مارينا نائب مدير
عدد المساهمات : 2066 نقاط : 5492 تاريخ التسجيل : 29/03/2011 العمر : 38
| موضوع: راهب لم يترهب بعد الأربعاء مايو 11, 2011 8:17 pm | |
| سلام ونعمة:// راهب لم يترهب بعد الموضوع: قصص تاريخية و سير قديسين
[size=12]كان ا/حنا كما يوصفة الجميع مثالآ للمحبة الباذلة.المحبة التى تعطى دون ان تطلب .محبة تعطى دون أن تسأل من أنت وما هى عقيدتك أو دينك أوملتك عاش طيلة خمسة وأربعون سنة لم يقتنى لنفسة شىء أكثر من المتوسط أو اكثر من المعتاد برغم أنة كان يعمل بمهنة مرموقة فقد كان يعمل كمهندس متخصص فى صناعة أحبار ماكينات التصوير والطباعة وهى مهنة يعد عدد المشتغلين بها قليل جدآ فى مصر . لم أكن اعرفة وام أسمع عنة من قبل . الا عندما ذهبت بمحض الصدفة الى زميلى مجدى لنناقش معآ كيف سيكون ألمؤتمر الذى نعد لة من فترة
فأذا بة يخبرنى بأن ا/ حنا قد توفى اليوم وهو خادم معنا فى خدمة ابتدائى .وكما اشرت سابقآ لم أكن قد سمعت عنة من قبل ولكن فى طريقنا الى الكنيسة سألت عنة ولماذا لم نسمع عنة ككثيرين من النجوم اللامعة البارزة فى الكنيسة فى كل الخدمات .فأذا بزميلى مجدى يتكلم ويسترسل فى الحديث ويصف هذا الأخ المنتقل بكلمات تستخدم فقط فى الحديث عن قديسى الزمن القديم امثال أنبا أنطونيوس وأنباكاراس (صديق الملائكة) والاستاذ/حبيب جرجس . وأذا بة يصفة بأنة الراهب الذى لم يترهب بعد . ومن الطبيعى جدآ ان استفسر عن جملتة الأخيرة لأنها غير مفهومة للوهلة الأولى ولكن قبل أن أسأل وجدتة يكمل الحديث ويقول :- كان قد تيتم فى العاشرة من عمرة تقريبآوكانت امة هى العائلة لة ولأخية الصغير الذى يصغرة بعشرة اعوام تقريبآ فقد كان والدة يعمل قربنى بكنيسة القرية(كنيسة الملاك روفائيل)وربما كان ذلك من اهم العوامل التى اثرت فى حنا بالغ الأثر فى ان يكون محبآ للجميع و محبآ حتى لأعدائة. الهام فى الموضوع ان حنا لم يتأثر كثيرآ بالظروف المحيطة ولكن تفوق فى دراستة وتفوق فى العلوم الكنسية وحتى فى كثير من العلوم التى لم يكن يدرسها وانهى دراستة بكلية الهندسة قسم الكيمياء , وعمل بأحد اهم مصانع ماكينات التصوير بالشرق الأوسط وتبوء مكانة عظيمة نظرآ لأمانتة وأجتهادة فى هذة الشركة وكن كل فترة يُرسل الى فرع الشركة فى امريكا ليطلع على أحدث نظم تحضير أحبار الطباعة ,وكان يتقاضى مرتب كبير جدآ فى هذة الوظيفة.
وبعد عشرة أعوام من العمل الجاد أنهى أخية الأصغر دراستة بنفس القسم بكلية الهندسة وهذا طبعآ بمساعدة أستاذ/ حنا الأدبية والمادية. وهنا أستوقفنى الحوار قليلآوسألت كيف يكون مهندسآ وأنت تقول أستاذ/حنا , فأجابنى مجدى كل هذة المعلومات عنة لم أكن أو لم نكن نعرفها قبل أنتقالة, فقد كان بسيط الكلام بسيط الملبس غير متكلف في اسلوبة واذا أردت ان تخمن دراستة او مستوى تعليمة فلم تعطية أكثر من ثانوية عامة مع المجاملة طبعاً. وبعد ذلك قال مجدى(على فكرة أنت كدة هتنسينى حاجات كتير وأنت اللى خسران)فأشرت الية أن يكمل ما لدية عن هذا الخادم القديس او الراهب الذى لم يترهب بعد.......بدء مجدى من جديد:-وبعد أن انهى أخية الصغير دراستة قرر أستاذ/حنا ان يترهب وبالفعل عقد العزم انة سيرحل الى الديرولم يكن ذلك سهلاً بالطبع فكثيراً ما بكت أمة وتوسلت إلية أن يبقى معهم وحتى بدون زواج ان لم يريد الزواج وكثيرا أيضا ما تكلم معة أخية فى أن يعدل عن قرارة ولكنة كان قوى الحجة والشخصية كان يصل بكل من يحاورة عن هذا القرار أن لابد ان نعطى اللة أقصى ما نسطتيع لأن الله اعطانا مالا نستطيع نحن ان نعطية أياة وبالفعل أقنع الجميع بأن فكرت رهبنتة دخلت حايز التنفيذ منذ ستة أعوام تقريباً. ولكن حدث مالم يكن فى الحسبان ففى يوم السبت السابق ليوم رحيلة الى الدير سمع ان احد خدام الكنيسة قد توفى فى حادثة سيارة هو وزوجتة وتركا بنتان احداهما فى سن الرابعة عشر والأخرى تصغرها بعامين ولم يكن لهما عائل من بعد والديهما وجد ا/حنا نفسة فى مأزق فى مقارنة صريحة مع محبتة للة ومحبتة لأولاد اللة ولكن فى قرار حكيم اذا بة يؤجل قرار ذهابة الى الدير ليكون هو المسئول عن البنتان اللتان كانتا فى سن حرج وكانتا بالفعل تحتاجان لشخص مثل ا/ حنا فى حكمتة ومحبتة.فى حكمتة بالا يشعرهم بأنة يجود عليهم من مالة ووقتة وفى محبتة بأن يعوضهم محبة والديهم,وبالفعل بعد ثمانية اعوام أخُر تزوجت الابنة الكبرى بعد ان تخرجت من كلية الصيدلة وعُينت معيدة بها وبعدها بعام تزوجت الأخت الصغرى من شقيق زوج أختها وذلك ايضا بعدما تخرجت من كلية الأقتصاد والعلوم السياسية. وبهذا شعرا/حنا أنة اتم رسالتة وقرر ان يعود الى قرارة الاول وهو الرهبنة وبالفعل أخذ كل ما يلزمة من كتب روحية وأتجة نحو الدير وظل هناك لمدة عام كطالب رهبنة وكان عمرة أنذاك ثلاثة واربعون عاماً.
وهنا أثارنى سؤال هل بعد كل هذا وفى هذا السن يحتمل ان يكون طالب رهبنة ويتعرض لأختبارات.فأذابزميلى مجدى يضحك ويقول وما خفىَ كان أعظم وأخذ يمسك بأطراف الحديث من جديد.وقبل ان يرسم بشهر وبعد ان حُدد ميعاداً للرسامة,نجد ان الكلمة الأهية لها رأى أخر وهو أن يظل ا/حنا خادماً محباً للجميع كالشمعة اللتى تحترق من اجل الجميع.فأذا بوالدتة تأتية الى الدير وهى تبكى فأعتقد أنها تبكى لعلمها بوقت رسامتة ولاكنها أوضحت لة بأن أخية قد أصُيب بمرض السرطان وأنها لم تجد عائلا لها ولأخية.أبتسم ا/حنا أبتسامتة الرقيقة وكأنة يجيب الله (حيثما تريدنى سأكون هناك)وبالفعل عرض على مرشدة الروحى الموقف فقررا ان ينزل ا/حنا الى العالم ثانياً الى أن يحل الله الأمور. ونزل هذا الخادم ورجع الى عملة ثانياً وعاد الى خدمتة أيضا وبعد عامين تقريباً أنتقل أخية,ومن بعدة بشهور قليلة أنتقلت أمة,وهنا شعر خادمنا بأنة اتم رسالتة اللتى أراد اللة منة أياها ورجعت اشواقة من جديد الى محبتة للة والحياة معة أشتاق للرهبنة من جديد وبالفعل بعد أن اتمت والدة ذكراها الأربعين وفى صباح اليوم ألتالى أتجة الى الدير فرحب بة الجميع وقبلة أب أعترافة ومرشدة الروحى وقال لة برغم أنك كنت فى العالم إلا أنى كُنت أراك هنا كل يوم أمامى تصلى وتخدم وترتل وبحب تفعل كل ما يفعلة الرهبان.
وأنتظم خادمنا من جديد كطالب رهبنة وعاش أكثر من عام مثالآ للطاعة للكبير والصغير للرهبان ولطلاب الرهبنة وبالفعل تم تحديد موعد لرسامتة هو ومجموعة من طلاب الرهبنة أللذين يصغرونة بالطبع ولكن أرادة اللة تتدخل من جديد ونرى الحكم الالهي يصدر فقبل ألرسامة بيومين صعدت روح هذا الخادم الى اللة خالقها وكأن اللة يقول لة(كنت أمينا فى القليل فأقيمك على ألكثير....)وأنتقل هذا الخادم وهو فى أخامسة وألأربعون تقريباً. أهم ألأسئلة اللتى خطرت فى فكرى هو كيف عرف زميلى كل هذة المعلومات وأنا لا أعرفها فسألتة فأجابنى انة فى صباح هذا اليوم كان فى رحلة الى الدير الذى كان بة هذا القديس وحضر الجنازة والصلاة على روحة الطاهرة وحضر كلمة مرشدة الروحى عنة فى صلاة التجنيز وعلم أيضا انة ا/حنا ألذى يخدم فى خدمة أبتدائى,وهنا وهنا فقط علمت لماذا اطلق مجدى على هذا الخادم لقب(الراهب الذى لم يترهب بعد........) [/size] . | |
|