لماذا تجعل الرب آخر من تلجأ إليه . ابدأ به حتي تصل ولا تضل . هوذا الرب يعاتبنا قائلاً :
" تركوني أن ينبوع المياة الحية . وحفروا لأنفسهم آباراً ، آباراً مشققة لا تضبط ماء " ( ار 2 : 13 ) .
نعم ، كثيرون يلجأون إلي الآباء المشققة ، سواء من جهة الآخرين أو أنفسهم . يقع أحدهم في مشكلة . فيحاول أن يحلها بذكائه الخاص و تفكيره ، بحيله و تدبيره . أو يلجأ إلي الآخرين لكي يسندوه في مشكلته . ولا ينتفع من كل ذلك شيئاً ، لأنه لم يلق همه علي الله وحده وهو يعوله . لم يطلب المسيح لكي يريحه . إنه يحاول الاعتماد علي الذراع البشري ! ويتجاهل قول الرب " تعالوا إلي " ... لذلك يفشل ويبقي في مشاكله بلا حل . آخاب الملك اشتهي شهوة . أشتهي حقل نابوت اليزرعيلي . ولم يلجأ إلي الله ، بل لجأ إلي إيزابل ، فضيعته . أسند رأسه المتعبة علي إيزابل فضاع .
كذلك شمشون أسند رأسه المتعبة علي دليل ن فضاع !
ولم يحدث أن أحداً منهما وجد حلاً ... كذلك اليهود لما لجأوا إلي فرعون ، لكي يخفف عنهم تعبهم ، لم يخففه ، بل أزاد أثقالهم ، قائلاً لهم : " متكاسلون أنتم متكاسلون " ( خر 5 : 17 ). ولما لجأ الشعب إلي رحبعام ليخفف عنهم نير سليمان أبيه ، أجابهم " أبي أدبكم بالسياط و أنا أؤدبكم بالعقارب "( 1 مل 12 : 14 ) .
إن الذراع البشري ليس هو الذي ينقذ الإنسان . إنما الذي ينقذه هو الله .
لذلك إرفع بصرك إلي الله وقل له " كل حملي سألقيه عليك ، ولا أعود أفكر فيه ثانية ، أنت الذي تحله ، لأنك أنت حلال المشاكل وليس غيرك . وكلما ألجأ إلي غير تزداد مشاكلي و تتعقد ...
عجيب أن البعض يحاول مشاكله بخطايا !
هناك من يحاول أن يحل المشكلة بالكذب ، وأحياناً يقول إنه كذب أبيض ! أو قد يلجأ إلي المكر وإلي الدهاء . بل قد يحاول في بعض الأوقات أن يحل مشكلته بالعنف أو قد يهرب من مشكلته بتعاطي الخمر أو المخدرات لكي ينساها ، أو قد يلجأ إلي المسكنات و المنومات ، أو إلي التدخين . وكل ذلك لا يحل مشكلته ، بل يضيف إليها مشكلة أخري وأسوأ من ذلك يلجأ إلي السحرة و العرافين و الدجالين . و البعض قد يحاول حل مشكلتة بالوهم وأحلام اليقظة .
فيجلس و يتخيل أنه قد صار وصار ... وإذا لا يعجبه الواقع ، يحاول علي الأقل أن يتلذذ بالخيال ! ويقول لنفسه : إن لم أنل النجاح . فعلي الأقل أحلم به ! وإن استيقظت من أحلامي ، أنام مرة أخري لأحلم بها ...! ولكن احلام اليقظة لا تحل مشاكله التي تظل باقية . إنما يحلها قول الرب " تعالوا إلي وأنا أريحكم ".
منقول عن مقالة للبابا شنودة الثالث