اقتربوا إلى الله فيقترب إليكم. نقوا أيديكم أيها الخطاة. وطهروا قلوبكم يا ذوي الرأيين... اتضعوا قدام الرب فيرفعكم ( يع 4: 8 ، 10)
أما أنا فالاقتراب إلى الله حسن لي ( مز 73: 28 )
بعد دخول الخطية الي العالم، اصبح الاقتراب الي الله في العهد القديم ايام الناموس صعب واستحق فينا القول "كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الي طريقه". ولكن الله في نعمته اخذ طريقه الينا في المسيح واصبحنا قريبين بدم المسيح. لماذا نقترب الي الله وماقصده هو من الاقتراب ؟ فالرب يقصد من اقترابنا اليه هو خيرنا
نحن في اشد الاحتياج ان نقترب من المسيح فذلك يضعنا في مركز الشركة مع شخصه بدل الانحناء والبكاء تحت ظروفنا الخاصة. إذ كيف لي ان أفرح مع الفرحين، وكيف أبكي مع الباكين إن لم أكن قريباً من الرب مالئاً قلبي به بدلاً من أن تملأني ذاتي !
قربك من الرب يسوع المسيح كمثال كامل لنا، يجعلك تتعلم منه السلوك اليومي في معاملة الناس والخطاة ويجعلنا نخدم الناس بغض النظر عما نجده فيهم كما كان رب المجد يفعل. كان يخدم الخطاة ويشفق عليهم اكتر من الناموسيين الذين يحفظون الناموس واستحق القول فيهم قبور مبيضه من الخارج.
وشركتنا مع الله، تجعلنا نرى إخوتنا بعينه هو ـ أعزاء عنده، وموضوع مسرته وثمر تعب نفسه. وحينئذ تكون الصلاة لأجلهم سهلة وخدمتهم بأمانة ومُحببة أيضاً.
فالاقتراب الي الله دواء يعالج القلب والنفس، وغذاء كما قال داود "اشتاقت نفسه إلى الرب وإلى محضره "عطشت إليك نفسي، يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء". فعلى قدر ما نختبر نشوفة البرية، على قدر ما نشتاق إلى الشبع بالرب. إلا أنه وهو في عُزلته ووحشة البرية التي كان فيها، عرف أن يقترب إلى الرب ليتمتع به، فأردف قائلاً: "كما من شحم ودسم تشبع نفسي" (مز63). وعزاء: وعندما تغيب الأشياء العظيمة، والأشخاص المحبوبين، والظروف الطيبة من حياتنا، فإن اقترابنا إلى الله يملأ قلوبنا تعزية ورجاء "عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تلذذ نفسي" ( مز 94: 19 ) فنختبر شيئاً من كلمات حبقوق الرائعة "فمع أنه لا يُزهر التين، ولا يكون حمل في الكروم، يكذب عمل الزيتونة والحقول لا تصنع طعاماً. ينقطع الغنم من الحظيرة ولا بقر في المذاود، فإني أبتهج بالرب وأفرح بإله خلاصي" ( حب 3: 17 ،18).
يارب اعطنا في هذا الوقت المبارك وهو صوم العذراء مريم، ان نغتنم الفرصه مع الصلاة ونتقرب الي اليك وننفرد بك، ونعلم جيدا ان القرب منك هو لصالحنا وخيرنا، وانه حسن لي مهما كانت الظروف، في الفرح اوالالم في الفقر اوالغني. القرب منك الفرح والاستقرار والبعد عنك المرار والارتباك
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++