حديث حّب بين
إبن
وأباه السماوي ...
أبي وربي
أطلب منك أن
تسمح لي أن
أكلمك وأتحدث
إليك وتقبل أن
تسمعني، فأنت
خالقي وليس
لي سواك
أنا معك دائما، أسمعك قبل أن تتكلم وقبل
أن تناديني أستجيب لك
ربّي العظيم
لا أعرف كيف أشكرك ...
أشكرك لأنك رضيت
أن تأتي إليّ...
وتسكن فيَ... في داخلي،
لتعرفني بك...
لماذا فعلت هذا؟
لأنك إبني ...
وأريدك أن ترجع لي ... إلى حضني ...
كيف أرى إبني مريض ومجروح ولا أشفيه ...
حتى لو كان ثمن هذا الدواء ... دمي وحياتي
أنا يا رب أحبك كثيرا َ
أشكرك كثيرا لأنك خلقتني ...
لكي أعرفك وأحبك وأعيش معك
ولكني تأخرت كثيرا في معرفتك...
وعشت كثيرا بعيدا عنك ...
إبني
أنا كنت دائما معك
أرعاك وأحفظك...
أنقذك وقت الشدة
لم أبعد عنك أبدا
ولكن يا رب أنا كنت إنسان ميت ...
لي عينان ترى السماء والأرض وكل شئ
ولكنها كانت عمياء عنك
كنت أسمع ماحولي من أصوات ...
ولكن صوتك كان بعيدا عني...
وهبت قلبي ومشاعري لحب الناس
والعالم ولكنه كان ميتا عنك ...
آه يا ربي
لماذا لم أدركك من قبل ؟ كنت أشعر أن
هناك يداَ تنقذني من المصاعب ...
وأن هناك قوة تنتشلني من الضيقات...
ولكن لم أعرف أنها
يدك أنت ...
لقد كنت دائما معك ... أهيئ لك الطريق كي تعرفني
وتشعر بي
حتى متى رأيتني
تدرك أني
أنا معك منذ البدء وإلى الأبد عيني عليك
عيناك يارب ...
ما أجملها ... ما أبهاها ...
عيناك هذه كلها حب ... كلها حنان ...
إنها نور...
وهذه الدموع التي في عينيك ...
لا أنساها ... لن أنساها ...
سامحني عليها ...
أرجوك يارب
لا تغفل عيناك عني
أنا معك دائما...أرى كل ما بداخلك
أسمع كل ما تقول
صحيح يا رب تسمع كل ما أقول...؟!
نعم يارب ... أريدك أن تسمع صوت قلبي ...
قلبي يريدك أنت...
يشتهيك أنت ... يهفو إليك أنت
لا تتركني أبدا
أنا معك دائما أحفظك بيميني
ما أحنّى يمينك هذه يارب
يداك هذه لن اتركها ابدا ...
إنها رحيمتان ...
إنها أرحم مافي الوجود ...
فقط قل لي ماذا افعل ...
أريدك ان تسمع دائما
لصوتي...
وتتبع خطواتي.
صوتك يارب...
وكيف لا اسمعه ...
إنه أعذب ما سمعت...
إني أرتاح دائما لسماع صوتك...
إسمعني صوتك يا أبي دائما ... وقدني معك في الطريق ...
فمعاك لا أريد شيئا على الأرض
أنت إبني الحبيب ... وأريدك دائما معي
في ملكوتي ... في حضني ...فلا تخن حبي لك
واثبت في الطريق
أنت يا أبي أحب ما في حياتي... ولن أتركك أبدا...
وكل أملي أن أكون معك
ولا يهمني ما ستكافئني به... وما أفضل منك أنت ... انت مكافئتي ...
أنت كل ما أريد
وكيف اخونك؟
كيف أخون الجراح والدم الذي سفك من أجلي ...
لا تتركني للأعداء... لا تتركني للضيقات... أنت تعرف ضعفاتي ...
شدّدني ... قويني ... بدونك لا أستطيع أن أفعل شئ .
ساعدني أن أوفي بعهودي لك ... وأن أعيش لك...
لا اعرف ماذا اهديك وكيف أوفيك ....
أنا لا أريد شئ فقط أعطيني قلبك
قلبي ... أنت تعرف يارب أن قلبي كله لك ،
فقط طهره ونقيه
وسامحني على كل ما سببته لك من جراح
لقد جرحت قلبك الحبيب ،
وصلبتك ...
وطعنتك ....
وألبستك تاج الشوك،
ولكنك سامحتني
وشفيتني
جعلتني ألمس جروحك
وأرى دموعك
وعلمتني معنى الحب
لا تتركني أبدا َ
وهذه حياتي كلها لك...
احفظها عندك
فأنت أبي..
فرحـي وبهجتـي ....
كنـزي وجوهـرتي ..
فردوسي وشجرة حياتي
إكليل رأسي وفخري...
سلاحي وخوذة نصري
ملجـأي والمقاتل عني
معلمـي ومرشـدي ..
راعـّي ومدبر حيـاتي
طريـق وباب مـنزلي
وحتى لا أكثر الكـلام
أنت لي كــل شــئ