مارينا نائب مدير
عدد المساهمات : 2066 نقاط : 5492 تاريخ التسجيل : 29/03/2011 العمر : 38
| موضوع: هل المسيح مات عنا أم مات لأجلنا ؟ هل مات عنا أم متنا معه على الجلجثة ؟ الخميس مايو 19, 2011 7:40 pm | |
| السؤال الرابع والعشرون هل المسيح مات عنا أم مات لأجلنا ؟ هل مات عنا أم متنا معه على الجلجثة ؟ الجواب ينادى البعض فى زماننا الحاضر بأن السيد المسيح لم يمت عنا بل مات لأجلنا ....بمعنى أنه لم يمت على الصليب بدلا عنا بل مات بنا ، وبهذا نكون قد متنا معه !!!! ويقولون إنه من الخطأ القول بأنه تألم عنا أو صلب عنا أو مات عنا .... والرد كالاتى : 1- قد نسى هؤلاء أن الكنيسة كلها تردد فى قانون الإيمان فى جميع صلواتها الليتورجية عن السيد المسيح أنه ( نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطى ) فمن الواضح أننا نعترف بأنه صلب عنا . 2- والسيد المسيح نفسه قال إن : " ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فديه عن كثيرين " ( مت 28:20) 3- ومامعنى الفدية إن لم تكن عوضا عمن افتداهم ؟!! لو كنا قد متنا مع المسيح يوم الفداء ؟ إننا فى هذه الحالة نكون قد دفعنا ثمن الخلاص بأنفسنا فى يوم الصلب . 4- نحن صلبنا مع السيد المسيح ودفنا معه يوم قبولنا لسر العماد المقدس ، كقول معلمنا بولس أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته . فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الاموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضا فى جدة الحياة ....علمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه " ( رو3:6 ، 6،4) . إن الروح القدس بعمل فائق للطبيعة وفوق الزمان والمكان يعمل فى سر العماد ويأخذ من استحقاقات موت المسيح ويعطينا .....يمنحنا الغفران باستحقاقات دم صليبه ، ويمنحنا الطبيعة الجديدة التى تليق بحياة البنوة لله ، ويجعلنا أعضاء فى " جسده الذى هو الكنيسة " (1 كو 24:1) . النعمة الإلهية لا حدود لها أما نحن فمحدودون . 5- نحن لم نكن موجودين قبل أن نوجد لكى نشارك المسيح تقديم نفسه فدية عن حياة العالم ، وكيف نكون موجودين من ألفى عام ؟ هل نأخذ حالة عدم المحدودية لكياننا البشرى المحدود بالزمان والمكان ؟!! نحن كنا فى صلب آدم حينما أخطأ فى الفردوس لأننا من نسله بحسب طبيعتنا البشرية ، ولكننا لسنا من نسل السيد المسيح بحسب طبيعتنا البشرية . لأن السيد المسيح لم ينجب نسلا جسديا مثل آدم ، بل الروح القدس يجدد هذه الطبيعة فى المعمودية ويمنحنا التبنى بالولادة الجديدة فى الماء والروح لأن " المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح " ( يو 6:3 ) . نحن نصير أولاد الله فى المعمودية ، وننتقل من الانتساب إلى ادم إلى الانتساب إلى السيد المسيح ، طالما نكون ثابتين فيه ونحيا فى حياة القداسة والبر ، وبهذا نصير أعضاء فى جسده أى الكنيسة التى هو رأسها .
إن السيد المسيح قد اشترك فى طبيعتنا بلا خطية ، لكى يصير قادرا أن يموت نيابة عن جميع الذين افتداهم حينما حمل خطاياهم مسمرا بالصليب . عن هذا قال القديس أثناسيوس الرسولى فى كتاب تجسد الكلمة الفصل الثامن : ( وهكذا إذا أخذ من اجسادنا جسدا مماثلا لطبيعتنا ، وإذ كان الجميع تحت قصاص فساد الموت ، فقد بذل جسده للموت عوضا عن الجميع ، وقدمه للآب . كل هذا فعله شفقة منه علينا ، وذلك أولا : لكى يبطل الناموس الذى كان يقضى بهلاك البشر إذ مات الكل فيه ، لأن سلطانه قد أكمل فى جسد الرب ولا يعود ينشب أظافره فى البشر الذين ناب عنهم . ثانيا لكى يعيد البشر إلى عدم الفساد بعد أن عادوا إلى الفساد ويحييهم من الموت بجسده وبنعمه القيامة ، وينقذهم من الموت كإنقاذ القش من النار ) وأيضا قال فى الفصل التاسع ( واذ رأى الكلمة أن فساد البشرية لا يمكن أن يبطل إلا بالموت كشرط لازم ، وأنه مستحيل أن يتحمل الكلمة الموت لآنه غير مائت ولأنه ابن الآب ، لهذا أخذ لنفسه جسدا قابلا للموت حتى باتحاده بالكلمة ، الذى هو فوق الكل ، يكون جديرا أن يموت نيابة عن الكل وحتى يبقى فى عدم فساد بسبب الكلمة الذى أتى ليحل فيه وحتى يتحرر الجميع من الفساد ، فيما بعد ، بنعمة القيامة من الاموات . وإذ قدم للموت ذلك الجسد الذى أخذه لنفسه كمحرقة وذبيحة خالية من كل شائبة فقد رفع حكم الموت فورا عن جميع من ناب عنهم إذ قدم عوضا عنهم جسدا مماثلا لأجسادهم ) . | |
|