مارينا نائب مدير
عدد المساهمات : 2066 نقاط : 5492 تاريخ التسجيل : 29/03/2011 العمر : 38
| موضوع: القمص بولس إبراهيم الحديدى الأربعاء مايو 11, 2011 8:39 pm | |
| 1- طفولته في ابنوب الحمام
ولد الطفل رضا في 23 يونية سنة 1935 بمدينة أبنوب الحمام محافظةأسيوط من أبوين تقيين كان أبوه ابراهيم حنين الحديدي باشكاتب المحكمة بأبنوب ، رجلا فاضلا متدينا محبا لله مداوما على العبادة . وقد اقترن بزوجة تدعى أرنسته القمص صموئيل إبنة القمص صموئيل عبد الملك كاهن مدينة ( بني محمد ) التابعة لمدينة أبنوب
عاشا هذان الزوجان منذ زواجهما في 1922 يمارسان معا الفضائل المسيحية . ومن مآثر هذا الزوج المبارك انه كان لا يكسر شيئا من الممارسات الكنسية فحكى عنه أنه كان طيلة أسبوع الألام ينقطع عن عمله الدنيوي ويعتكف بالكنيسة دون الرجوع إلى منزله طيلة هذا الأسبوع زاهدا ينام على الأرض
ويقتات بقليل من البقول يرسلونها له ويظل هكذا حتى ليلة عيد القيامة
حيث يرجع الى بيته يستحم ويستعد للعيد وقد رزق هذا الأب ستة بنين
( غير اللذين ماتو )رباهم في خوف الله وصار الإبن الكبر كاهنا على أبنوب
باسم القمص اسحق ابراهيم وقد تنيح والثاني هو مراد إبراهيم ويليه وصفي إبراهيم ،
وأما الرابع فهو رضا إبراهيم الذي سيم كاهنا على دمياط باسم القمص بولس إبراهيم
، والخامس مختار إبراهيم ، واصغرهم هو رافت إبراهيم والد نرمين زوجة القس مينا بولس إبراهيم
2- رضا يتم دراسته في اسيوط
نال رضا قسطا من التعليم الإبتدائي بأبنوب ، وكان متعلقا بوالديه متمثلا بهما في حياته ، وقد تشرب كثير من فضائل أبيه ولما أتم الشهادة الإبتدائية وكان شماسا بكنيسة أبنوب مضى إلى اسيوط ليتم دراسته الثانوية وكان ذلك سنة1954 وبعدها مضى إلى القاهرة ليتم دراسته الجامعية
خرج الوالد على المعاش ففكر في مغادرة أبنوب إلى القاهرة حتى يتمم ولديه دراستهم الجامعية . وسكن بشقة في شبرا ولكن ما لبث أن تنيحت زوجته أرنسته في أواخر سنة 1958 ودفنت بأبنوب
3- زواج الوالد للمرة الثانية
بعد نياحة زوجته ولم يكن له بنتا تقوم بخدمته مع أولاده ، فاضطر الى الاقتران
بزوجة أخرى تسمى فايزة فليمون الحديدي ولم يعارض أبناءه بل شجعوه
ذاكرين له أن إبراهيم العهد القديم تزوج بعد وفاة زوجته ولم ينجب منها
ابناء بل سرعان ما تنيحت في سنة 1960 وأقام رضا و إخوته مع
والده بشبرا وكان قد التحق بكلية الحقوق مع أخيه وصفي سنة 1955
غير أنه اضطر إلى العمل بالاصلاح الزراعي لمساعدة والده وبعد ذلك ترك دراسته في الحقوق لانه كان يفكر جديا في الرهبنة
4- اشتياق رضا لحياة التكريس
لم يقتنع رضا بحياته العادية بل أنه كان يتطلع ويتوق إلى التكريس لخدمة السيد المسيح . ومع أنه كان مواظبا على الصلاة بكنيسة الأنبا انطونيوس بشبرا يقضي فيها جل وقته في الصلاة ثم إنضم الى صفوف الخدام " وقص علينا انه دخل مرة إلى الكنيسة ولم يكن بها أحد ، فوقف يتأمل صورة السيد المسيح وهو يبكي على أورشليم فما لبث أنه تأثر لدرجة أنه إنفجر في البكاء مشاركا سيده .. ثم بعد ذلك خرج من الكنيسة مصمما على أن يبحث كيف يكرس حياته ووقته للرب .. فاشتاق إلى الرهبنة
5- زيارته للاراضي المقدسة
كان ذلك في حياة واله الذي لم يمنعه من ذلك ، فمضى الى كنيسة العزباوية ، بالدرب الواسع ليقابل الأنبا ثؤفيلس رئيس دير السريان ، لأنه من المعروف انذاك ان طالب الرهبنة لابد لمقابلته من حيث أنه الأسقف الوحيد المسئول عن بعض الأديرة وبعد عدة مناقشات نصحه الانبا ثؤفيلس بالمضي الى الأراضي المقدسة ليعمل هناك كشماس مكرس ، ولما كان مشتاقا لزيارة الأماكن المقدسة التي عاش فيها السيد المسيح ، دخلت الفكرة قلبه فأطاع ومضى الى هناك مرسلا بتوصية من رئيس دير السريان إلى نيافة الأنبا باسليوس مطران ألقدس انذاك فأرسله إلى أريحا حيث هناك دير تابعا له غير انه لما مضى ليستلم عمله وجده ديرا خربا ليس به عبادة منتظمة أو أي إرشاد روحي ، مما جعله لايبقى به إلا نحو سنة واحدة ثم رجع إلى القاهرة ثانية
6- لايزال فكر التكريس يشغله
لما عاد إلى القاهرة يفكر فيما يعمل وإذ أحد أصدقاء والده كان في زيارة له وكان أخاه يعمل كمدير للمصانع الحربية فتوسط له ليوجد له عمل بها وبالفعل مضى متضررا لاستلام عمله بها نحو سنة 1962 وكان يضطر للإستيقاظ في الساعة الرابعة صباحا للوصول إلى العمل ويرجع الساعة السابعة مساءا فوجد أنها كانت فرصة سانحة له لممارسة حياته الروحية ، إذ كانت المصانع في وسط الصحاري وكان يقضي جل وقته في ذهابه وايابه في دراسة الكتاب المقدس وحسب قوله : قسم الكتاب المقدس إلى ثلاثة اقسام ( العهد القديم قسمين + العهد الجديد ) وكان يقرأه بنهم شديد حتى كان ينتهي من قراءته في أيام حسب قوله .وقال في نفسه : أنا بخدم العالم بهذا الشكل ، لا والف لا لابد ان اخدم الله مهما كلفني ذلك
وذهب مرة إلى العمل وكان يكتب في حجرته على الآلة الكاتبة فتطلع وشاهد حمامة بيضاء وقفت تجاهه في شباك الحجرة وكانت تنظر إليه بطريقة غير عادية ، ثم أنها جاءت ووقفت فوق الآلة الكاتبة جعلته يكف عن الكتابة ويتطلع إليها ... وظل هكذا بعض الوقت إلى ان جاء أحد أصدقائه ودخل ففرت الحمامة وقد اعتبر ان هذا علامة حسنة من الله أراحت قلبه إلى فكرة التكريس
* ومرة جلسنا أنا رأفت وأخي مختار وأخانا رضا نتمنى لأنفسنا ونطلب من الله ما نرغب أن نكون عليه وأتذكر أن أخانا رضا قال : - أريد ان أكون خادما طوال أيام حياتي لله وهكذا استجاب له الله
7- في مقابلة مع البابا كيرلس السادس
كان لايزال مواظبا على الصلاة والخدمة في كنيسة الأنبا انطونيوس باقي وقته فمضى إلى أبونا باخوم كاهن الكنيسة ، وألح عليه في أمر التكريس ، فأخذه ومضى به إلى قداسة البابا كيرلس السادس بالكاتدرائية المرقسية الذي فاجأه بالقول : هو إنت يا ابني مش لاقي شغل ولاإيه ؟ فأجاب أبونا باخوم لا يا سيدنا بس هو يريد أن يتفرغ لخدمة المسيح فقال البابا : المسيح يباركك ياإبني وكررها مرتين ثم وضع الصليب على رأسه وباركه
8- زواجه من ابنة خاله
ولم يمضي وقت طويل وكان أباه قد تنيح في سنة 1964 ودفن في أبنوب فاقنعه أبونا باخوم بعد ذلك بإنه يمكنه أن يكرس حياته كشماس فتفرغ بكنيسة الأنبا انطونيوس وقد تم ذلك في 15/3/1971 وكان له خال يدعى أمين ابن القمص صموئيل جده أراد أن يتزوج بابنته ( فايزة أمين صموئيل ) غير أن أخاه الذي يكبره نصحه قائلا كيف تتزوج وتنجب وانت مكرس وعارض ذلك ، غير أن الزوجة وافقت على زواجها منه ولم تجد ممانعة في ان تحيا معه كخادمة وقد تم زواجه 15/7/1964
9- في مقابلة مع الانبا اندراوس
في السنة الأولى لسيامة الأنبا أندراوس أسقف على دمياط ، مضى الى القاهرة للخدمة هناك ، فزار كنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا وأعجب بخدمتها وخدامها وطلب من كاهنها أن يرسل أحد المكرسين إليه ليرسمه كاهنا على دمياط لحاجة الخدمة هناك وأثناء إقامة الأسقف للقداس بالكنيسة الجانبية بالبطريركية ، جاء شخص بإسم رضا ليقابله غير أنه لم يكن رضا الحديدي ، ولما وجده منشغلا بالقداس رجع ثانية تاركا له كارت تذكرة وبعد إنتهاء القداس أرسل الأسقف في طلب رضا غير أنه حدث لبس في الأمر ، وأرسلوا إليه رضا إبراهيم الحديدي ، الذي أعجب به وأرسله لتوه بكرت موصى به إلى دمياط
فجاء إلى راس البر مع أصدقاءه حيث تقابل مع القمص بيشوي عبد المسيح يوم الخميس 7 / 6 / 1971وامضى اليوم بعشة الكنيسة هناك وكان يوم مباركا مفرحا اذ كان القمص بيشوي يريد من كل قلبه رسامة كاهن مساعدا له وقد سأله الكاهن عن عمله وخدمته ... وقضى طوال الوقت يتلو رضا الالحان الكنسية التي حفظها بصوته الهادي الجميل ، ثم أخذه القمص بيشوي الى عشة الأستاذ ألفونس حيث كانت حاضرة زوجته مدام مارجو ومدام نادية راغب واتفقوا جميعا على تذكية هذا الأخ للكهنوت بدمياط بعد أن حاز قبولهم
10- سيامته كاهنا على كنيسة السيدة العذراء بدمياط
وحيث أن اليوم التالي كان يوم الجمعة حيث القداس الالهي فطلبنا منه أن يبقى في ضيافتنا لأقدمه للشعب في خدمة الوعظ والشموسية فحضر القداس وقام بالعظة في الكنيسة ... ولما طلبت منه أن يبقى بعض الوقت قال لي إطلقني لاتعوقني والرب قد أنجح طريقي ، ثم انه اسرع الى القاهرة ليخبر زوجته بما حدث ، وليجهز ما يلزم لمجيئه الى دمياط ، ولا سيما وقد علم بما قام به الأستاذ الفونس حيث أبلغ الأنبا أندراوس بما حدث وأنه حاز قبول الشعب ،ولم يتأخر نيافة الأنبا أندراوس في المجيء إلى دمياط بعدما حدد موعد الرسامة في خلال عشرة أيام .
وكان قداسا حافلا بدمياط في 19 / 6 / 1971 أقيم بالكنيسة القديمة بدمياط بميدان سرور قبل أن نقوم بهدمها وبنائها وحضر معظم شعب دمياط ، وكثير من شعب الأنبا أنطونيوس بشبرا مع كاهنها القمص باخوم ، وبصحبة القمص اسحق ركاهن كنيسة عزبة النخل( وكان مكرسا بالكنيسة) هذا بجانب كاهني الكنيسة القمص ميخائيل سيداروس والقمص بيشوي عبد المسيح وبعد إتمام حفل الرسامة وبعد إتمام الاربعين يوم خلوة بالدير رجع ليسكن بكنيسة مارجرجس في مبنى المطرانية القديم الذي أعد لذلك ، غير أنه بقى في هذا المسكن القديم الضيق ( ليس به غير حجرة نوم واحدة صغيرة بها سرير واحد ، وكان معظم الوقت ينام أبونا وزوجته على مرتبة على الأرض وإبنيه ايريني ومينا فوق السرير ) وظل هكذا لمدة سنتين تقريبا ، حتى ضج الشعب من ذلك وكنا قد أقمنا بيت المغتربات فوق أرض منزل أخو القديس سيدهم بشاي بميدان سرور ، فنقل أبونا في احدى الشقتين بالدور الأول والأخرى تركت ليقيم بها البنات المغتربات
11- خدمته بكنائس دمياط وكل تخومها
إن الكهنوت نعمة ودعوة من الله ، وسيرة مقدسة ، وخدمة روحية يعمل فيها الروح القدس ، وقد توافرت هذه جميعها في خدمة أبينا القمص بولس إبراهيم فقد كانت خدمته بكل نشاط روحي وهدوء بدمياط ، ولم يكن يرفض أي خدمة مهما كانت بعيدة أو قريبة ، بسيطة أم كبيرة فكان يمضي الى مدينة فارسكور للخدمة هناك وإلى المنزلة أحيانا وإلى كفر سعد بل مضى فيما بعد إلى شربين بعد نياحة كاهنها ... ولما ضمت كنيسة مارجرجس برأس البر إلى إيبارشية دمياط كان يخدم فيها ويقيم في العشة التابعة للمطرانية بشارع 65 ، كما ساعد معي في خدمة كنيسة مارجرجس ببورسعيد فترة عدم وجود أسقف لها يحدد امورها .
ولما اكتشفنا كنيسة مارجرجس مزاحم ببساط النصارى وكانت خربة وبلا كاهن ، وكل نيافة الانبا بيشوي خدمتها إلى كهنة دمياط فكان يتناوب معي الخدمة فيها إلى ان انتظمت الخدمة هناك وخصص لها كاهنا وكانت خدمته نموذجا حسنا وسيرته نقية ليس فيها شائبة جعلت كثيرين يحبون الرب من أجله .
وكان متواضعا يقدمني في كل شيء في الخدمة وفي الوعظ والكلام وهو يقول باستمرار ( الأصغر لابد ان يبارك من الأكبر ) ورأيناه يحب صلاة القداس باستمرار ولايترك خدمته مطلقا لغيره ليقوم بها بالعكس كان هو يحمل عمل غيره احيانا وهو يقول لي لكي لا يحرجني ( ياما أنت خدمت ياأبي ) وكان زاهدا في الطعام ، وأخذ على نفسه أن يصوم بجانب الصيامات العامة يوم الخميس من كل أسبوع ، دون أن يعلم أحدا بذلك وربما لكي يعينه الرب على الخدمة ويكسر شوكة الشرير عنه ، وبالنسبة لمعاملته لإخوته الكهنة فلم أعرف أنه مرة تشاجر مع أحدهم بل عشنا جميعا في سلام الله ومحبته ، وأما بالنسبة لأبونا المطران فكان يعتبر كلامه أوامر كأنها من الله لا تراجع ، ولا يحيد عنها ، ورغم كبر سنه ومرضه كان لا يعتفي من أي خدمة مبكرة جدا أو متأخرة حتى غروب الشمس . وقد قام نيافة المطران بترقيته قمصا على مذبح ال سيدة العذراء بدمياط في 14/1/1979 م.
12- موقف من محبته الشديدة لإخوته
حدث في أثناء التحفظ وغياب أبينا المطران الأنبا بيشوي ، وفي موعد إنعقاد اجتماع الكهنة بكفر الشيخ ... حدث ونحن في الطريق إلى هناك أن العربة التي كنا نستقلها صدمها جرار هشم جزء كبير منها مما جعلنا نرجع الى شربين أقرب مكان نسترد فيه أنفاسنا ونصلح السيارة وهي خاصة بي . مما كان من الأنبا بولا أن غضب لعدم حضورنا وأرسل كارتا مع المتنيح القمص شنودة مرقص يمنعني فيه من الخدمة إلا ان أباء دمياط حزنوا جدا وهم يعلمون الحادث وصمموا على مصاحبتي الى دير القديسة دميانة وكان برد ومطر ... ولما تقابلنا مع نيافة الاسقف المساعد ، انفجر القمص بولس في البكاء لاطما وجهه بيديه كأن عزيزا فقد له اوكأنه لايريد أن يراجع الأسقف بالكلام بل بدموعه وظل على هذا الحال حتى هدأ الأب الاسقف ثم عدل عن أمره الذي أصدره وبعد هذا رجعنا الى دمياط ولا أنسى هذا الموقف المملوء حبا والغريب من أبينا حتى هذا اليوم
13- زواج ابنته ايريني لاكليريكي من كفر الشيخ
كان أبونا بولس يسلم كل أموره لله ليدبرها له ، فلا يحاول أن يتصرف حتى في حل الأمور بفكره الخاص ، فقد تقدم أحد النبلاء في دمياط لخطبة ابنة أبونا ولم يتعجل أبونا بالموافقة أو الممانعة إلا أن هذا الخطيب تعجل وأحضر دبلتين ليتمم الامر ، ولكنه ظل مترددا حتى لم يتم الأمر ، وكان أبونا يصلي ليدبر الله أموره .
وفي تلك لأثناء حضر نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوي إلى دمياط وأثناء زيارته لأبونا عرض فكرة رسامة أحد الاكليريكيين ( الأخ اسحق ) لمذبح القديسة دميانة بكفر الشيخ ، ثم طلب من أبونا تزويج بنته لهذا الاكليريكي المشهود له ، فقبل أبونا المشورة كما من الله وأسرع ووافق على هذا الأمر طالبا بركة سيدنا ، وهكذا تمت الخطوبة في نفس اليلة وكانت هذه إرادة الله الصالحة ، وكانت هذه الزيجة مباركة وأولاد مباركين وخدمة ناجحة بكفر الشيخ .
14- لمسة محبة ووفاء من نيافة ابينا المطران
وقد اهتم أبونا المطران المحب بعلاج ابنه أبونا بولس في مرضه بكل ما يمكن عمله وطلب من كنيسة دمياط أن تهتم بذلك لكن أبونا بولس كان كثيرا يرفض العلاج متضررا من أن يحمل الكنيسة هذه النفقات مما جعل المرض يستشري في جسده سريعا
ولما شعر نيافة المطران الحبيب بدنو أجل ابنه أراد أن يكرمه فكرمه في إجتماع الكهنة ثم امر بإقامة حفل كبير بدمياط بتذكار مرور 33 سنة على خدمته واعتبر أنها مماثلة لوقت خدمة السيد المسيح على الأرض ولم يسبق مثيل لهذا الاحتفال بدمياط وأظهر جميع الشعب حبا بجانب حب أبينا المطران وقدموا له هدايا ، وأهدى نيافة المطران صدارية خاصة لأبونا وشنطة
15- لمحات من حياته الاخيرة
كان القمص بولس مثلا يحتذى به في حياته العائلية سواء في طريقة معاملته لزوجته البارة أو لأولاده وأحفاده أيضا ورغم أنه كان لايحب السفر ... كان يقبل أن يسافر لكفر الشيخ ليزور إبنته المحبوبة إيريني وكانت مقابلته لها شيء يستحق التسجيل ولم تكن محبته لعائلته جديدا ... إذ منذ أن وطأت قدماه أرض دمياط اذكر انه كان نموذجا حسنا لكل أسرة . ففي شهره الأول بعد سيامته كان يعظ في اجتماع السيدات بدمياط ولم تكن زوجته حاضرة وبعد الإنتهاء من الخدمة قالت إحدى السيدات : هي فين فايزة يا أبونا ؟ هي غير مهتمة بأمورك ؟ فأجابها للتو ربنا يخليها لى فسكتت لوقتها إذ احست ما هي مكانة زوجته ومحبتها في قلبه .
+ لاول مرة يحكي قصة حياته
في وقت مرضه أراد أن يهديء من مشاعر أسرته وقد أحس بدنو أجله فجلس على فراشه وجمع حوله زوجته وإبنته إيريني وإبنه مينا وزوجته وأحفاده ، وبدأ يحكى لهم قصة حياته بما فيها من أمور لم يسبق أن قصها على أحد من ذي قبل وكأنه يريد أن يكتب هذا داخل قلوبهم وقد قمت بنقل بعض هذه اللمحات من حياته في هذه النبذة وبعد هذه الحالة بدأت رحلة مرضه الأخير التي إنتهت بالغيبوبة
+ حادثة اخرى اخيرة
أثناء رقاده وتألمه الشديد كان إبنه مينا بجانبه يلاحظ شدة الآمه فقال : أنا زعلان منك يا ست يا عدرا ، ليه سايبة أبونا اللى خدمك هكذا والتفت إلى أبيه وقال : العذراء تعينك يا بابا فاجاب وهو يحاول يستفيق اهي جات ... وكان ينظر الى فوق ...
+ رقاده الاخير قبل نياحته
لقد كان ابونا القمص بولس يصاب بعدة امراض بين الحين والحين غير انه لم يكن يظهر لاحد او يشتكي حتى لاخوته الكهنة ونحن حسبناه سليم الجسم لانه كتم انينه داخله فتركناه يتحمل تعب الخدمة في اوقات مرضه رغم اننا عرضنا عليه احيانا مساعدته فابى مصمما ان يتحمل مثل سيده اتعاب الخدمة بكل شكر فصار نموذجا حسنا لغيره فيما بعد . لذلك اردت ان اذكر بعض هذه الاتعاب بعد نياحته خاصة وان الرب وجد فيه احتمالا وايمانا شديدا فشدد عليه المرض تذكية له ومثالا للاخرين ...
واني اتعجب انه رغم شدة المرض الاخير كان لا يعتفي من أي خدمة بل كان احيانا ينزل في الصباح الباكر لخدمة القداس وحده وحكى لي سائق السيارة الاخ نشات انه كان يستند على المذبح من شدة الالم ولما ساله كيف يكمل خدمة القداس مع انه لم يكن يقدر ان يستغني عن دورة المياه بسبب تاكل المصران الغليظ بسبب المرض ، فكان يقول له : وقت القداس يا ابني ... كل شيء كانه لم يكن
+ بعض احاديثه اثناء رقدته الاخيرة
... اخيرا فتك به المرض فرقد مضطرا على فراشه تحدوه الالام الشديدة ورغم ذلك لم يكن يتاوه بصوت مسموع بل كان يبدو كانه هادئا مبتسما لزائريه معظم الوقت ، رغم شحوب لونه وضعف جسده وعدم قدرته على تناول أي طعام ... واتعجب انه لم يشكوا لاحد قط او كان متكالبا على الحياة بل كان يردد باستمرار ( اريد ان انطلق واكون مع المسيح ) وحين قالت له زوجته واحفاده : احنا عاوزينك ومحتاجينك يابابا
كان يجيبهم : الحاجة الى واحد ويشير الى فوق بيده ولما قالوا له الخدمة محتاجة اليك ... كان يقول انا خدمته هنا وهناك ابقى معاه
ولما لاحظنا كثرة الزائرين له اثناء تعبه كنا نحاول منعهم من الزيارة غير انه كان على غير رغبته ... وقد لاحظ الزائرون شدة الامه وتاوهاته الداخلية التي كان يحاول ان يكتمها فكانوا يقولون له سلامتك يا ابونا انت متالم كثيرا وكانوا يتوجعون ويبكون فكان يجيبهم اجابة تريح قلوبهم حتى ينسون شدة مرضه .
+ محبته اثناء الامه ونومه .
اثناء رقاده ومرضه الشديد جاء احد ابناءه الروحيين يشكو له مرضا الم به ، فراه يستند بجهد شديد بكلتا يديه حتى قام قليلا ليضع يديه فوق راسه وليصلي له ، ثم طلب الزيت المصلي فدهنه في جبهته ، وكانه نسى اوجاعه الخاصة فتعجب هذا الاخ من عظم محبته وفيما هو خارج احس بان مرضه قد زال عنه وهكذا ظل ذاكرا محبته هذه يحكي بها لكل احد
+ ازدياد شدة المرض واعراضه .
انتشر المرض في كل جسمه فلم يعد قادرا على التحرك ، وفسد الكبد والبنكرياس مما جعل لون بشرته شديد الصفار وليس ذلك فحسب بل حدث تاكل في مصرانه الغليظ وكان ينزف دم يوميا ، فاحتاج الامر الى نقل الدم اليه يوما بعد يوم ويقال انه في الشهر الاخير نقلوا اليه اكثر من 7 لتر دم بخلاف السوائل الكثيرة التي علقوها له (ونذكر الاطباء والاخوة المباركين الذين تعبوا معه الرب يعوض محبتهم )، وهذا ولم يكن له قدرة حتى على شرب الماء القليل ، وكان بين الحين والحين تنتابه غيبوبة طويلة ... ثم يستفيق قليلا ولا ننسى ان نذكر محبة اخوته الكهنة الملاصقين لسكنه وهم ابونا القمص صرابامون وابونا القمص سيدهم بشاي وخاصة تعب ابونا سيدهم بشاي الكثيرالرب يعوض محبتهم
+ محبة نيافة الانبا بيشوي له
لم ينسى سيدنا المطران مواساة ابنه المريض ، بل قطع اشغاله المهمة في الخدمة وجاء الى دمياط لما علم بازدياد المرض عليه زاره في منزله وقضى مدة طويلة يبحث عما يمكن تقديمه له من معونة وكان يصلي من اجله ، وقد فكر في اثناء الزيارة سيامة ابنه مينا ولكن حفظا لمشاعره لم يعرض عليه هذا الطلب ، واستغل فرصة طلب القمص بولس هذا الطلب فاعلن موافقته على ذلك ... وحدد نيافته ان يقوم برسامته يوم عيد القديس سيدهم بشاي الجمعة 25/3 ولكن لما وجد ان المرض يشتد بابونا بولس وخشية ان يتنيح دون مشاهدة سيامة ابنه قدم الميعاد فجعله الجمعة
11 / 3 وامر نيافته باعداد ما يلزم لحفل الرسامه مهما كانت تكاليفه ... وكان يوما مشهودا اذ حضر الاف الحاضرين لحفل الرسامة فكانت هناك فراشة خارج الكنيسة وشاشات عرض واصلوا شبكة الانترنت حتى يتيسر للقمص بولس مشاهدة طقس الرسامة وهو راقد على سرير مرضه بمنزله ، وقام نيافة الانبا بيشوي برسامته باسم القس مينا ... فكان حدثا مفرحا لقلب ابيه الذي رغم مرضه الشديد قدم له بعض النصائح الابوية المهمة للخدمة
وضم هذا العمل العظيم ضمن محبة ابونا المطران لابنه القمص بولس وابنه القس مينا
وقد زاره ابان مرضه ورقاده نيافة الحبر الجليل الانبا تادرس اسقف بورسعيد وتالم لحالته ودهنه بالزيت مصليا لاجله . كما قام مجمع كهنة دمياط بعمل قنديل كامل لقدسه راجية شفاؤه .
+ ساعاته الاخيرة ورقاده
بعد غيبوبة دامت يومين استفاق قليلا وبعدما علقوا له محاليل قدر ان ينطق ببعض الكلمات : فقال انا عاوز اروح
فقالت له زوجته : ما انت في بيتك يا ابونا نروح فين ، فكان يقول لها : اروح السماء
وفي صباح اليوم التالي كان يشدد على زوجته ويقول لها قومي جهزي هدومي انا مسافر وظل يكرر ويحتد ، فتقول له أي هدوم فقال هدومي البيضاء ... مما جعلها تقوم وتعد له الاكفان ... ثم جلست مع اولادها يعاينون ما سيحدث ... فرات ان هناك خروشة بدات تتزايد في صدره ثم تبدا وترتفع قليلا الى فوق حتى وصلت الى فمه : فقالت سوف يسلم الروح ثم لمحت عيناه تنفتحان على اتساعهما فقاموا جميعا يقولون لحن بشفاعة والدة الاله ومن العجيب راوا شفتاه تتحركان كانه يشاركهم بالفعل ثم لاحظوا خروج الروح ثم ظهور ابتسامة على وجهه المبارك ، فقامت بغلق عينيه وربط فمه ... وابلاغ ابونا سيدهم بشاي مع ابونا صرابامون وهكذا كانت نياحته في فجر الاربعاء الساعة الواحدة ليلا في 23 مارس 2005 نيح الله نفسه في احضان القديسين ونفعنا بصلواته امين
+جنازة القمص بولس :
حدد نيافة المطران الصلاة على جثمانه الساعة 4 مساء يوم الاربعاء 23 / 3 / 2005 بعدما امر بوضع جسده في الكنيسة ليحضر القداس وحضر نيافته نحو الساعة الرابعة 4 مساءا في معية كثير من اباء الايبارشية كما حضر نيافة الانبا داود اسقف الدقهلية مشاركا مع بعض اباء الدقهلية واباء ميت دمسيس والمحلة الكبرى وكان عددهم يربو على 48 كاهنا ثم قاموا بصلاة التجنيز التي حضرها مئات الحاضرين وتحدث نيافة الانبا بيشوي بكلمة معزية مملوءة حبا ووفاء ثم زف الجسد حول المذبح وخرج به الشباب مصممين على المسيرة به الى كنيسة مارجرجس حيث هناك اكمل نيافة المطران الصلوات وزف حول مذبحها ايضا وباشر سيدنا مسيرة الجسد حتى مدفن الاباء الكهنة خارج الكنيسة ووضع الجثمان هناك
ثم ان نيافته لم يكتفي بهذا بل اقام حفل تابين له بالقاعة الكبيرة بكنيسة السيدة العذراء ليلا تحدث فيها معظم الكهنة الحاضرين ذاكرين جل حياته وحضر بعض المسئولين من المدينة ثم ختم الحفل وصرف الحاضرين بالبركة
ربنا ينيح نفس الاب المتنيح ويحفظ لنا حياة ابينا المكرم مطراننا الانبا بيشوي سنين كثيرة | |
|