هل قررت أن ترتبط ؟، هل قررتي قبول شخصاً تقدم لخطبتك..؟
تخاف أو تخافي من نتائج قرارك.. هل صحيح هذا القرار ؟ أم خطأ؟
هل سأستريح أم سأتعب؟ هل أنا في المشيئة أم خارجها؟.
هل أستطيع أن أحدد الشخص الذي سأرتبط به دون إحساس بالتشويش من نفسي أو من الآخرين ؟
هل فلان أو فلانة هو الشخص الذي عينه الله ليشاركني الحياة بأثقالها و أحمالها؟
انه قرار الزواج بكل ثقله و حجمه ..أكبر قرار في الحياة الشخصية.
أما عن قرار الزواج ، فأود أن أشارككم شيئا عنه:
[إن الاختيار الحقيقي لشخص ما في الزواج يجب أن يبدأ و ينتهي في المخدع ]
- في حضور الله و نور الروح القدس تتكشف الأمور و تتجلى وضوحا بإعلان خاص جدا للشخص عن نصفه الآخر المعين له من قبل الله .
لا يجب أن نميل نحو شخص أو آخر أو أننا نفتن بحب و غرام أحد الناس ثم نعتقد أنه هو نصفنا الثاني..
لأن القلب أخدع من كل شيء و هو نجيس يمكن أن يخدعنا في أهم بل و أخطر قرار مصيري في حياة الانسان.
إما أن يدفعه للأمام أو يدفعه خلفاً.
و لنتبع معا تلك الخطوات مع بعض الملاحظات الهامة:
- امتحن أولا هل وقت الارتباط في حياتي قد أتى فعلا أم علي الانتظار؟
- فرغ نفسك تماما من أي خبرات سابقة (اعجاب ، شوق ، او حتى تناسق في خدمة ما بينك و بين أي طرف آخر)انسي تماما أي انسان قابلته في حياتك عند قرار الارتباط.
-ابدأ في طلب صادق لمشيئة الرب في الارتباط.
-قرر أمام نفسك و أمام الرب بصدق أنك لن ترتبط بأي انسان لا يقرره لك الرب.
-درب حواسك على أن تسمع الرب في الأمر ده بأن تتوقع أن يتكلم الرب بأي طريقة أو في أي وقت مادمت طلبته.
-تأكد ثانية أن الساحة فارغة تماما من أي انسان تحلم بالوجود بجانبه في ارتباطك.
- كن أمينا جدا و صائما في احتياج لاختيار الرب.
- ان أبعدك الرب فجأة عن القرار و قادك لأمر جديد لا تتردد في أن تتبعه حيثما يريد.
- بكل هدوء ستجد الرب يقودك الى انسان ما و يقول لك بصريح العبارة انه نصفك الثاني .
- تأكد مرة و اثنان و ثلاثة .. الى أن تجد أن القرار آتيا من أعماقك و أن صوت الرب قد ملأ كيانك .
- ان كنت لاتزال متشككا ، اطلب من الرب علامة واضحة لا تحددها أنت بل اتركه يؤكد لك ارادته بشكل يلائم شخصيتك.
-عندما تتأكد100% و لا ريب اقبل الشخص المعين لك من الله عالماً أنه يحمل ( مميزات + عيوب )كما أنك أيضا بالنسبة له تحمل (مميزات+عيوب). افرح بعطية الله أكثر من فرحك بالانسان نفسه.
-لم ينته الأمر بعد انما خطوة البداية فقط.
- استمر في سماع صوت الله بخصوص الوقت و الترتيب المناسب لتفعيل الأمر و اعلانه بما يتماشي مع خطة الله.
- أود أن أقول لك شيء عزيزي القاريء، أن قرار زواجك لو كان سليماً تماماً و أنت كنت أميناً فيه امام الرب و تعرف في أعماقك أن من اختار لك شريك حياتك هو الرب نفسه و ليس نفسك أو آخرين ، فإن هذا لا يضمن أو يؤكد أن حياتكم ستكون بلا خلافات أو مشكلات ، لأن هناك كثيرين قرروا ارتباطهم بشكل سليم و اتبعوا قيادة الله لحياتهم في هذا الأمر و لكن فوجئوا بأن هناك اختلافات و مشكلات تواجههم في حياتهم فسألوا هل كان القرار خطأ ؟ ها بعد كل ما فعلناه لنقرر زواجا سليما في مشيئة الله نواجه أيضاً صعوبات و مشكلات؟
أحبائي : لا يعني وجود المشكلات و الاختلافات و الصعوبات بل و الأشواك في الحياة الزوجية أنه بالضرورة كان قرارا خاطئاً!!
نعم نحن لا ننكر أن هناك زيجات قامت على أسساً مادية و لم يكن الرب مقررها و امتلأت سريعا بالمشكلات و كانت المحصلة هي الندم ، و الندم هنا هو الذي يدعو للأسف فعلاً. اذ معه تخبو كل آمال بالإصلاح . فحينما يقول طرف من الأطراف " حقاً لقد تزوجت الشخص الخطأ و أنا نادم على فعلتي هذه.. فإنه يصف قراره بأنه كان قرارا شخصياً بمعزل عن الله ، لكن عندما يكون الرب هو مصدر القرار و قد تيقنا في أعماقنا جدا من هذا و خرج القرار من أعماقنا ، فيحنما تتلاطم أمواج الحياة وتعج المشكلات و تبدو أنيابها شرسة ، لا نخف و نتذكر دائماً أن قرار ارتباطنا لم يكن من ذواتنا بل كان من الرب و هذا يعطينا استمرارا و قوة و صبرا على تحمل المشكلات و يعطينا أيضاً يقينا بحبِ صخري تتحطم عنده حدة المشكلة حتى و لو سارت معنا فترة زمنية.
ان مشكلات و صعوبات الحياة الزوجية تكمن دائماً في الاختلاف الذي يصنع الخلاف و على هذا يجب أن نعرف جيداً أن التوافق بين الشخصيتين ليس بالأمر السهل أبداً و لا سيما ان كانت الشخصيات مختلفة في طباعها و أفكارها و سماتها.
لذلك فالقرار الآتي من محضر الرب دائما يعطي يقين بأنك لم ترد هذه الشخصية لكن اختارها الرب لك بنفسه فعليك أن تحتمل ما فيها من سلبيات كما أنك سوف تتمتع بما فيها من ايجابيات ....
فحينما أقتنع بأن هذه الانسانة اختارها الرب لي بنفسه ، بالتأكيد سوف أتفهم أمور كثيرة جدا في طريق حياتي الزوجية و أراعي شخص الرب نفسه في الأمر ، بينما حينما أقرر بنفسي طريق ارتباطي و أتسرع في الاختيار بنفسي فالأمر يكون أكثر ايلاماً و أكثر تعباً في كل شيء.
مكتوب : "لان الله هو العامل فيكم ان تريدوا وان تعملوا من اجل المسرة." في 12:2
و ليبارك الرب كل شخص يطلب مشيئته في الارتباط