يقول القديس مكاريوس الكبير :
[ إن الدموع التي تُذرف من شدة البلية في وقت الحزن مع التهاب الأحشاء والتطلع لمعرفة الحق تكون غذاء للنفس لشفائها ، كما اغتذت مريم منذ القديم عندما بكت حتى بللت أقدام السيد بالدموع فغفر لها خطاياها الكثيرة لأنها أظهرت حباً كثيراً !
إيه أيتها اللآلئ الثمينة المنحدرة من العيون الباكية ! لقد حنَّنتِ قلب السيد حتى فاض بالرحمة عليكِ ، وكما كان للنفس النادمة الحزينة لهفة نحو العريس الطاهر كذلك تأجج قلب العريس بالحب المفرز نحو عروسه المتطهرة !!!
يا للشركة العجيبة التي ربطت العريس بعروسه . ]
يقول الأب يوحنا الدرجي :
[ رأيت عيوناً بالوجع تبكي وتذرف الدمع بالتعب . ورأيت عيوناً تنهمر منها بلا كيل ، فطوبت الأولى وغبطت الثانية .
لا تصدق يا أخي دموعك قبل أن تبلغ الطهارة الكاملة .
من افتخر بدموعه وبكائه وازدرى بالآخرين لعدم بكائهم ، يشبه إنساناً التمس من الملك سلاحاً ليقتل به عدوه فقتل نفسه .
يا أحبائي ، الله لا يُسرَُ ببكائنا ووجع قلبنا ، بل هو يريد أن نفرح معه دائماً ولا أحد ينزع فرحنا منا .
فهو لم يخلق آدم باكياً ، ولا جعل البكاء من طبيعتنا بعد القيامة ، وإنما طوَّب الباكين الآن لأن البكاء يغسل جرح الخطية ويجففه !
المعمودية التي أخذناها أطفالاً قد دنسناها كلنا !
العين الباكية هي جرن دائم لمعمودية التوبة والتجديد . ]