بسم الثالوث الاقدس
ولدت الأم الفاضلة في مدينة جرجا محافظة سوهاج في 2 أمشير 1652 ش الموافق 9/ 2 / 1936 م ودعي أسمها فوزية .
وكانت البكر , شقيقة لأربع بنات وولدين.
+ الأب : يسى خله
+ الأم : جنفياف متي ساويرس الفيزي ( من عائلة الفيزي بالنخيلة ) .
ميلادها
تعثرت الأم في ولادتها, مما جعل الخواجة متي يتجه إلي كنيسة القديس مارجرجس للصلاة من أجلها في الوقت التي كانت هي تطلب معونة أم النور.
فأضاءت الحجرة بنور سمائي بهي جداً وظهرت أم النور ومعها ق.مارجرجس خلفها .
فتقدم قديسنا وخبط بيده بخفة علي ظهرها 3 خبطات, ففي الحال نزلت طفلة جميلة تلقتها أم النور علي يديها ورشمتها بعلامة الصليب وقدمتها لأمها قائلة : ( دي مش بتاعتكم ... دي بتاعتنا, ولكن اهتموا بتربيتها )
معموديتها
في حفل عائلي بهيج نالت فوزية سر المعمودية المقدس علي يد الأنبا بطرس أسقف أخميم وسوهاج
( 1920 م - 1950 م ) في دير القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين.
أ خبرهم نيافته برؤيته للآنبا شنوده وهو يباركها عند خروجها من جرن المعمودية
ذات يوم ذهبت الأسرة إلي منزل الخواجة متي ( الجد ) وكانت فوزية يتراوح عمرها ما بين 8 أشهر وسنة, وعلي سطح المنزل أبدت فوزية رغبتها في النزول علي الأرض, فقالت الجدة لأمها: يا بنتي نزليها وخليها تلعب ... فأنزلتها وفي الحال ... أخذت تصرخ وصار جسمها كقطعه الثلج وفقدت الوعي ... فظنوا أنها ماتت.
فأسرع الجد لاستدعاء طبيب, في ذلك الوقت رأت الأم عقرباً علي الأرض...
فصرخت : ( أرصده يا أنبا شنودة ) ففي الحال ... رأوا قديسنا طائراً في الجو, ثم أخذ فوزية من حجر والدتها ونفخ في وجهها ورشم جبهتها بعلامة الصليب وقال للآم ( ما تخافيش عليها دي بتاعتنا ) وعلي الفور استردت الطفلة وعيها .
ومنذ ذلك الحين التزمت الأسرة بالذهاب إلي ديره سنوياً ومعها عطايا كثيرة, وظل قديسنا مرافقاً لها طوال حياتها.
نمت فوزية في عائلة, عُرفت بالقداسة وعمق حياتها مع الله وشركتها الحية مع القديسين, وتسربلها بفضائل عديدة خاصة عمل الرحمة ... فتذوقت حلاوة العشرة الإلهية والحياة السمائية فكانت لا تجد شبعاً لحياتها إلا في الكتاب المقدس والصلاة والصوم والتسبيح والكتب الروحية وممارسة الفضائل وكانت مواظبة علي الإعتراف والتناول من الأسرار المقدسة والذهاب إلي مدارس الأحد
رأت فوزية أن ليس هناك من يهتم بتنظيف كنيسة العذراء, ففكرت أن تمضي هي وصديقاتها ويقمن سوياً بتنظيفهاً ... وبالفعل بذلن مجهوداً خيالياً حتي أصبحت في صورة لائقة وكان ذلك في يوم 21 من الشهر القبطي أي في تذكار أم النور. وقبل مغادرتهن الكنيسة ظهرت لهن أم النور وهي تبتسم وقالت لهن: ( أنا متشكرة ... أنا فرحانة بكم, لآنكم نظفتم بيت إلهي وابني, اللي علي اسمي ) ثم باركتهن واختفت.
ومنذ ذلك اليوم اعتادت فوزية علي هذا العمل هي وصديقاتها كل يوم سبت وكانت تقوم بتوزيع العمل, ولاحظ الجميع حسن إرادتها وتدبيرها للأمور, كذلك منحها الرب القدوس القدرة علي تعزية الحزانه واتسمت ايضاً بالشفافية الروحية ... ( كل هذا وهي مازالت في سن صغيرة ).
( دبر سفينة حياتي بوصاياك, واعطني فهماً, لكي أتاجر بالوزنات مادام لي وقت, قبل أن يقال لي هلم أرني تجارة زمانك ) ( القديس مار إفرام السرياني )
كانت مشتاقة جداً لحياة الرهبنة لذلك كانت فكرة الرهبة تسيطر عليها وتشغل فكرها ولكنها لم تكن تعرف طريق أديرة للراهبات...
كان عندها مقصورة فيها 3 صور مدشنة لرب المجد القدوس والست العذراء والقديس مارجرجس, فكانت تنير قنديل وتضع ورد أمامهم كل يوم.
كانت شديدة الارتباط بوالدتها ولها صداقة عميقة مع خالتها مفيدة التي كانت تشاركها بمشاعرها لذلك اتفقنا أن الأكبر سيذهب إلي الدير أو لا, ثم تذهب الأخري بعدها...
كانت مفيدة جميلة جداً لذلك أجبروها علي الزواج وبالفعل تمت خطوبتها ولكن قبل الإكليل راحت تبكي أمام صورة أم النور وتقول: ( هايجوزوني يا أم النور وأنا عايزة أترهبن ) فظهرت لها العذراء مريم وقالت لها:
( قولي لوالدتك إن ما كنتوش ها ترضوا أروح الدير, العذراء هاتأخذني عروسة لابنها ).
لم تصدق أمها كلامها وتصورت إنها تود الهرب من الزواج, وبينما كانت مفيدة تستعد لحفل الزفاف, شعرت بصداع شديد فوقعت وهي نازلة علي السلم وماتت في الحال...
وعندما علمت فوزية بخبر إنتقالها, تعبت جداً وبكيت بمرارة وحرقة... فرأت في رؤيا:
عذاري كثيرات منيرات في ثياب بيضاء ومعهن صلبان ألماظ وتيجان علي رؤوسهن ومنهن خالتها مفيدة ... ففرحت بها جداً ودار بينهما هذا الحديث:
كده برضه تعيطي عليَّ .. ده أنا مبسوطه في الفردوس ومكاني جميل جداً وأجمل حاجه فيه ربنا يسوع اللي سمحلك تشوفينا علشان تتعزي وتفرحي وتبطلي بكاء.
فوزية: طيب أنا عايزة اجي معاك.
مفيدة: استأذني ماما في الأول .
فوزية: رحت سألت ماما, قالت لي ما تروحيش معاها, احنا عايزينك.
مفيدة: أنت هتترهبني وهتبقي رئيسة دير وهيبقي لك بنات كثيرة وبعدها هتيجي معانا.
كإنسان تعزيه أمه, هكذا أعزيكم أنا, وفي أورشليم تعزون. ( إش 66 : 13 )
عندما استيقظت, قصت للعائلة ما رأته, فتعجبوا..!! وكان ذلك اليوم يوافق فعلاً عيد القديسة دميانة والأربعين عذراء, فظلت فوزية تصلي وتطلب من الرب القدوس أن يرسل لها كنزاً تبني به ديراً لتجمع فيه كل البنات الراغبات في حياة الرهبنة ويدبر لها أمرها بصلوات القديسة دميانة.
وذات ليلة بينما كانت تصلي بدموع.. رأت شاباً جميلاً ومضيئاً يقول لها:
( أنتي بتعيطي ليه ؟ أنتي لك إيه في البيت ده غير الصور دي ؟ ياللا علي ديري ).
* فسألته إنت مين ؟!!
* فقال: أنا شهيد اسمي أبي سيفين ووضع الصور في حضني واختفي...
وفي الصباح ذهبت لأبونا بطرس كاهن كنيسة العذراء وقصت له ما رأته وسألته عن الشهيد! ففتح لها السنكسار وقرأت سيرته وتعجبت لأنها لأول مرة تعرفه !!! وتكرر ما حدث ... فأخبرت أبونا وأنها تخشي من الضربة اليمينية. ولكنه قال لها:
( أصبري ... هيعمل حاجة معاكِ )
وفعلاً ... في الليلة الثالثة ظهر لها باللبس الرسمي ( ضابط ) ودار بينهما هذا الحديث:
القديس: أنا عايزك لديري في مصر.
فوزية: ( بإندهاش ) دير في مصر !!!
القديس: أيوه ... أنا هخذك علي الدير وبعض الراهبات هناك بتستضفن أقاربهن عندي, وستراك راهبة أو أكثر ويسألونك إنت قريبة مين؟ فلا تجيبي بكلمة ... ابتسمي فقط.
فوزية: ارشم الصليب.
( لأنها خشيت من الضربة اليمينية, فوجدته رشم الصليب. وهي كانت دائماً تصلي وفي يدها الصليب).
القديس: ياللا متخافيش
ووجدت نفسها فوق الحصان وفي ثواني كانت في الدور الثاني في الدير وبالفعل قابلتها راهبتان..
وقالا لها: إنت يا حلوة قريبة مين من الأمهات ؟ فابتسمت وصمتت كوصية الشهيد الذي لم يره أحد من الراهبات وأخيراً ...
القديس: شوفتي ديري.
فوزية: اه ... بس اجي إزاي ..؟!!
لقديس: إلهي حيدبرها لك؟
وبعد ذلك رجعها إلي بيتها في جرجا ..!
( إذ كنت أعد نفسي للزواج بابن الملك, بكر كل خليقة رافقتني الملائكة وخدمتني وقدمت لي الناموس كهدية عرسي) العلامة أورجينوس
تشاء معونة ربنا إن أمنا ماريا من الدير تحضر لزيارة شقيقتها في بلد قريبة من جرجا وتعرفت عليها فوزية عن طريق إحدي صديقاتها فقامت بدعوتها لمنزلها وأعلمتها بما يشغل فكرها, فوعدتها بأنها ستخبر رئيسة الدير تماف كيريا واصف ( 1903 - 1962 م ) وتم مبادلة الرسائل بينهما. وعلم والدها فقال لها:
( نبني لك قلاية علي السطوح )
لكنها كانت تشتاق إلي ممارسة الحياة الرهبنية في الدير ولإصرارها الشديد, لجؤ والديها إلي الصلاة والصوم وإقامة قداسات يومية لمدة 15 يوماً ولكن لم تستطع والدتها حضور آخر قداس, فمكثت في حجرتها تقدم العديد من الميطانيات من أجل أن يرشدها الله بما فيه الخير...
وإذ بها تري الرؤيا التالية:
( أضاءت الحجرة بنور شديد وشاهدت ملايكة بتبني, فسألتهم: بتعملوا إيه؟!
فقالوا: بنعمل الأساس علشان الملكة أم الملك جايه, وحالاً بنوا أساساً وجابوا كرسي فخم جداً مرصع بالذهب والجواهر وجاءت العذراء وملايكة بيزفوها وقعدت علي العرش.
فسجدت لها وقالت: السلام لك يا أم النور فردت عليها قائلة: ( إنتى ناسية الكلام اللي قلته لك ساعة ولادة ابنتك البكر ... دي بتاعتنا وأنا خطبتها لابني, فما تخافيش عليها وسبيها تترهبن وهي في حماه, وإلا حناخدها دلوقتي )
فقالت لها: خلاص يا ست يا عذراء ... تترهبن.
وبمجرد حضور زوجها من الكنيسة, أخبرته بما حدث, ولكنه رفض موضوع الدير وقال نبني لها قلاية علي السطوح...
وذات ليلة جلست فوزية تقرأ سيرة القديس.يوحنا صاحب الإنجيل الذهبي, وعرفها بنفسه فطلبت منه أن يسهل لها طريق الرهبنة... ومنذ ذلك الوقت بدأت تصلي وتطلب منه حتي ظهر لها قائلاً :
( خلاص أنا كنت عند بابا وماما وهما خلاص هدأوا...)
فقامت علي الفور وتوجهت إليهما, فقالوا لها, خلاص إحنا وافقنا علي ذهابك للدير.
فقالت لهما: أنا عارفة مين السبب. فأكدا رؤيتهما للقديس يوحنا صاحب الإنجيل الذهبى.
وكان من ترتيب ربنا أن أمنا ماريا حضرت لزيارتها بجرجا, فتم الأتفاق علي ذهابها معها إلي الدير ولكن في ليلة السفر سمع عمها بالخبر, فأحضر كرسي وجلس عليه بجوار الباب ليمنعها من الخروج ولكن ميعاد خروجها نزل عليه سبات عجيب ولم يتحرك من مكانه.
وهكذا... انطلقت عروس المسيح في طريقها إلي الحياة الملائكية وهي تنشد وتسبح وتمجد الله الذي حقق لها غايتها المنشودة وكان ذلك في 16 أبريل 1954م الموافق 8 برموده 1670ش.
+ وتمت سيامتها راهبة علي دير ابي سيفين علي يد الأب الورع القمص مقار المقاري
باسم: أمنا إيريني
فــي: 26 أكتوبر 1954م الموافق 16 بابه 1671ش
وقد روت تماف إريني ما تعرضت له من متاعب وحروب وشتي تتماثل مع ما نقرأه في سير القديسين الأوائل,
لتؤكد لنا من اختباراتها الروحية فاعلية قوة الصليب ومدي ضعف الشيطان وتعلمنا كيف ننتصر علي مكائده بطلب معونة الله لأن فادينا لا يمكن أن يخزي طالبيه..
وبعد عدة أشهر من دخولها الدير, بدأت تعاني من صداع شديد وألم في عينها وبناء علي طلب الأم الرئيسة اصطحبتها أمنا كيريا... إلي أبونا مينا المتوحد ( قداسة البابا كيرلس السادس ) الذي وضع يده بالصليب علي رأسها وصلي لها لمدة طويلة ثم قال لأمنا كيريا:
( ... بصي يا أمنا دي حَ تكون ريسة عليكم حَ يكون أيامها كذا.. كذا.. كذا وحَ يبقي في عهدها أكثر من مذبح في الدير وراهبات كتار .. )
فقالت له: إيه ده يا أبونا اللي بتقوله؟!
قال بصي.. أنا لو كنت عايش حَ أفكرك ولو رُحت السما أفتكرى..
أجابته: ربنا يخليك لينا... وانصرفوا. ( وتم كل ما قاله قداسته )
( النعمة دائماً مستعدة إنها تطلب الذين يقبلونها بكل ترحيب. هكذا إذ يري سيدنا نفساً ساهرة ملتهبة حباً, يسكب عليها غناه بفيض وغزارة تفوق كل طلبتها ). ( ق. يوحنا ذهبي الفم )
حصلت تماف إيريني علي وعود وتعزيات سمائية كثيرة, لقد كانت والدة الإله تتجسم من الصورة المُدشنة الموجودة بقلايتها كثيراً, فتنير القلاية بنور سمائي بهىّ,وترشم عليها علامة الصليب المحيى وتقول:
بنعمة إبني الحبيب ناجحة .. ناجحة .. ناجحة.
وفي إحدي زيارتها لها, دار هذا الحوار:
أم النور: إنت عايزة تستشهدي؟
قالت: ياريت يا ست يا عذراء, بس أنا ضعيفة وغلبانة, لكن لو وقفت معايا استشهد, لأن بدون معونتك حَ أخور في الطريق.
أم النور: كل ما تحتملينه من الام وأمراض ومتاعب وأوجاع وضغوط نفسية هو أستشهاد.
ومن نعومة أظافرها حتي نياحتها كانت لها عشرة ودالة قوية مع:
رب المجد يسوع المسيح له المجد.
أم النور القديسة الطاهرة العذراءمريم.
رئيس الملائكه الجليل ميخائيل ومع القديسين منهم علي سبيل المثال:
القديس مارجرجس والقديس أبي سيفين.
القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين.
القديس الأنبا أبرام أسقف الفيوم.
القديسة دميانة والأربعين عذراء.
القديس يوحنا صاحب الأنجيل الذهبى.
القديس الأنبا أنطونيوس والأنبا باخوميوس..
والثلاث مقارات.
قداسة البابا كيرلس الخامس.
قداسة البابا كيرلس السادس.
ذات ليلة حلمت بثلاثة أشخاص منيرين لابسين صلبان علي صدورهم وفي أيديهم صلبان ورأتهم يحضرون كرسياً ثم بدأوا يأخذون مقاسات فاستفسرت منهم عما يفعلون...
أجابوا: احنا بنعمل لك كرسي علي قدك وبنقيسة علشان نعمله مضبوط.
فسألتهم: أنتم مين؟
قالوا: احنا الثلاث مقارات.
وفي ليلة أخري رأت رؤيا, وعلي الفور قامت وذهبت إلي قلاية أمنا الرئيسة وكانت مريضه جداً في ذلك الوقت وقالت لها:
يا أمي أنا شفت حاجه كأنها رؤيا... فسألتها عما رأته. فقالت:
رأيت كأني عندك هنا في القلاية, وحضر ثلاث أشخاص في زي رهبان, كانوا مضيئين جداً لابسين صلبان وفي أيديهم أيضاً صلبان وكنت يا أمي واقفة وفي إيدك قنديل زيت وبه فتيلة, فأخذوا القنديل من إيدك اليمين ووضعوه في يدي.
فأبتسمت الرئيسة وقالت لها: أنا كنت باصلي لربنا يكشف لى مين هتاخد المسئولية بعدي، فشفت نفس المنظر قبل مجيئك مباشرة.
فقالت أمنا ايريني لها: وإيه ده ؟!
ضحكت وقالت: أنا شفت ثلاثة أشخاص هم الأنبا أنطونيوس والأنبا شنوده رئيس المتوحدين والأنبا باخوميوس.
والرؤيا معناها: أنك ح تمسكي المسئولية بعدي, وياريت تمسكي في حياتي وأفرح...
" واثقاً بهذا عينه إن الذي ابتدأ فيكم عملاً صالحاً يكمل إلي يوم يسوع المسيح. " ( في 1 : 6 )
+ توالت الأيام وانتدبها قداسة البابا كيرلس السادس للاهتمام بشئون دير القديس مارجرجس للراهبات بمصر القديمة, فكانت تذهب في الصباح وتعود لديرها في المساء وكانت ترافقها أمنا كيريا إسكندر التي تولت رئاسته في 26 /9 /1 196 م. ولم يمر عدة أشهر حتي ظهر القديس أبي سيفين لأمنا إيريني وقال لها:
( اسمعي أنا مش عايز حد يمسك الدير غيرك, تقولي أقدر ما أقدرش... أنا أصغر الكل, أنا مش عاوزه... أنا جاي أقول لك إلهي عاوز كده وأنا عاوز كده... )
ولم يمر عام حتي تنيحت أمنا كيريا واصف رئيسة دير أبي سيفين في 24 / 9 / 1962م.
وفي اليوم التالي حضر للصلاة عليها نيافة الأنبا كيرلس أسقف البلينا, وإذ به يعطي أمنا إيريني خطاباً من قداسة البابا كيرلس يطلب منها الاهتمام بشئون الدير.
فأخذت تبكي بشدة...
" أنا الرب إلهك المسك بيمنك القائل لك لا تخف أنا أعينك " ( اش 41 : 13 )
+ الاثنين 15 أكتوبر 1962م. الموافق 5 بابه 1679ش
تم سيامتها رئيسة للدير وكان من الحاضرين:
نيافة الأنبا كيرلس أسقف البلينا.
نيافة الأنبا يوأنس أسقف الخرطوم ( 1947م - 1968م )
القمص بولس البرموسي أب اعتراف الدير في ذلك الوقت
( المتنيح الأنبا مكاريوس أسقف قنا - 1965م - 1991م )
وقد أرسل قداسة البابا كيرلس السادس:
الأباركة وقربان الحمل من البطريركية.
اسكيمه الخاص لتلبسه تماف إيريني.
كان قداساً مهيباً جداً... تعجب الجميع من قراءات ذلك اليوم فهي التي تتلي في رسامة الآب البطريرك.
كانت تماف إيريني تبكي بشدة تطلب من الله المعونة وان يتعهدها بمراحمه ويرشدها ...
" لا تخف لأني فديتك. دعوتك باسمك أنت لي " ( اش 43 : 1 )
بمجرد أن تولت رئاسة الدير, خصصت ثلاثة أيام صوم وصلاة وميطانيات... ليرشدها الرب القدوس لمعرفة النظام الناجح.
وفي ليلة وهي تصلي وتبكي, أخذها ملاكاً إلي الفردوس فرأت الرب يسوع المسيح له المجد فسجدت أمامه وكان عن يمينه العذراء مريم.
فقال الرب للملاك: خذها عند الأنبا باخوميوس لتسمع منه عن النظام الديري الذي أريدها أن تتبعه...
فصار الملاك بها في ممر طويل منير جداً حيث:
رأت عرشاً كبيراً مرصعاً بصلبان,كأنها من ألماظ وجالساً عليه شخص بهىّ مضيىء جداً يرتدي ثياباً فاخرة كلها صلبان مذهبة وفي يده صليب ورأت في ذلك الممر أعداداً كثيرة جداً من رهبان وراهبات في ثياب بيضاء علي الصفين, فقال لها الملاك: ادخلي سلمي علي الأنبا باخوميوس, فهؤلاء هم أولاده الذين سلكوا في حياة الطاعة لأبيهم يأتون إليه باستمرار ويجلسون معه.
وقفت مكانها تنتظر دورها, فسمعته يناديها " تعالي يا إريني " فشعرت برهبة شديدة وتقدمت نحوه وضربت ميطانية, وقبلت يده والصليب الممسك به.
فقال لها: أنت لك ثلاثة أيام صائمة وبتصلي وتطلبي من ربنا يرشدك لنظام الدير, فربنا يريدك أن تتبعي نظام الشركة الديرية لأنه أسهل نظام يوصل إليه وهو أ مان لأن الطريق الوسط يخلص كثيرين, فربنا عايزكم تعملوا به وأنا أحبك تنفذية وحَ أصلي من أجلكم إبدئي وربنا معاكم ويبارككم.
فسألته: إيه هوا نظام حياة الشركة؟
فشرح لها وأنهي كلامه معها بان في مكتبة الدير مخطوط مكتوب فيه:
نظام الشركة وقوانينها
وبالفعل وجدت المخطوط وبدأت قرأته وتطبيق قوانينه وفي تأسيسها لحياة الشركة وفي النهضة الروحية والعمرانية التي قامت بها كانت تماف إيريني مُعضدة بالمعونة الإلهية التي كانت سر نجاحها وانتصارها
لقد بلغت أمنا الغالية ميناء الخلاص بعد رحلة جهاد مجيدة حتى وهى فى وسط آلامها وأمراضها الكثيرة التى احتملتها منذ البداية بفرح كذبيحة حب خالصة أ وقدتها يومياً إلي آخر لحظة من حياتها, فجمعتها الملائكه كأفخر حبات بخور أوقدت علي جمر الحب الإلهي, وصعدت بها مكللة بالمجد والبهاء الأبدي الذي وهبه لها ملك الملوك ورب الأرباب بالمسرة والرضا...
في الساعة السادسة مساء يوم الثلاثاء 31 أكتوبر 2006 الموافق 21 بابه 1723ش الذي يوافق تذكار أم النور القديسة العذراء مريم انطلقت روحها الطاهرة..
وتم مراسم صلوات التجنيز يوم الخميس 2 نوفمبر 2006م الموافق 22 بابه 1723ش.
فهنيئاً لها بالمجد والكرامة التي تستحقها بركة صلوتها تكون معنا جميعاً
آمين