شات دم المسيح الحر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شــ،،ــاتـ ومـ،ــنـ،،ـتـ،ـدى دم الـ،،ـمــســ،،ـيــح الـ،ـحـ،ـر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ....قديس معاصر......

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مارينا
نائب مدير
مارينا


عدد المساهمات : 2066
نقاط : 5492
تاريخ التسجيل : 29/03/2011
العمر : 38

....قديس معاصر...... Empty
مُساهمةموضوع: ....قديس معاصر......   ....قديس معاصر...... Icon_minitimeالأربعاء مايو 11, 2011 7:52 pm

حياة قديس معاصر الأستاذ عبد الملك تاوضروس



عاش هذا البار بيننا بالاسكندرية سنوات طويلة وقد كان قبلا يعمل موظفا بالسودان ولما رسم أبونا بيشوى كامل كاهنا عاش فترة فى منزل الأسرة ثم سكن شقة صغيرة فى منزل عم عبد الملك ، فعرفه عن قرب وعايشه وشهد ببره وحياة الفضيلة التى يحياها.
كان عم عبد الملك رجلا متزوجا من إمرآة فاضلة ولم يكن لهما أولاد وكان الاثنان يعيشان فى تقوى ومخافة الله وكان لعم عبد الملك أختان عذارى عاشتا معه وقد كان هذا البيت نموذجا للحياة المسيحية فى الحب والاتضاع وتمثلت فيهم الآية التى تقول "ما أجمل وما أحلى أن يسكن الإخوة معا " وقد كان عم عبد الملك هو سر بركة إذ كان الرجل شديد الصلة بالله وكان كاملا فى جيله.
كان عم عبد الملك رجلا منظما جدا فى حياته وقد إتسمت روحياته بهذا النظام الدقيق فهو يصلى بإنتظام صلوات السواعى ويحفظ مزاميرها ويقرأ الكتاب المقدس صباحا ومساء بإنتظام وكان يقرأ الكتاب المقدس مرتين كل سنة. وقد قرأه أكثر من مائة مرة حتى صار يستظهر كثيرا من فصوله عن ظهر قلب وكان دائما مشغولا بالإنجيل فى حديثه وفى خلوته وفى وسط الناس لقد ملأ الإنجيل عليه حياته كلها.
ترى من أين يحصل مثل هذا الرجل وهو مسئول عن بيته وتدبيره على مثل هذا الوقت؟ هذا السؤال يطرحه دائما الذين يلتمسون الأعذار أما من ذاق حلاوة كلمة الله فالوقت عنده مبارك جدا وللإنجيل أولوية عنده قبل كل الإلزاميات.
الكنيسة المرقسية:
فى الكنيسة المرقسية تصلى قداسات يومية ، وقد وجد عم عبد الملك ضالته المنشوده فى حضور القداسات ، فواظب عليها منذ الخمسينات الأولى وقد إستمد من إلتزامه فى كل حياته قوة مواظبة على حضور القداس يوميا مع أن هذا القداس اليومى ينتهى فى الساعة الثامنة صباحا ، وكان عم عبد الملك رغم بعد المسافة من منزله الى الكنيسة المرقسية ، كان دائما من أوائل المبكرين الى الرب والذين يجدونه حسب وعده.
وكيل البطريركية:-
إعتاد الآاء البطاركة أن يعينوا وكيلا عنهم لرعياة شئون الاسكندرية فى حال غياب البابا الذى هو أسقف المدينة العظمى الاسكندرية وفى العادة كان هذا الوكيل من الآباء الرهبان.
ولما كان عم عبد الملك يحضر الى الكنيسة المرقسية كل يوم فقد وضع فى قلبه أن يقدم شيئا للأب الراهب وكيل البطريركية فكان يحضر الى الكنيسة المرقسية فى كل صباح باكرا جدا وهو يحمل سلة فى يده وضع فيها عمودا ملآه بالطعام المجهز ثم يضعه بهدوء كامل أمام قلاية الأب الوكيل فى سكون الفجر دون أن يراه أحد من الناس. وقد كلف أحد الفراشين بالبطريركية بإحضار السلة فارغة كل يوم وقد شدد على الفراش ألا يعلم أحدا بذلك ويحتفظ بهذا السر وكان الفراش يطيعه وكان بعض الآباء وكلاء البطريركية يعرفون الرجل لا إسما ولا شخصا وفى سنة 1945 قدم الى الاسكندرية أحد الآباء الرهبان وكيلا للبابا المتنيح الآنبا يوساب الثانى ، وكان يفتح القلاية كل يوم فيجد هذه السلة وعمود الطعلم فيتعجب ، وحاول أن يعرف من صاحب هذا العمل ، وسأل العاملين بالبطريركية ، وسأل الفراش الذى يأخذ السلة عن صاحبها فقال له [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]أحد أفراد الشعب ) وهى الجملة التى لقنها له عم عبد الملك.
وما كان من الآب الوكيل إلا أنه إستيقظ مبكرا جدا حوالى الساعة الثالثة صباحا وفتح باب قلايته فتحة بسيطة ووقف خلف الباب ينتظر هذا البار ، لقد تحرك قلب الأب الوكيل من هذا العمل الخفى وأراد أن يتعرف على صاحبه ، وفى الوقت المعين أقبل عم عبد الملك حاملا سلته وتسلل فى هدوء.
ولما تنيح البابا يوساب وخلفه على الكرسى المرقسى المتنيح البابا كيرلس السادس ، وقد كان يحب الاسكندرية جدا وكان يقضى فيها أوقات كثيرة ، وقد واظب عم عبد الملك على حضور القداسات كعادته ، فكان البابا يفرح به وقد أحس البابا بما للرجل من ورع وتقوى وحياة روحانية فقربه إليه فى مودة شديدة ، وكان فى أيام كثيرة يستضيفه فى القلاية البطريركية يشرب معه القهوة بعد القداس ويتآنس بوجوده.
وظل عم عبد الملك يعنى بطعام الآباء الرهبان الذين يفدون للاسكندرية إن كان الأب الوكيل أو الآباء الرهبان فى سكرتارية البابا الذين يعيشون فى معيته وكل هذا فى سرية كاملة دون أن يشعر به أحد من الناس.
مع مختلفى الرأى:-
كان عم عبد الملك كثيرا ما يتكلم مع الله وعن الله ولكنه قليلا جدا ما تكلم مع الناس وعن الناس ولقد عاش فى صحبه البابا البطريرك وكان قريبا من قلبه محبوبا من جميع الآباء فى المقر البابوى ، ولقد حدثث فى أيام البابا كيرلس السادس خلافات فى الرأى مع بعض الآباء الأساقفة والرهبان ، وكم لاكت ألسنة الناس هذه الموضوعات ، وكثرت المهاترات وكانت لا تخلو هذه الجلسات فى المحيط الكنسى من كثرة الكلام الذى يخلو من المعصية.
وإنقسم الناس متشيعين الى هذا أو ذاك ، أما عم عبد الملك فكان رجلا كاملا بالحقيقة ، فلم يشترك بتاتا فى مثل هذه الأمور ، ظل حبيبا للجميع ، يأخذ بركة الكل ولا ينحاز لتيار من التيارات . إن قلبه يستطيع أن يستوعب الجميع وقد كان البابا يعرف أن عم عبد الملك صديقا للذين يختلفون مع البابا ولم يتكلم البابا معه فى هذا الأمر ، بل كان البابا يشكوهم أمام عم عبد الملك فكان الرجل يقول للبابا بإبتسامة وديعة "أنت أبوهم كلهم ، وكلهم أولادك ، وكلهم يطلبون خير الكنيسة" فكان رجلا سلاميا إحتفظ فى وسط كل التيارات بقلب طاهر لم تلوثه الأحقاد ولم تستقطبه السياسات ، ولكنه بقلبه البسيط الحكيم ظل حرا بين الجميع مستعبدا نفسه للجميع ، وهكذا كان عم عبد الملك سبب بركة لكثير من المختلفين حتى فى وجهات النظر إذ كان غير منحاز ولم يكن متملقا للرؤساء ، ولكن المحبة المسيحية الطاهرة نحو الجميع بلا غرض ملأت قلبه فصار محبوبا من الجميع بلا رياء وصار موضع ثقة عند البابا وعند الكل وقد قاد كثيرين بهذا التصرف الى السلام.
إن حياة الرجل البار من هذه الناحية تصلح لأن تكون درسا للكثيرين.
عمل الشيطان:
تصادف وجود عم عبد الملك فى منزل صديق له بالسودان ، وكان بمنزل الصديق فى تلك الليلة بعض من الرفاق جالسين يتسامرون وكان من بين الجالسين رجل ذا حيلة وقد جنده الشيطان لأعماله ، وكان يبهر الحاضرون بأعمال خارقة ، ومن بين حيله التى صنعها قال للأخرين "أنا مستعد الآن أن أحضر لكم شيئا كل واحد من منزله ".
وإبتدأ يسأله الحاضرون واحدا فواحدا ، وكان بالفعل يحضر لكل ما يريده من منزله ، كل ذلك وعم عبد الملك محتفظ بهدوءه ، والباقون يضحكون ويصيحون ثم جاء دور عم عبد الملك ، وسأل الرجل ماذا تريد من منزلك وأنا أحضره لك فى لحظة على المنضدة مثل الباقين ، فرد عليه عم عبد الملك فى أدب جم وتواضع "أشكرك أنا لا أريد شيئا" . فألح الرجل وقد شجعه الشيطان وكـأنه يريد إحراج عم عبد الملك "لازم تطلب" فقال عم عبد الملك "لا لزوم للاحراج" فزاد الرجل تشبثا وتمسكا ولما زاد فى إلحاحه ، قال عم عبد الملك فى هدوء شديد "إن إستطعت إحضر لى كتاب صغيرا تحت الوسادة فى حجرتى". وكان هذا كتاب صلوات الأجبية فغاب الرجل أكثر من المعتاد والحاضرون ينتظرون كما فى المرات السابقة ، وطالت فترة الانتظار والعيون شاخصة ترى لماذا خاب هذه المرة؟!!
ثم أفاق الرجل ليقول ، لا أستطيع أن أحضر لك هذا ولكن إسأل شيئا أخر ، فإمتلأ الجميع دهشة وإعتراهم خوف ترى ما هذا الذى لم يستطع الشيطان الاقتراب منه وكانوا يسألون عم عبد الملك والرجل يجيبهم ببساطة وإتضاع ، إنها الحجرة التى يصلى فيها وهذا كتاب الصلوات والشياطين تخاف من الصلاة وتهرب من علامة الصليب.
قصة واقعية عن الأسرار:-
حدثنى عم عبد الملك أنه كان يعرف كاهنا بالريف قديسا ومملوءا من ثمر الروح وشهد عم عبد الملك أنه فى أثناء تقديس الأسرار جاء من يخبره بأن أحد الأباء سيسافر الى القدس ، فسأله الكاهن الشيخ لماذا يا إبنى فقال ليرى نور المسيح فطلب الأب الكاهن الى الشماس فأعطاه شمعة مطفأة ورفع اللفافة عن الكأس وقرب الشمعة من الكأس فأضاءت فدفعها الى الشماس قائلا هذا هو نور المسيح الذى هو معنا كل يوم على المذبح.
كان عم عبد الملك يحتفظ فى ذاكرته بتذكارات لأبرار كثيرين مثل هذا الكاهن عايشهم وأحبهم ونهج على حياتهم محبا للقداسة بعيدا عن الهزل والكلام العالمى . لم ير قط فى مجلس مستهزئين ولم يسمع عنه أنه ذم إنسان فى حياته .. لقد كانت حياته مجملة بفضائل كثيرة شهد بها جميع من عرفوه.
أخيرا بعد أن أكمل سعيه الصالح رقد فى الرب فى شيخوخة صالحة ، بدون مرض ، إنتقل هكذا بسلام وهدوء وطمأنينة وإنضم الى الأحضان الأبوية لينعم الى كمال الدهور.

صلاة هذا البار فلتكن معنا ..آمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
....قديس معاصر......
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قديس لم يتكلم
» يوم مع قديس جديد (متجدد)...!!!
» نبذة عن حياة قديس اليوم أنبا ميخائيل مطران أسيوط

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شات دم المسيح الحر :: سير القديسن والاباء-
انتقل الى: