قال للانسان هوذا مخافة الرب هي الحكمة و الحيدان عن الشر هو الفهم
(اي 28 : 28)
أراد عنكبوت أن يصير أحكم الحيوانات والحشرات والطيور، فحمل صندوقًا وانطلق به إلى كل بلد في العالم. كلما سمع كلمات حكمة وضعها في الصندوق. فظن العنكبوت أنه قد صار أحكم من غيره.
وعند عودته إلى بلده رأى بركة صغيرة. قال: "أميل وأشرب منها فإني عطشان". تطلع إلى الماء ليشرب فرأى كمية ضخمة من الموز الناضج الأصفر ففرح جدًا، وقال: "إنني لست فقط أشرب وإنما وجدت موزًا طازجًا لكي آكل وأشبع".
حاول أن يتسلل إلى الماء فلم يجد شيئًا. تكرر الأمر مرة ومرات. أخيرًا قرر أن يلقي هذا الصندوق الثقيل من على كتفيه الذي أحنى رأسه. فلما ألقاه استطاع أن يرى شجرة موز على شاطئ البركة وقد تسلق عليها قرد، وكان يضحك.
سأل العنكبوت القرد: "لماذا تضحك؟"
أجاب القرد: "لأن صندوق الحكمة قد أحنى ظهرك فلم تعد ترى ما هو فوقك، بل تتطلع إلى أسفل، فترى انعكاس شجرة الموز على المياه. الآن إن أردت أن تأكل تعال على الشجرة وذق بنفسك الموز".
هز العنكبوت رأسه وقال: "حقًا إن الحكمة لا تقتني بجمع كلمات الآخرين التي تصير ثقلاً على الظهر، فلا يرى الإنسان ما هو فوقه، بل أن يذوق ويختبر بنفسه الحكمة. فالحكمة حياة معاشه لا كلمات.