عتاد رجُل أن يفتح كتابه المُقدَّس كلّ صباح،
ويضع إصبعه على الصفحة بطريقة عشوائيّة ليأخُذ "نصيحةً" لنهاره.
لم يكُن، في الواقع، يقرأ كتابه المُقدَّس لكنّه كان يستعمله بطريقة سحريّة،
وكان عملُه نوعًا من "قراءة الطالع".
وفي النهاية تعب الربّ منه وقرّر أن يُلقّنه درسًا.
وفي أحد الأيام كان ذلك الرجُل أمام قرار مهم،
وطبعًا، كالمُعتاد، فتح كتابه المُقدَّس، وبسُرعةٍ وضع إصبعه على الصفحة، ونظر،
فطالعته الآية التالية: "فذهب وشنق نفسَه" (متى 5:27).
فقال بدهشة: " يا ربّ هل تُريدُني، فعلاً، أن أعمل هذا؟
لعلَّني لم أفتح الكتاب بشكل صحيح. وسوف أُحاول ثانية
وبعصبيّةٍ،
حاول ثانيةً، وكانت الآية التي وجدَها "إذهب أنت واصنع كذلك" (لوقا 37:10).
"لكن، كيف يكون هذا، يا ربّ ؟
لا بُدّ أنّ ثمّة شيئًا خطأ اليوم.
أرجوك، يا ربّ، ساعدني. وسأحاول مرّة آخرى"!
وكانت الآية التي وجدها "ما أنت فاعلُه، إفعله سريعًا" (يوحنا 27:13)!
استنتاج
1) إذا واجهتك صُعوبة، أُطلُب توجيه الربّ بالصلاة، وفكِّر مليًّا، والتمس مشورة مرجع كنسيّ ذي ثقة.
2) الكتاب المُقدَّس جُعِل للمُطالعة والتأمُّل وليس لاستعماله كنوع من المُمارسة الغيبيّة.
3) الكتاب المُقدَّس يتكلّم إلينا حين نستنير به من خلال الدرس الدائم والصلاة، وليس من خلال الانتقاء الأعمى والعشوائيّ لآياته.
4) بإمكان آية بمُفردها أن أن تُخاطبنا حين نلتقيها أثناء تأمُّلنا بالكلمة، وليس حين نستعمل النصوص الإنجيليّة مثلما نستعمل ورق الكوتشينة