إنه عنوان مثير ورهيب في نفس الوقت إذ لا أحد من البشر الفانين استطاع الانتصار على الخطية فكيف ندعو للانتصار عليها؟!
نعم إننا جميعنا قد أخطأنا ولكن بعد أن طهّرنا المسيح بدمه وسامحنا وغفر لنا أصبحنا أحراراً أبرياء. وإذ صرنا أبناء الله المخلّصين فتوجب علينا أن نسلك بالطهارة والقداسة كما يحق لإنجيل المسيح.
وهناك إرشادات قويمة تعلمنا كيفية السير في الصراط المستقيم، حتى لا نعوج ونفشل ونعود إلى الخطر مكرراً فنفقد تاج خلاصنا وإكليل مجدنا الأبدي بالحسرات الأليمة.
وهذه الإرشادات التي تبقينا مع الله وتحفظنا من السقوط هي:
1 - الشركة السرّية المستمرة مع المسيح:
فالمسيح الحي الساكن في حياتنا. وهكذا طلب الرسول بولس من أجل الأفسسيين: « لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ» (أفسس 3: 17 و18) فنحن كالأغصان في كرمة المسيح الوارفة العظيمة. والحجارة في هيكله المقدس. لهذا قال بولس: «مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي» (غلاطية 2: 20).
2 - دراسة الكتاب المقدس:
قال الرب يسوع: «لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ» (متى 4: 4).
«نَامُوسُ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ. شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيماً. وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ. خَوْفُ الرَّبِّ نَقِيٌّ ثَابِتٌ إِلَى الأَبَدِ. أَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ عَادِلَةٌ كُلُّهَا. أَشْهَى مِنَ الذَّهَبِ وَالإِبْرِيزِ الْكَثِيرِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَقَطْرِ الشِّهَادِ. أَيْضاً عَبْدُكَ يُحَذَّرُ بِهَا، وَفِي حِفْظِهَا ثَوَابٌ عَظِيمٌ» (مزمور 19: 7-11).
3 - الصلاة:
حين بدأ الشيطان بغربلة التلاميذ قال لهم الرب: «صَلُّوا لِكَيْ لَا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ» (لوقا 22: 40). لأن التجربة إذا قبلت تقود إلى الشهوة. والشهوة إذا كملت تلد خطية. لذلك يجب أن نصلي لله بحرارة. لكي لا يدخلنا في تجربة، فلا ندخل بها في الخطية. ومن الخطية إلى الهلاك.
4 - التوبة المصممة:
قال القديس باسيليوس: جيداً أن لا تخطئ. وإن أخطأت فجيد أن لا تؤخر التوبة. وإن تبت فجيد أن لا تعاود الخطيئة. وإذا لم تعاودها، فجيد أن تعرف أن ذلك قد تمّ بمعونة الله. وإذا عرفت ذلك فجيد أن تشكر الله على نعمته وأنت تطلب منه باستمرار أن يقدم المعونة.
5 - صلب الإنسان العتيق:
كتب الرسول بولس إلى الأفسسيين: «وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا الْمَسِيحَ هٰكَذَا إِنْ كُنْتُمْ قَدْ سَمِعْتُمُوهُ وَعُلِّمْتُمْ فِيهِ كَمَا هُوَ حَقٌّ فِي يَسُوعَ، أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ، وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ، وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللّٰهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ» (أفسس 4: 20-24).
6 - الالتجاء إلى محبة المسيح:
إننا ناقصون لخطايانا الشنيعة التي ارتكبناها. ولكن محبة المسيح لنا وموته لأجلنا أكمل ضعفاتنا ومحا خطايانا ونقائصنا. فنكمل بكماله.
7 - الاجتماعات الروحية:
وهي من أقوى الوسائل لنمو المؤمنين وتقدمهم في الحياة المسيحية. لنلاحظ بعضنا بعضاً للتحريض على المحبة والأعمال الحسنة، غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة