مارينا نائب مدير
عدد المساهمات : 2066 نقاط : 5492 تاريخ التسجيل : 29/03/2011 العمر : 38
| موضوع: هل التجسد غير الله ؟ الخميس مايو 19, 2011 7:33 pm | |
| السؤال السابع عشر هل التجسد غير الله ؟ إن كان الله غير متغير من الأزل وإلى الأبد ، فكيف عندما تجسد ابن الله الكلمة لم يتغير ، لأنه قبل التجسد لم يكن له جسد ، وبعد التجسد أصبح له جسد وصعد به إلى السماء ، ودخل إلى مجده ؟ فكيف أن ربنا أزلى أبدى سرمدى غير متغير ، وفى نفس الوقت نسمع أن الله الكلمة أخلى ذاته وصار جسدا ، بالاضافة إلى احتمال الآم الصليب وقيامته من بين الأموات . وأيضا كل الظروف التى تعرض لها كإنسان أو كنائب عن البشرية ؟ الجواب فى عقيدتنا كان الاتحاد بين اللاهوات والناسوت بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغير فنحن لا نعتبر أن اللاهوات قد تغير بسبب اتحاده بالناسوت ، ولكن هناك قدرات كائنة فى الله منذ الازل ولكنها تتحقق فى الوقت المناسب ، وهذا لا يعنى ان الله قد تغير . مثال ذلك ( موضوع الخلق ) فالله كان كائنا منذ الازل وقبل كل الدهور بدون الخليقة ، ثم فى بداية الزمن خلق الملائكة والكائنات المتنوعة . فهل هذا يعنى أن الله قد تغير ، بمعنى أنه لم يكن خالقا منذ الازل قبل الخليقة ثم فى بداية الزمن بدأ يخلق وبهذا يكون قد تغير ؟!!! للرد على هذا نقول إن صفة القدرة على الخلق موجودة أصلا فى طبيعة الله ، لم تستجد عليه صفة تخص الوهيته بل هو قادر أن يخلق وقتما أراد . فالتغير فى الطبيعة شىء وظهور امكانيات الطبيعة فى الوقت المناسب مع عدم التغير فيها شىء اخر فالتغير حدث فى الخلقية لانها لم تكن موجودة ثم دخلت الى حيز الوجود . ولكن هناك صفات أخرى لا يمكن أن تبقى كامنه فى طبيعة الله وفى مقاصده ثم تظهر كعملية الخلق فى الزمن أو فى بداية الزمن أو كعملية التجسد فى ملء الزمان ، ولكنها ملازمة وممارسة أزليا قبل الدهور كالحب مثلا " الله محبة " ( ايو 8:4 ،16 ) فلا يمكن ان نتصور الله بدون الحب ولكننا نتصوره بدون الخليقة لان الخليقة ليست ضرورية لله مثل الحب . التجسد هو عمل من اعمال محبة الله للخليقة من اجل خلاصها فالحب فى الله منذ الازل وقبل التجسد هو يحب الخليقة وفى التجسد وبعد التجسد أيضا هو يحبها فحب الله ممتد ولا يتغير ولا يزيد .لكنه بعد أن أرسل الانبياء ليعدوا فكر البشرية لعمل الفداء جاء ملء الزمان المناسب لاتمام التجسد والفداء على الرغم من أن التجسد والفداء كانا فى فكر الله منذ الازل . فطبيعته هى الحب " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد " ( يو 16:3 ) ولم يستجد على طبيعته شىء من جهة أنه محب ، ومن ناحية التجسد .... وكما أن الخلق هو قدرة موجودة فى الله ثم ظهرت فى الوقت المناسب ، فالتجسد أيضا هو إحدى قدرة الله التى تتحقق بواسطة أقنوم الابن . فالابن الوحيد الذى هو " صورة الله غير المنظور " ( كو 15:1 ) ، من ضمن اختصاصاته الأقنومية أن يعلن حقيقة الآب بالنسبة لنا ، لذلك قال " من رآنى فقد رأى الآب " ( يو 9:14 ) فنحن لا يمكننا أن نرى حب الآب لنا أكثر مما رأيناه واضحا فى الصليب : " بهذا قد عرفنا المحبة أن ذاك وضع نفسه لأجلنا " ( 1يو 16:3 ) . فابن الله الكلمة له دور خاص بأقنومه فهو صورة الله غير المنظور أو هو إعلان عن حقيقة الله . فمثلا نحن لا نستطيع أن نرى العقل ، لكننا نستطيع معرفة العقل من خلال الكلمة ، إذ أنه بالكلمة يتصور العقل غير المنظور . فأقنوم الابن الكلمة هو الاقنوم الذى يستطيع أن يعلن لنا مقاصد الآب بصورة واضحة . فمن ضمن قدراته " إذ كان فى صورة الله .... أخذ صورة عبد " ( فى 2: 6-7 ) فقدرة الله فى أن يخلق مثلها قدرته فى أن يظهر فى الجسد ، دون أن يفقد طبيعته الأصلية وبدون أى تغيير فى هذه الطبيعة . + معنى عدم التغيير فى الطبيعة الالهية : التجسد ليس هو اضافة جديدة إلى طبيعة الله ، لأن طبيعة الله لم تضف إليها المحبة التى أعلنها على الصليب ، ولا أضيف إليها القدرة أن يظهر فى الجسد . لكنها قدرات كائنة فيه وتظهر فى الوقت المناسب . ولكى يؤكد كلمة الله أنه لم يتغير ولم يفقد شيئا من قدراته الالهية بسبب التجسد ، تعمد أن تظهر قدراته الخارقة على الطبيعة وهو يعانى سكرات الموت على الصليب ، ولهذا أختفت الشمس وأظلمت ، لأن المسيح شمس البر كان فاتحا ذراعيه على الصليب حسب نبوة ملاخى : " ولكم أيها المتقون اسمى تشرق شمس البر والشفاء فى أجنحتها " ( ملا 2:4 ) .. وكذلك الارض ماجت مرتعدة والصخور تشققت ، حتى أن قائد المائة الذى نفذ حكم الصلب لما رأى ما كان قال : " حقا كان ابن الله " ( مت 54:27 ) وبهذا تأكد لنا أن طبيعة الكلمة ( اللوغوس ) الالهية لم تفقد شيئا من قدراتها ، حتى وهو فى أقصى مراحل الألم والضعف مقتربا من الموت ، وحتى عندما أسلم الروح فى يدى الاب . | |
|