توجيهات فى المحافظة على الإيمان أثناء التجربة
من المعروف أن تجربة إبراهيم التى وردت فى الإصحاح 22 من سفر التكوين تعتير واحدة من أصعب التجارب التى تحدث عنها الكتاب المقدس بعهديه ، والأعجب من ذلك أن هذه التجربة لم تستغرق من إبراهيم وقتا طويلا بل على العكس كانت مدتها مدة الذهاب والعودة من سهول أور الكلدانيين إلى جبل المريا .. تجربة عظيمة رغم أنها لم تستغرق وقتا طويلا وكانت سببا فى أن تذكية لدى الرب وتحسبه ضمن أبطال الإيمان .
إن طبيعة التجارب التى يسمح بها الله لأولاده تأتى بنفس الفكرة ، فلا تخرج عن كونها امتحان للإيمان لا علاقة له بالزمن ، فقد ينجح الإنسان فى التجربة فى قليل من زمن الاجتياز بها كإبراهيم أبو الآباء ، وقد لا يستطيع أن يحقق أدنى نجاحا رغم وجوده فى دائرة التجربة سنينا طويلا كالذين فشلوا فى الحياة وخسروا سعادته الأبدية ، هنا القداسة والعجز عن الوصول إليها بسبب انعدام الرغبة فى ذلك .
وجدير بالإشارة إلى أنه :
+ يخال للبعض أن التجربة التى يقع فيها الإنسان لابد وأن تستمر معه زمن طويل وسنين عديدة ، وهذه أكذوبة من الشيطان ، لان التجربة تقرر لامتحان الإيمان ، ومتى نجح الإنسان فيها لابد وأن ترفع عنه ويخرج إلى النور ، إذ قد نال رضا الرب بإيمانه ، وإن لم يستفد منها تضاعف عليه وتزاد لكونها لم تحدث آثارها المرجوة بعد داخل نفسه .
+ كثيرا ما يجرب الإنسان ولا يستفاد من تجربته ، رغم أنه من الممكن أن يجتاز بها سنين طويلة ، اما الذين انتصروا فى الحفاظ على إيمانهم أبان التجربة فهولاء هم الذين صاروا كالنجوم فى سماء الحياة المسيحية ومحفوظ لهم ميراث عظيم لا يبلى ولا يتدنس ولا يضمحل ، إن ثبتوا فى الإيمان وتبعية المسيح إلى النفس الأخير .
+ نستطيع القول بان اجتياز التجربة يرتبط ارتباطا وثيقا بوصول الإنسان لمستوى القداسة الذى يرجوه له الرب والذى يخدم نجاته الأبدية وعيشه الدائم على الأرض حسب إرادة الله وقصد الإنجيل ، فمتى وصل الإنسان لمستوى العيش حسب إرداة الله ومسرته يستطيع أن يهتف مع القائلين :
" احمدك يا رب لانه اذ غضبت علي ارتد غضبك فتعزيني
(اش 12 : 1)
+ ليس معنى طول مدة التجربة أن الإنسان مازال غير مقبولا لدى الله ، لأنه كثيرا ما يجرب الرب الإنسان بغية زيادة معرفته بالحق ونموه فى الحكمة والقامة والنعمة ، وروح لله يرشد دائما كل إنسان للسبب الذى من اجله تضاعفت عليه التجربة وزادت .
ونصيحة المسيح لكل إنسان فى تجربة ، تأتى دائما فى إطار هذه التوصيات :
+ لا تخف من التجربة لأنها بعناية ضابط الكل الذى قال عنه الكتاب : " من صعد الى السماوات و نزل من جمع الريح في حفنتيه من صر المياه في ثوب من ثبت جميع أطراف الأرض ما اسمه و ما اسم ابنه ان عرفت " (ام 30 : 4)
+ لا تخف من التجربة لأنها مقررة لصلاحك ونموك فى النعمة لا لسلب سعادتك وفرحك وسلامك .
+ لا تخف من التجربة لأنها زمنية أما أمجاد الدهر الاتى فأبدية والأكاليل فيها لا تضمحل.
+ لا تخف من التجربة صنعت القديسين وكانت سببا فى مجدهم ، أما الذين فشلوا فى العيش بإيمان أثناء التجربة فهؤلاء هم الذين رفضوا الحياة والنعمة والسلام .
+ لا تخف من التجربة لأنها فرصة لمعرفة المزيد من صفات الرب وبركاته .
+ لا تخف من التجربة لأنها كفيلة بان تكون سببا فى ثباتك فى النعمة والإيمان وتيعية المسيح بضل ما تنال معها مزيدا من القوة والبركات والتعزيات .
+ لا تخف من التجربة لأن الإنسان فى آمان منها كل حين طالما كان محبا للصلاة كل حين .
+ لا تخف من التجربة لأن محبة الله لك أعظم من ضعفك وعجزك على اكتمال المسيرة نحو إرضاؤه والسجود له من كل القلب.+ لا تخف من التجربة لأنها الوسيلة لنقاوتك وتجديدك ومؤازرتك للوصول إلى
الكمال والسلام والحياة السعيدة. لك القرار والمصير
للمزيد من مواضيعي