الهى الهى لماذا تركتنى

*** .. الهى الهى لماذا تركتنى ***

*** ترك عجيب ***

"""" الهى الهى لماذا تركتنى """" مت 27 : 46

يتعجب الكثيرون كيف يصرخ ابن الله ويقول هكذا

" الهى " ولا يقول " ابى " ...

نعم فكما انه لم يولد ويعتمد ويجوع ويعطش لاجل نفسه لكن لآجلنا , هكذا صراخه الى الاب " الهى . الهى " كان لآجلنا ونيابة عنا ..

لآنه اخذ جسد ادم وجاء ليفى دينه .. فمن اجله ونيابة عنه وعن ذريته نادى وصرخ ..

لقد تشبه مثلنا فى كل شئ ماعدا الخطية , فأنه جاع وعطش وتعب ونام , وسأل عن كمية الخبز , وعن لعازر اين وضعوه , كمن يجهل الاشياء مع انه عارف بكل شئ ان يكون ...

لم يكن صراخه ناشئا عن تذمر او عن شكوى من ظلم , بل صراخ الذى يضع قلبه فى يد الاب الذى اطاعه .. صراخ الضيقة الشديدة التى تحملها اطاعة لآبيه ..

فهو يعبر لآبيه عن مقدار ماتكبد من الالام فى سبيل اتمام ارادته ليكشف للعالم عظم فضله .. ولم يقصد المخلص بهذا الصراخ الاستعفاء من العمل , بل عزمه على مواصلته مهما كلفه الآمر ...

لقد قال احد المفسرين

ان صراخ المسيح بعد حدوث الظلمة والزلزلة كان ليعلم انه كان حيا مدة ثلاث ساعات الظلمة , وانه فاعل الاية .

والعلة التى من اجلها استغاث هى ليس لان الوهيته فارقته لكن ليرى عظم مافعلوه به , وليظهر بذلك تأنسه , لآن الايات التى جرت كادت تغلب الظن فى معناه انه متأنس , ولكى يعلمنا بأن نلتجئ الى الله الحى وقت الشدائد ...

" الهى الهى لماذا تركتنى "

اه ايها البشر ..

هل كان صراخ مثل هذا ؟

وهل كان بلاء نظير ذلك البلاء ,

ان الله ترك ابنه وصرف معونته عنه ...

فالذى جعل يسوع يصرخ " الهى الهى لماذا تركتنى " ليست الالام التى تألم بها عن البشر , فالآيادى الاثيمة التى امسكته وسمرته بالصليب لم تقدر ان تصد عنه لمعان وجه ابيه ..

ولكنه يصرخ لما احتجب عنه وجه الاب .. غضب الانسان يمكن ان يحتمل , واما غضب الله فمن يستطيع احتماله ...

تأملى يانفسى

فأن ذلك الصراخ الشديد قد اعلن الكفارة وسقوط النار على المذبح لكى تحرق الحمل الذى وضعت عليه خطايانا فلم يشفق على ابنه ولكنه شفق عليك ..

حمل الابن عنك مالم تكونى قادرة على حمله ,

عمل لنا كل شئ ولم يترك لنا شيئا نعمله الا الايمان به والخضوع لاوامره والثقة بكفاءة دمه لخلاصنا ...

مكتوب من كتاب
الالام الصلب

» عظه أراك الهى فتفرح نفسي للأنبا رافائيل
» الهى الحبيب
» ....اراك الهى.....
» الهى الحبيب
» التواضع هو عمل الهى كبير