شات دم المسيح الحر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شــ،،ــاتـ ومـ،ــنـ،،ـتـ،ـدى دم الـ،،ـمــســ،،ـيــح الـ،ـحـ،ـر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تأملات فى سفر نشيد الأنشاد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مارينا
نائب مدير
مارينا


عدد المساهمات : 2066
نقاط : 5492
تاريخ التسجيل : 29/03/2011
العمر : 38

تأملات فى سفر نشيد الأنشاد  Empty
مُساهمةموضوع: تأملات فى سفر نشيد الأنشاد    تأملات فى سفر نشيد الأنشاد  Icon_minitimeالسبت مايو 07, 2011 10:55 pm

يكثر الجدل حول سفر نشيد الأنشاد ، نشيد الحب الإلهى و يرى البعض أنه سفر معثر جنسى وهى اتهامات باطلة
و إليكم هذه التأملات فى سفر النشيد انيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة و مطروح و الخمس مدن الغربية

أولا : كيف نظرت الكنيسة اليهودية والكنيسة المسيحية لسفر نشيد الأناشيد ?

كتب هذا السفر سليمان الملك الحكيم فى أواخر حياته
وسفر الأمثال هو السفر الأول الذى كتبه سليمان يعلمنا كيف نقمع الشهوات الجسدية و الخطايا
السفر الثانى وهو الجامعة يعلمنا أن كل شىء تحت الشمس هو باطل الأباطيل
السفر الثالث هو سفر نشيد الأناشيد فمن خلاله نتأمل فى الأمور السمائية
كما كتب سليمان سفر الحكمة من الأسفار القانونية التى حذفها البروتستانت
فعندما أدرك سليمان الحكيم أن كل شىء باطل الأباطيل دون لنا سفر الجامعة
و عندما تلامس مع الحياة السماوية دون لنا سفر النشيد
وبينما نرى فى سفر الجامعة النفس التى لا تشبع من المعرفة " فى كثرة المعرفة كثرة الغم و الذى يزيد علما يزيد حزنا "جا 18، فإننا نرى فى سفر النشيد النفس التى تشبع و تستريح بالحب الإلهى ، و لم يحو هذا السفر وصايا و لا تعاليم إنما يحوى سر الحب الأبدى بين العريس السمائى و عروسه فيقول نيافة المتنيح الأنبا يوأنس أسقف الغربية " إنه نشيد النفس الذى ترنم به إلى الأبد حين تدخل إلى حضرة عريسها فى السماء لتحيا حياة التسبيح الدائم "
و بينما تكلم سليمان بأمثال و أناشيد عديدة فإن هذا السفر هو أجمل الأناشيد و يرى البعض أنه قدس أقداس الوحى فقيل عن هذا السفر فى اليهودية
" الكتاب المقدس كله مقدس أما سفر نشيد الأناشيد فهو أقدس الأسفار "
و جاء فى الترجوم اليهودى " الأناشيد و المدائح التى نطق بها سليمان ملك اسرائيل بالروح القدس رنمت عشرة أناشيد أما هذا النشيد فهو أفضل الكل"
و جاء فى المدراش ( و هى درراسات يهودية فى الكتلب المقدس) أن " نشيد الأناشيد هو أسمى جميع الأناشيد قدمت لله الذى سيحل بالروح القدس علينا ، إنه النشيد الذى فيه يمتدحنا الله و نحن نمتدحه "
و دعى العلامة أوريجانوس هذا السفر بـ " سفر البالغين " فالذى يقرأه لا يقف عند حد الحروف و الكلمات إنما يجب أن ينطلق إلى ما هو وراء الحروف و الكلمات
و يقول القديس غريغوريوس أسقف نصيص " إننى أتحدث عن سفر نشيد الأناشيد معكم أنتم جميعا يا من تحولتم إلى ما هو إلهى ، تعالوا ادخلوا حجرته الزيجية غير الفاسدة يا من لبستم ثوب أفكار النقاوة و الطهارة الأبيض ، فإن البعض لا يرتدى ثوب الضمير النقى اللائق بعروس إلهية فيرتكبون بأفكارهم الذاتية و يحدرون كلمات العريس النقية إلى مستوى اللذات البهيمية و هكذا يبتلعون فى خيالات مشينة"


ثانيا : لماذا نرفض الأخذ بالآراء التى أخذت بالتفسير الحرفى و ادعت أن السفر يعبر عن قصة حب طبيعى أو زواج ، أو قصة عشق أو غزل فاضح :




1ـ لو كان السفر يعبر عن قصة زفاف فأين دور الأب فبينما ظهرت الأم (4:3 ،1:8 ) و ظهر الإخوة و الأخوات ( 1 : 6 ، 8 : 8 ) فإننا لا نجد أى إشارة للأب مع أهمية دور الأب فى الزفاف فى منطقة الشرق .

2ـ هناك عبارات عديدة تتعارض مع الحب الطبيعى أو العشق الجسدى ، فالحب فى سفر النشيد بعيد كل البعد عن الحب الجنسى ، لأن الحب الجنسى يتميز بالغيرة و لا يقبل معه شريكا قط ، بينما نجد عروس النشيد لا تشوبها هذه الغيرة ففى فاتحة السفر تقول :
"ليقبلنى قبلات فمه لأن حبك أطيب من الخمر"1 :1
فهل يعقل أن العروس تنظر إلى عريسها و تقول له حبك أطيب من الخمر و فى نفس الوقت تطلب قبلات آخر " ليقبلنى بقبلات فمه " ، أليست هذه هى النفس البشرية التىتخاطب عريسها السماوى يسوع المسيح الذى خطبها بدمه الثمين و تطلب قبلات الآب
و تقول العروس لعريسها :
"لرائحة أدهانك الطيبة اسمك دهن مهراق ، لذلك أحبتك العذارى "(1 :2)
فأى عروس هذه التى تفخر بمحبة الأخريات لعريسها ، بينما العروس تغار غيرة مرة من أى فتاة تنافسها على محبة العريس ، كل عروس تريد أن يكون العريس ملكا لها فقط ، أما النفس البشرية فإنها تسر بمحبة المؤمنين لعريسها وإلهها...
ثم تقول له :
" اجذبنى وراءك فنجرى "1 : 4
فكيف تطلب العروس من عريسها أن يجذبها و عندما يجذبها لا تختلى به وحدها إنما تطلب أن يكون معها بقية العذارى الحكيمات
و بصيغة الجمع و روح الجماعة تظل العروس تناجى عريسها
"نبتهج و نفرح بك . نذكر حبك أكثر من الخمر . بالحق يحبونك" 1 : 4
كما تقول "أحلفكن يا بنات أورشليم بالظباء و بأيائل الحقل ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء" 3 : 5فهى لم تغر من العذارى بنات أورشليم السمائية و لا تحتد عليهن و لا تزجرهن بعيدا عن حبيبها إنما تشعر أنهن شركاء معها فى حب العريس السمائى

3ـ الصفات التى خلعها العريس على عروسه لا يمكن أن ترضى أى فتاة و من هذه الصفات
" شبهتك يا حبيبتى بفرس فى مركبات فرعون" 1 :13
" شعرك كقطيع المعز فى جلعاد . أسنانك كقطيع نعاج" 6 : 5 ـ 6
"عنقك كبرج داود المبنى للأسلحة . ألف مجن علق عليه كلها أتراس الجبابرة" 4 : 4
" مرهبة كجيش بألوية " 6 : 4
" عيناك كالبرك فى حشبون ... أنفك كبرج لبنان الناظر تجاه دمشق " 7 : 4
فالفتاة التى تتميز بالرقة كيف تقبل أن يشبهها عريسها بفرس فى مركبات فرعون بدلا من أن يشبهها بحمامة أو يمامة أو عصفورة أو غزال
و كيف تقبل أن يقول عنها حبيبها أنها مرهبة و مخيفة مثل جيش عظيم مكون من عدة لواءات
و كيف تقبل وصف حبيبها بأن شعرها كقطيع الماعز وأسنانها كقطيع النعاج و عنقها كبرج داود و عيناها كالبرك و أنفها كبرج لبنان
بينما نجد هذه الصفات تنطبق على النفس البشرية أو الكنيسة فى قوتها و عظمتها فهى ترهب الشياطين



ثالثا : التفسير الرمزى

يجب أن يفسر سفر النشيد تفسيرا رمزيا ، و التفسير الرمزى type بمعنى شكل أو نمط من الكلمة اليونانية typos أى نموذج و الكلمة المرتبطة بها antitype أو antitypas أى المطابقة مع شىء سابق ، و هناك التفسير المجازى allegory و قد أتت من كلمتين يونانيتين هما allos أى آخر ، و agoreyo أى يتكلم أو يعلق و معنى المجاز أنك تقول شيئا و تقصد شيئا آ خر ، و يستخدم التفسير المجازى فى الحقائق الروحية العميقة و لا يصلح فى تفسير الحقائق التاريخية .
و الفارق بين التفسير الرمزى و التفسير المجازى ، أن التفسير الرمزى يقر بصحة قصص العهد القديم و يربطها بتعاليم العهد الجديد ، بينما التفسير المجازى يركز على المعنى الخفى أو الروحى
و المعنى الذى قصده الله من نشيد الأنشاد هو المعنى الروحى أو المجازى . أما أولئك الذين يتوقفون عند حد المعنى الحرفىللنص و لا يدركون شيئا من المعنى الروحى فإنهم يقرأون شيئا يشير للحب الطبيعى فقط و لا يجدون شيئا فيه فائدة لنفوسهم ، إنه سفر النفوس الكاملة.
و يقول قداسة البابا شنودة عن هذا السفر :"الروحيون يقرأون هذا السفر فيزدادون محبة لله أما الجسدانيون فيحتاجون فى قراءته إلى مرشد لئلا يسيئوا فهمه و يخرجون عن معناه السامى إلى معان عالمية ... هذا السفر هو سفر الحب نفهم منه أن الله منذ القديم كان يريد أن تكون العلاقة بيننا و بينه هى علاقة حب .. سفر التشيد يتحدث عن المحبة الكائنة بين الله و النفس البشرية أو بين الله و الكنيسة فى صورة الحب الكائن بين العريس و عروسه .. و لكى نفهم سفر النشيد لابد أن نفهمه بطريقة رمزية و ليس بتفسير حرفى إن التفسير الحرفى لسفر النشيد بمفهوم جسدانى هو تفسير منفر و لا يتفق مع روح الوحى و لا مع مدلول الألفاظ و هذا السفر لا يصلح إلا للمتعمقين فى الروح الذين لهم عمق فى التأمل و الذين لا يأخذون الألفاظ بفهم سطحى إنه ليس للمبتدئين بل للناضجين و قديما لم يكن أحد يقرأه إلا بإذن أو بإشراف أبيه الروحى ".
و قد فسر اليهود سفر النشيد على أساس أنه علاقة بين يهوة و شعبه المحبوب إسرائيل و ساعدهم فى هذا التفسير و ضوح هذا المعنى فى مواضع عديدة بالعهد القديم

و قد فسر المسيحيون السفر بثلاثة طرق:ــ1ـ أن العذراء القديسة مريم هى عروس النشيد و أخذ بهذا التفسير بعض الآباء مثل القديس أمبروسيوس و هناك بعض الآيات التى ساعدت فى هذا التفسير مثل قول العريس "كالسوسنة بين الشوك كذلك حبيبتى بين البنات "2:2 و " هن ستون ملكة و ثمانون سرية وعذارى بلا عدد . واحدة هى حمامتى كاملتى . الوحيدة لأنها عقيلة والدتها هى . رأتها البنات فطوبنها ، الملكات و السرارى فمدحنها" 6 :8 ،9 2ـ أن عروس النشيد هى كنيسة العهد الجديد التى اقتناها الله بدمه و من الذين أخذوا بهذا التفسير العلامة أوريجانوس و القديس أوغسطينوس .
3ـ أن عروس النشيد هى النفس البشرية التى من أجلها سفك ابن الله دمه ، و من الذين أخذوا بهذا التفسير القديس أثناسيوس و فم الذهب و غريغوريوس أسقف نيصص و أيضا القديس أوغسطينوس و العلامة أوريجانوس

و مما يشجعنا على التفسير الرمزى لهذا السفر ما يلى


1ـ أن لله استخدم لغتنا البشرية فى التعبير عن الأمور الروحية العميقة ، و حتى لا يكون غريبا عنا ، فعندما صور الكتاب الله على أنه يحزن و يندم و يغضب و يفرح .. فذلك لكيما ينقل لنا مشاعر الله بينما اللاهوت منزه عن الانفعالات البشرية ، و عندما يقول الكتلب " عرش الله " فهو تعبير عن ملك الله بينما الله غير محدود و لا بحده عرش مهما عظم كما استخدم الوحى أعضاء الجسد لتوضيح بعض المعانى الروحية ، ومن أمثلة ذلك :

ـ الرأس : تشير للحكمة كما قال سليمان " الحكمة هى الرأس فاقتن الحكمة و بكل مقتناك اقتن الفهم .... تعطى رأسك إكليل نعمة . تاج جمال تمنحك" أم 4 : 7 ـ 9

ـ الشعر : يشير للعناية الإلهية " و أما أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة " مت 10 :30

ـ العينان :
تشيران للعناية " عينا الرب نحو الصديقين و أذناه إلى صراخهم " مز 34 : 15
و أيضا تشير للبصيرة الروحية " و نعلم أن ابن الله قد جاء و أعطانا بصيرة لنعرف الحق " 1 يو 5 :20

ـ الخد تحت النقاب : يشير للبهاء فعندما نزل موسى من الجبل لم يكن يعلم "أن جلد وجهه صار يلمع فجعل على وجهه برقعا ، و عندما كان يدخل إلى الرب يرفع البرقع . و عندما يخرج ليكلم الشعب كان يضع البرقع " خر 34 : 29 ـ

ـ الفم : يرمز للأقوال " لتكن أقوال فمى و فكر قلبى مرضية أمامك " مز 19 : 14

ـ الشفتان ترمزان للتسبيح " فلنقدم به كل حين ذبيحة التسبيح أى ثمر شفاه معترفة باسمه "عب 13 : 15

ـ الأسنان :
تشير إلى هضم كلام الله " وجد كلامك فأكلته فكان كلامك لى للفرح و لبهجة قلبى لأننى دعيت باسمك يا رب إله الجنود "أر 15 : 16

ـ العنق : يرمز إلىحمل النير " احملوا نيرى عليكم لأن نيرى هين وحملى خفيف " مت 11 : 29 ، 30

ـ الثديان : يرمزان إلى كلمة الله عبر العهدين القديم و الجديد " لكى ترضعوا و تشبعوا من ثديى تعزيتها " أش 69 : 11و بالنسبة لسفر النشيد فإن الثديين يشيران إلى الناموس و الأنبياء ، والثديان يشيران لبركات الرضاعة كما قال أبونا يعقوب لابنه يوسف " بركات الثديين و الرحم " أى بركات الرضاعة و الولادة ، و قالت امرأة للسيد المسيح " طوبى للبطن التى حملتك و للثديين الذين رضعتهما " لو 11 : 27
كما أن الثديين يشيران للاطمئنان " أنت جذبتنى من البطن جعلتنى مطمئنا على ثديى أمى " مز 22 : 6و الأم هى الكنيسة التى ترضع أبناءها الإيمان الحقيقى اللبن عديم الغش ، و من يخطف الطفل عن ثديى أمه يحكم عليه بالموت " يخطفون اليتيم عن الثدى " أى 24 :

ـ البطن : تشير للأمور الباطنية " لكى يعطيكم بحسب غنى مجده و أن تتأيدوا بالقوة بروحه فى الإنسان الباطن " أف 3 : 16


ـ السرة : ترمز للفطام الروحى " أما ميلادك يوم ولدت فلم تقطع سرتك " حز 16 : 4 أى محكوم عليك بالموت

ـ دوائر الفخذين : أى مفاصل الفخذين ، و تشير لرباط الوحدة ، فالمفاصل هى التى تربط أعضاء الجسم معا " ننمو فى كل شىء إلى ذلك الذى هو الرأس المسيح ، الذى منه كل الجسد مركبا معا و مقترنا بمؤازرة كل مفصل " أف 4 : 15 : 16

ـ الرجلان تشيران للسعى فى طريق الخدمة " حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام " أف 6 : 15

الوجه الآخر للعملة

لماذا أقبل بالتفسير الحرفي


حسب ما يعلمنا الكتاب المقدس أن المؤمن يفعل كل شيء لمجد الله حتى إن كنا نأكل أو نشرب أو نفعل أي شيء (1كو 31:10)، والكتاب المقدس يتعامل مع الجنس في أماكن كثير مثل تكوين 24:4 (يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الإثنان جسدا واحداً" هذه الوحدة جسدية وليست روحية لأن الرسول بولس يقول في 1كو 16:6 إن من ألتصق بزانية هو جسد واحد. وطبعا لا يقصد بولس الرسول الوحدة الروحية بين الزاني والزانية. وفي 1كو 3:7 يوصي الرسول بول الرجل بأن يعطي المرأة حقها الواجب وكذلك المرأة أيضا الرجل، وهو هنا أيضا يتكلم عن العلاقة الجنسية.

إن الكتاب المقدس يخبرنا أن كل شيء خلقه الله جيد إذا تم استخدامه بصورة سليمة، بالتالي الكتاب لم يدين الجنس لكنه أدان الزنا، ويعلمنا الكتاب أن الكتاب كله صالح للتعليم... لكي يكون الإنسان كامل ومتأهب لكل عمل صالح.
أليس من الغريب والجنس يشغل مساحة هامة في حياة الإنسان مؤمن أو غير مؤمن أن يترك الله الأمر هكذا دون أي تعليق (إذا أخذنا بالتفسيرات الرمزية والمجازية). ربما بعضنا متزوجون أو على الأقل نقرأ، إن معظم مشاكل الزواج سببها الأساسي العلاقة الجنسية. ومن لا يعرف هذا فليسأل أي راعي أو "أب أعتراف" عن أهم أسباب الخلافات الزوجية فسيج أن هذا منشأها. أليس الأمر غريبا أن لا يكلمنا الله إطلاقا عن الأمر.

أما فكرة أن الجنس أمر دنيوي وجسداني والله لا يتكلم فيه فهي فكرة لا يحق لأي شخص أن يقولها أو تقبل منه ما لم تكن على أسس كتابية، فالإنسان ليس في موضع يقول لله ماذا يمكنه أن يكتب أو لا يكتب "ما أبعد أحكامه عن الفحص" فلو كان هناك شخص في موقع سلطة ليحدد الأسلوب الذي يمكن أن يتكلم به الله فيمكن في هذه الحال أن نسمع له.

الكتاب المقدس يقدم لنا علاقة الزواج على أنه عهد بين شخصين (حتى في العهد القيدم)، وسقوط الإنسان وخطيته هي التي جعلت من خليقة الله الجيدة أمر غير جيد. لاحظوا أن أول إشارة لعلاقة الوحدة الجسدية كانت قبل السقوط في تكوين 2.
فما الذي يقدمه لنا سفر النشيد وكيف نرد على الأسئلة التي أثارتها الأخت نوشا.
السفر نفسه يقسم إلى مقاطع

1- بداية الحب إصحاحات من 1 إلى 6:3
2- الوحدة في هذا الحب 6:3 – 2:5
3- الصراع في هذا الحب 2:5 - 11:7
4- نمو الحب زنضوجه 11:7 – 14:8


ويقدم السفر هذه الأقسام الأربعة مرتبطة بمواضيع كما ترتبط بأماكن

1- مجلس الملك
2- العُرس
3- مشاكل الزواج
4- نمو في العلاقة وتغلب على المشاكل.


أما الأسئلة أو "أشباه" المشاكل التي وضعتها نوشا فبعضها ناجم عن رأي مسبق للحكم على النشيد والأخر عن سوء قراءة.
1- دور الأب: أفضل ما يقال عن هذا البرهان أنه برهان من السكوت، فعدم وجود دور الأب لا علاقة له بهدف السفر. والسؤال كما طرح يحوي جملة غريبة "مه أهمية دور الأب في منطقة الشرق الأوسط" فهل نحن نفهم ما كتبه سليمان بالروح بناء على ثقافة الشرق الأوسط
2- عدم وجود الغيرة "هلي يعقل أ، العروس ... تطلب قبلات آخر" هذه الجملة أو مفهومها لا وجود له في سفر النشيد كله، فكل السفر علاقة بين شخصين فقط، علاقة تنتهي بالوحدة، وهي علاقة أبدية حتى مع وجود المشاكل. فلا يوجد في النشيد كله قصة مشاركة الأخر. أما ما يقوله النشيد لذلك أحبتك العذراى، فالنتيجة عكس ما يصل لها المقال. إذا كان نصف العالم يحب من أحب فهذا يسيد سعادتي لفوزي به دون سواي، وهذا ليس دافع للغيرة إلا إذا كانت الثقة منعدمة بين الحبيبين.
3- الصفات التي خلعها العريس على عروسة لا ترضي أي فتاة: طبعا لا ترضي فتاة تعيش في القرن الواحد والعشرين، ففتاة القرن الحالي ترضيها كلمات مثل "رمش عينه إللي جرحني" و "رومشه إللي بيفرش على ميت فدان"، إن سفر النشيد عبر عنه أو كتب بلغة عصره وليس بلغة القرن الحالي. ولا أعتقد أن صور الغزل التي نستخدمها اليوم مثل "يا رموش قتالة وجارح" سترضي إمرأة في عصر أخر أو زمن أخر. ورغم ذلك فما زالت بعض الضفات المستخدمة في النشيد تستخدم حتى اليوم، مع إختلاف أسلوب وهدف الإستخدام. مثل كلمة "فرس". ولا أفهم كيف بمن ترضى أن تكون عيونها وسع عيون البقر، أو قوامها زي شجر أو غصن، أو رمشها يوقع ألف قتيل،... إلى أخر الصفات التي تستخدم اليوم تعترض على ما كتب قبل عصرها بثلاثة آلاف عام.

لماذا لا أقبل بالتفسير الرمزي
أولا التفسير الرمزي ينطلق من نقطة غير كتابية وهي أن الجنس أمر شرير وخطية. بينما حسب الكتاب الجنس مثله مثل كل ما صنع الله جدي إذا كان في موضعه.
ثانيا: لا توجد هناك أي مرجعية للمدرسة الرمزية أو المجازية ولا يوجد هناك أدنى إتفاق على ما تعنيه الكلمات، فارجلان قد تشيران للسعي في الخدمة، أو لحمل الجسد، أو أنهما الأثاث الثابت الذي نقف عليه، أو أي شيء أخر يريده المفسر الرمزي. وكما قالت نوشا فالسفر تم تفسيره على أنه يتكلم عن آمة إسرائيل، الكنيسة، القديسة مريم، المؤمن،...
ثالثا: الإعتراضات التي نشأت من رافضي التفسير الحرفي مرجعها ثقافتهم الخاصة وليس الكتاب المقدس. ويفترضون فصلا بين الروح والجسد يختلف تماما عما يتكلم عنه الكتاب المقدس. فحسب الرسول بولس " 1كو 10: 31 "فاذا كنتم تأكلون او تشربون او تفعلون شيئا فافعلوا كل شيء لمجد الله." فهل تفعلون شيئا و كل شيء تشمل الجنس أيضا بالطبع وإلا فسيكون هذا الجزء من حياة المؤمن يصنع لغير مجد الله، إما للمجد الشخصي أو لمجد الشيطان نفسه. فهل فعلا يريد البعض أن يقترحوا أن هناك جوانب من حياة المؤمن يتم فيها إستبعاد الله كلياً
أخيرا فهم لغة هذا السفر كما هو علاقة حب بين شخصين تنتهي بزواج أبدي، قائم على علاقة مشتركة، حتى مع وجود المشاكل. يساعد في فهم مقاطع أخرى من الكتاب ربما يجد أصحاب المدرسة الرمزية والمجازية صعوبة في تفسيرها. فمثلا في كلام نوشا قالت أن الثديان يرمزان إلى كلمة الله عبر العهدين القديم والجديد. فلو أخدنا هذا الرمز على أنه صحيح فكيف يمكننا أن نفهم حزقيال 23 "هناك دغدغت ثديهما" أو "لأجل ثديي صباك".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تأملات فى سفر نشيد الأنشاد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تأملات فى سفر راعوث
» يوصوص من الشبابيك - سفر نشيد الاناشيد الأنبا يوأنس
» تأملات فى اسبوع الالام 8 - 4 - 2009 (العظة + الاسئلة)
» تأملات فى سفر أيوب الاصحاح الاول الجزء الثانى
» شماله تحت رأسي، و يمينه تعانقني - سفر نشيد الاناشيد الأنبا يوأنس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شات دم المسيح الحر :: الكتاب المقدس :: تفسير العهد القديم-
انتقل الى: