ان كان احد يجاهد لا يكلل ان لم يجاهد قانونيا
( 2تي 2 : 5 )
توجيهات ضرورية لبنيان حياتنا الروحية
فى هذا التأمل سأطرح بنعمة المسيح وإرشاد الروح القدس بعضا من التوجيهات الروحية اللازمة لنمونا فى الحق ومعرفة المسيح ، ومن ثم إنتصارنا فى معترك الجهاد الروحي
و حتى نستطيع أن نحيا فى إنتصار دائم ومبارك على كل تدابير وأفكار آبليس يلزمنا مراعاة مايلى :
+ الحياة الروحية المنتصرة لا تعرف اليأس ولا تفارقها السعادة ، كما أنها دائمة الثمر والانتصار ، فمن الحكمة أن لا تدع الضيقات تسلبك فرحك بالرب وتبعدك عن الصلاة والعبادة لله بفرح ورجاء وإيمان ،لذا جاهد كثيرا من أجل أن تعيش فى الفرح والسلام مع الرب كل حين ، فإن حققت ذلك ستنمو فى النعمة و ستتبارك حياتك بمواعيد الله ، وإن تركت نفسك فى أسر الحزن الغير مقدس سوف يمنعك ذلك عن الحياة فى البركة والانتصار ورؤية مواعيد الله .
+ لا تنظر إلى الذين نموا جدا فى النعمة والحكمة والقداسة ويصيبك اليأس ويحاربك الشك فى عدل الله ومحبته ، لأن الله يرغب فى أن يكون لك ما وصلوا اليه هؤلاء أكثر من اشتياقك انت فى أن تكون مثلهم ، لذا فهو محب ، كما انه كما أمرك بأن تكون قديسا وكاملا وعد بان يهبك القدرة على تحقيق ذلك ، لذا فهو عادل !!
+ لا تهدأ عن محاربة تأجيل السعى لاخذ المشورة لئلا يمضى بك الزمن ولا تستطيع أن تعود لحالتك الأولى ، بل فى كل مرة يدعوك الشيطان لإعطاء الأولوية لعمل أخر أعرف انه يريد أن يكون سقوطك فى الشر عظيم ورجوعك للحق أمر عسير ، وكلما دعاك الشيطان لتأجيل أخذ المشورة أكثر فأكثر فى الأمر كلما كان ذلك علامة واضحة الدلالة على ما تحمله مكيدته وتدبيره من شر وفساد وهلاك ،
+ أعلم أن الرياء وإن أعطى لحياتك الآن مزيدا من الكرامة والمجد والفرح وحقق لك كل ما تريد من ظهور وإرتفاع وكرامات ، الا ان ذلك سوف يكون إلى حين ، لأنه سيأتى الوقت الذى سيظهر فيه الرب آراء القلوب وتفتضح كل أعمال الإنسان التى صنعها فى رياء وطمعا فى أمجاد هذا الدهر ومديح أهل هذا الزمان ، ووقتئذ سيفهم من سعى فى طريق الرياء أن العبادة المقبولة لدى الله هى تلك التى تحمل فى طياتها كل مصدقية وحق وإنسحاق ، اما ذبيحة المرائين فعلامة على دينونتهم .
+ إن أردت أن تعيش فى سلام مع الله ومع الاخرين ومع ذاتك أيضا فلا تجعل اتكالك على غير الله ولا تنتظر تعزيات البشر ولا تدع أمر عدم استجابة الرب لصلواتك يعطل محبتك للحق وثباتك فى الإيمان وصبرك على المحن ، لأنه أى سلام حقيقى سيُمنح لمن جعل رجاؤه واتكاله على بنى البشر ؟ و أى سلام حقيقى سيحظى به من لم يضع فى قلبه محبة الله أكثر من الكل ؟ وكيف للنفس المتذمرة والرافضة لمشيئة الرب وتدبيره أن تحظى بالسلام السمائى ؟
صديقى ، تلكم كانت أهم التوجيهات التى تفيدنا جميعا للوصول إلى حياة روحية مباركة وقوية نستطيع من خلالها العيش فى نمو وبركة وفرح دائم بالمسيح ، لك القرار والمصير .