التأمل فى المذمور الاول من المذامير فى العهد القديم
كاتب الموضوع
رسالة
مارينا نائب مدير
عدد المساهمات : 2066 نقاط : 5492 تاريخ التسجيل : 29/03/2011 العمر : 38
موضوع: التأمل فى المذمور الاول من المذامير فى العهد القديم الجمعة مايو 06, 2011 8:48 pm
سلام ونعمة:// فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه، التي تعطي ثمرها في أوانه، وورقها لا يذبل. وكل ما يصنعه ينجح ( مز 1: 3 ) كاتب المزمور الأول، يطوِّب الرجل الذي في ناموس الرب مسرته، ويلهج فيه نهارًا وليلاً، مُشبهًا إياه بشجرة مغروسة عند مجاري المياه، مُظهرًا تأثير ذلك في حياته في ثلاث دوائر مختلفة، وهي:
أولاً. تعطي ثمرها في أوانه: (المواقف المختلفة).
تكون هذه الشجرة مُثمرة وليست عقيمة، لأنها تستمد حاجتها من المياه، وبهذا تستمد غذائها من عناصر التربة، لذلك تعطي ثمرها في أوانه، لا تتأخر عن الإثمار. والثمر دليل الحياة الروحية الصحيحة، المُشبَّعة بالماء الحي ـ أي بكلمة الله.
وكل ذلك نتيجة عمل الروح القدس المُثمر في حياة المؤمن ( غل 5: 22 ، 23)، ففي كل موقف تظهر الصفة المناسبة من الثمر، ففي وقت الهم نجد التعزية، وإزاء العداوة نجد المحبة، وخلال التجربة نجد الفرح، وهكذا نجد في يوسف مثالاً للتعفف إزاء النجاسة، وفي أبرام السلام وقت المخاصمة، وفي موسى طول الأناة وقت التذمر.
ثانيًا: ورقها لا يذبل: (طول الحياة).
وهذا يحمل معنى النضارة المستمرة، فأوراقها ناضرة، مُريحة للأعين طوال حياتها بخضرتها، وهكذا يكون هذا الرجل، في نضارة روحية مستمرة «يكونون دِسامًا وخُصرًا» ( مز 92: 14 )، فلا ذبول ولا خنوع ولا انحناء أمام المصاعب، ولا استسلام للأحزان أو الظروف الصعبة، كما قيل عن موسى «لم تكِلّ عينُه ولا ذهبت نضارته» ( تث 34: 7 )، فالمؤمن لا يشيخ، ولا يُحال إلى المعاش، كما قال كالب ليشوع عندما كان عمره 85 سنة، مُقارنًا نفسه عندما كان عمره 40 سنة: «فلم أَزَل اليوم مُتشددًا كما في يوم أرسلني موسى. كما كانت قوتي حينئذٍ، هكذا قوتي الآن» ( يش 14: 11 ).
ثالثًا: كل ما يصنعه ينجح: (كل أعماله). [img][/img] نجد أن كلمة «كل» كلمة مُطلقة، مرتبطة بكل ما تمتد إليه يد هذا الرجل، فالنجاح حليفه دائمًا، لأنه يستمد أفكاره ومبادئه من مجاري كلمة الله، لذلك لا مجال للفشل أو السقوط، لقد أوصى الرب يشوع بحفظ الشريعة قائلاً له: «لا تَمِل عنها يمينًا ولا شمالاً لكي تُفلح حيثما تذهب» ( يش 1: 7 ). فعندما نعمل ونحن خاضعين لكلمة الرب، لا نفشل
التأمل فى المذمور الاول من المذامير فى العهد القديم