء“. هذا الكتاب الصغير نسبياً في حجمه، يحوي دراسة كاملة لكل أسفار العهد القديم. ولا يسع القارئ إلاَّ أن يعجب لِمَا في هذا الكتاب من معلومات وافية عن العهد القديم كله. ففيه من معلومات غير متوفرة بأي كتاب آخر باللغة العربية، ولستُ أظن أن هناك كتاباً واحداً يمكن أن يجمع هذا الكم من المعلومات في مثل هذا الحجم الصغير نسبياً. ومن عنوان الكتاب نستطيع أن نفهم أنه يحوي رؤية إنجيلية للعهد القديم، فهو ”نبوة الأنبياء“ عن الخلاص الذي بالمسيح يسوع، سواء في الناموس أو الأنبياء، سواء في كتبه التاريخية أم في كتبه الشعرية.
وله كتاب آخر عن العهد القديم، يُعتَبَر مُكمِّلاً لكتاب ”النبوَّة والأنبياء“ من الناحية التاريخية، هو كتاب: ”تاريخ إسرائيل“. هذا الكتاب بقدر ما هو بسيط وسلس في أسلوب سرده، بقدر ما يحوي تحليلاً علمياً دقيقاً لتاريخ إسرائيل. وهو يربط ما بين الكتاب المقدس وأحداث التاريخ بدقة، مما يُظهِر واقعية أحداث العهد القديم ويضعها في موقعها من التاريخ العام. ومن أهم أبوابه تاريخ إسرائيل بعد السبي البابلي وحتى مجيء المسيح. فهذا الجزء يحمل تسلسلاً منطقياً لتاريخ إسرائيل، بكل ما فيه من خير وشر، مما يوضِّح مفهوم المسيَّا الذي كانوا يتوقعون مجيئه، وبذلك يُفسِّر أسباب رفض يهود عصره، ما عدا الأقلية التي آمنت به، للمسيح كمسيَّا إسرائيل. كما يُوضِّح كيف أعدَّت أحداث التاريخ كل البشرية لظهور المسيح يسوع مُخلِّص العالم.
أما الكتاب الوحيد من العهد القديم الذي قام بشرحه كلمة كلمة فهو كتاب: ”المزامير“ الذي صدر في أربعة أجزاء كبيرة. ومما لا شكَّ فيه أن كتاب المزامير له منزلة خاصة بين كتب العهد القديم، إذ يحوي كل مواضيع الكتاب المقدس، كما قال عنه القديس أثناسيوس (في رسالته إلى مرسيلينوس) إنه: ”الكتاب المقدس داخل الكتاب“. ففيه النبوَّة والتشريع والحكمة والتاريخ. وأكثر من ذلك، فهو كتاب الصلاة الفريد الذي كان موضعاً للاستخدام الليتورجي سواء في العهد القديم أو في العهد الجديد، سواء في الصلاة الجماعية أو الفردية، أو في التسبيح داخل الهيكل والمجمع (في العهد القديم) وفي كنيسة العهد الجديد. لذلك وجد أبونا متى في دراسة هذا الكتاب بالتفصيل وشرح كل كلمة فيه، أهمية كبيرة. فمن خلال هذه الدراسة قدَّم رؤية متكاملة للعهد القديم، خاصة الجانب اللاهوتي النبوي والجانب الميستيكي التعبُّدي.
ونعود إلى النوعية الأولى من كتبه العامة لنستكملها بعد أن قطعنا تسلسل حديثنا عن هذا النوع من الكتب، بحديثنا عن كتاب ”المزامير“، حتى نستوفي كتاباته في العهد القديم.
أبدأ بكتاب صغير نسبياً، وهو من روائع كتبه العامة عن الكتاب المقدس، وهو كتاب: ”كلمة الله: شهادة وخدمة وحياة“. هذا الكتاب يحوي ثلاثة فصول، كما هو واضح من عنوانه. بعد مقدمة شيقة ومُشوِّقة يبدأها بعبارة جميلة، إذ يقول: ”كلمة الله مجالٌ حيٌّ يلتقي فيه الإنسان مع خالقه سرّاً وفي هدوء. لذلك فبقدر ما نقترب من الكلمة نقترب من الله، وبقدر ما نعيش فيها نعيش معه“. وبعد هذه المقدمة، هناك ثلاثة أبواب هي على التوالي: ”الشهادة للكلمة“، و”خدمة الكلمة“، ثم ”الحياة بالكلمة“. ومن خلال الأبواب الثلاثة يُقدِّم منهجاً كاملاً للحياة الروحية من خلال ”كلمة الحياة“ الحية والمحيية للنفوس.
ومن كتبه العامة عن الكتاب المقدس، كتاب: ”المسيح: حياته وأعماله“. هذا الكتاب لم يكتبه ليستعيض به عن شرح كل كلمة مثل كتاب: ”النبوَّة والأنبياء“، بل كتبه بعد أن استوفى شرحاً لكل كلمة في الأناجيل الأربعة مستوفياً للجوانب اللاهوتية والتاريخية، مع تحليل لآراء الآباء وكبار العلماء لكل إنجيل. وبعد أن استوفى الإنجيل دراسةً وشرحاً، وجد أن هناك فراغاً يلزم أن يملأه للربط ما بين الأناجيل الأربعة.
وبالرغم من أن في شرحه لآيات كل إنجيل كان يقارن بينه وبين الأناجيل الأخرى، إلاَّ أنه بعد أن أكمل العمل لَزَمَ أن يُقدِّم قصة واحدة مسلسلة متكاملة عن حياة المسيح وأعماله، حتى يُسهِّل استمرارية المتابعة لأحداث حياة المسيح. والكتاب موضوع في هيئة مقالات صغيرة متتابعة مُكمِّلة لبعضها عن حياة المسيح من الأربعة الأناجيل. وبالرغم من سهولة الكتاب، فقد استوفى الجانب اللاهوتي والجانب الروحي مع الربط بين الأناجيل ربطاً مُبدعاً. وبهذا يُوفِّر الكتاب لقارئ الأناجيل فهماً متتابعاً للأحداث الإنجيلية.
كتاب آخر من كتبه العامة عن الكتاب المقدس، يُعتبر من أعظم الكتب التي أَثْرَت المكتبة القبطية، هو كتاب: ”القديس بولس الرسول: حياته، لاهوته، أعماله“. هذا الكتاب لا يوجد له مثيل باللغة العربية، كما يندر وجود مثله بأية لغة. فقد جمع فيه كمّاً ضخماً من المعلومات والدراسات عن القديس بولس الرسول، رجع فيها إلى 15 مرجعاً من كتابات الآباء، حيث استشهد بأقوال متعددة لـ 42 من الآباء. كما رجع إلى 23 مرجعاً لأشهر كُتَّاب وعلماء الكتاب المقدس المحدثين. الكتاب يحوي دراسة شاملة وعامة لحياة القديس بولس وفكره اللاهوتي، تلك المُستخلَصة من سفر أعمال الرسل ومن رسائله الأربع عشرة. وبذلك قدَّم دراسة عامة لكل رسائل القديس بولس إلى جانب دراسة تفصيلية للجزء الأخير من سفر أعمال الرسل.
يتكون الكتاب من ثلاثة أجزاء:
الجزء الأول منه يُقدِّم فيه حياة القديس بولس، ويحوي دراسة تحليلية عن نشأته الأولى، والمؤثرات التي أعدَّته للقيام بالمهام الكبيرة جداً التي قام بها لنشر المسيحية بين الأمم. كما يُحلِّل فيه شخصية بولس الرسول ومنهجه الحياتي حتى المتناقضات في شخصيته التي أهَّلته وساعدته في أعماله التبشيرية العملاقة.
الجزء الثاني من الكتاب، وهو أهم وأكبر الأجزاء، يحوي دراسة مستفيضة تشرح الفكر اللاهوتي للقديس بولس، مما يُبرز وحدة هذا الفكر في كل رسائله مع ترابطها وانسجامها مع الفكر اللاهوتي في الأناجيل الأربعة والرسائل الجامعة وبخاصة فكر القديس يوحنا الرسول. كما يربط الفكر اللاهوتي للقديس بولس بالعهد القديم وبخاصة كتب الأنبياء. وبهذا يُظهِر وحدة الفكر اللاهوتي للكتاب المقدس كله. كما يُبرز الفكر الأرثوذكسي كفكر كتابي بالدرجة الأولى، فيُظهر الكتاب المقدس على أنه كتاب لاهوتي أرثوذكسي.
وقد قدَّم هذه الدراسة في سبعة أبواب حوت دراسات عن: الثالوث، الخلاص والفداء، الإيمان والتبرير والتقديس، الأسرار، الكنيسة، الأخلاق المسيحية، ثم أمور آخر الزمان. ويُعتبر الباب الثاني أهم الأبواب، حيث قدَّم دراسة لاهوتية مستفيضة لمفهوم الخلاص والفداء في ثمانية فصول، ناقش فيها الآراء المختلفة التي ظهرت عَبْرَ التاريخ. وحلَّل التعليم الغربي، خاصة الفكر اللاهوتي الغربي في العصور الوسطى، وعقد مقارنات لاهوتية أظهرت استقامة وصحة المفهوم الأرثوذكسي. والكتاب يعرض علم اللاهوت مقترناً بالممارسة الروحية العملية الملموسة بحسب المنهج الآبائي. كما أنه مُقدَّم بلغة سهلة مفهومة للقارئ العادي، فهو أكثر سهولة من الكثير من الكتب اللاهوتية المعروضة.
الجزء الثالث من هذا الكتاب عن رحلات بولس الرسول وظروف كتابة الرسائل، ويحوي تفاصيل رحلات القديس بولس التبشيرية معروضة بأسلوب سلس وجذَّاب. فلا يسع القارئ لهذا الجزء إلاَّ أن يستمر في القراءة دون توقُّف إلى آخره. كما يعرض الظروف التاريخية لكتابة كل رسالة من رسائل القديس بولس. هذا الجزء مع ما قدَّمه من دراسات لاهوتية في الجزء الثاني، يتضمن دراسة متكاملة لكل رسائل القديس بولس. فإن كان أبونا متى لم يسعفه الوقت لتقديم تفسير كامل إلاَّ لرسائل القديس بولس الرئيسية، إلاَّ أنه في هذا الكتاب قدَّم دراسة شاملة وافية لجميع رسائله مما يساعد كل مَن يريد الدراسة.
وبعد أن أكمل أبونا متى المسكين دراسته للكتاب المقدس، وجد نفسه ما زالت عطشى للامتلاء من كلمات الكتاب: «طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يُشبَعون» (مت 5: 6). فمَن شرب من ينابيع الروح، تتسع نفسه أكثر لاستيعاب كلمة الحياة ثم تفيض بأنهار ماء حي: «ومَن يسمع فلْيقُل: تعالَ، ومَن يعطش فليأتِ، ومَن يُرِد فليأخذ ماء حياة مجاناً» (رؤ 22: 17). ولذلك بدأ أبونا متى يتأمل في آيات اختارها من الكتاب ليُشبع روحه من نبعه الفيَّاض، وظل ينهل منه إلى النَّفَس الأخير. فظل يكتب تأملاته إلى أن أرهقه المرض ثم فاضت روحه المباركة إلى بارئها. ومن هذا الفيض ترك لنا كتاباً في أربعة أجزاء كبيرة، هو كتاب: ”مع المسيح“.
آخر كتاب من كتب الأب متى المسكين العامة عن الكتاب المقدس أريد أن أُقدِّمه في هذا المقال، هو: ”الكتاب المقدس رسالة شخصية لك“. فكما بدأنا حديثنا بكتيب صغير ورائع، نختم الحديث بكتيب آخر أصغر منه لكنه يحوي كنوزاً روحية ثمينة للغاية تهم كل قارئ ودارس للكتاب المقدس. الكتيب الصغير يحوي ثلاثة فصول: الأول يشرح كيف أن كلمة الله في الكتاب المقدس تُقدِّس القارئ، معتمداً على الآية: «قدِّسهم في حقك، كلامك هو حقٌّ» (يو 17:17). هذا الحديث البديع يمسك بيد القارئ ويقوده إلى تقديس النفس من خلال دراسة الكتاب المقدس. والفصل الثاني، يشرح الفرق بين الكتاب المقدس وبين أي كتاب آخر، فالكتاب يخصُّك أنت بصفة شخصية. أما الفصل الثالث، فهو سؤال من أحد الرهبان عن الطرق التي اتَّبعها في دراسة الكتاب، وكلها طرق روحية عجيبة، ثم ردّ الأب متى المسكين وتعليقه عليها.
مهندس فؤاد نجيب يوسف
نأسف لأخفاء الروابط . يجب أن تضع ردا .. لكى نشجع صاحب الموضوع على إعطاء المزيد .. الرب يعوض تعب محبتكم