مارينا نائب مدير
عدد المساهمات : 2066 نقاط : 5492 تاريخ التسجيل : 29/03/2011 العمر : 38
| موضوع: ...يهوديت.... الخميس مايو 05, 2011 6:44 pm | |
| تمثل يهوديت النفس البشرية الغيورة ، التى تغير لمجد الرب ، و تستمد منه القوة و الحكمة لمواجهة قوى الشر ، فقد قطعت رأس الشر و هزمت الشيطان فى عقر داره .
كما يمثل سفر يهوديت الإنتماء ، إنتماء العضو لبقية الجسد ، و إنتماء الشخص للوطن و الكنيسة و شعوره بالمسئولية من نحو الآخرين و الوطن .. فالسفر مملوء بالحماس الدينى و الوطنى و مليء بالمشاعر الروحية الجياشة .
أما يهوديت نفسها فهى إمرأة ذات صفات يندر وجودها مجتمعة فى شخصية واحدة – فقد تحلت بالفضائل الروحية و المقومات الهامة للشخصية الروحية و الوطنية .. فقد جمعت بين الحكمة و اللياقة و بين الغنى و النسك و بين الشجاعة و الإتضاع .. و الجمال الجسدى و العفة .
ملخص سفر يهوديت:
نبوخذنصر الملك الأشورى ، بعدما أخضع بلاد مادى شرقا ً ، أرسل يطلب تأييد بلاد الغرب و مساندتهم ، و لكن الأخيرين سخروا من رسله ، و رفعوا راية العصيان ، فما كان منه إلاَ لأن حمل عليهم بجيش كالجراد ، و عتاد لا قبل لهم بمثله فإنتقم منهم شر نقمة ، و ذلك عن طريق ألو من ثم فقد أرسل إليه قواد المدن التى لم يصل إليها بعد بجيشه ، يترضَون وجهه معلنين طاعتهم و خضوعهم مقدمين المؤونه لجيش الجرار . إلاّ اليهود الذين رفضوا أن يندرجوا ضمن الخاضعين ، فلم يرسلوا معتذرين
كانت ( بيت فلوى ) هى الخط الأمامى لليهودية ، و كان أهلها قد تلقوا تعليمات من رئيس الكهنة فى أورشليم بأن يسدوا كل المنافذ التى يحتمل أن يتسلل العدو من خلالها ، كذلك فقد كانت جغرافية الأرض تجعل من إقتحام الأعداء للمدينة ، نوعا ً من المغامرة و المقامرة ، مما جعل أليفانا يقبل نصيحة الناصحين باللجوء إلى الحصار و قطع موارد الماء عن المدينة و ذلك بغية تحقيق هدفين أشار إليهما مشيرو أليفانا من جيران اليهود :
أولهما : تعُرض الشعب للجوع و العطش مما يدفعهم إلى الضغط على قادتهم بتسليم المدينة .
و ثانيهما : إجبارهم على إستهلاك نصيب الله من العشور و البكور مما يجلب غضبه عليهم فيسلمهم ليد أعدائهم .
و قد حدث بالفعل بعد مرور خمسة أسابيع من بدء الحصار ، أن نفذ الماء من المدينة و لاحت المجاعة بوجهها القاسى الكريه ، فلما هاج السكان على قادتهم الثلاثة هناك وعدوهم بتسليم المدينة.
هنا و تخترق يهوديت أحداث السفر ، و هى أرملة جميلة و غنية و مشهود لها بالتقوى من الجميع ، فقد سمعت بعزم الرؤساء على تسليم المدينة ، فجاءت توبخهم على تقلص ثقتهم فى الله ، و تطلب إليهم مهلة يصنع فيها الله خلاصا ً على يديها فوافقوها دون أن يعلموا خطتها
، و من ثم فقد قدمت صلاة طويلة فى مكان تعبدها فى علّية بيتها ، و بعد ذلك تزينت بكل ما تملك من مجوهرات كانت قد ألقتها جانبا ً منذ موت زوجها منسى ، و إنطلقت إلى باب المدينة ففتح لها الحراس الباب فخرجت مع جاريتها متجهة إلى معسكر الأعداء الذين بهرهم جمالها فأرسلوها إلى قائدهم كطلبها .
هناك سلبت عقل أليفانا لا سيما و قد خدعته بأن الشعب منهزم لا محالة و أنها إنما قد هربت إليه لتنجو من الهلاك المحقق ، و تشير عليه بما يجب أن يعمل ، و عليه أن ينتظر منها إشارة البدء و التى سوف تأخذها من الله ، لذلك فعليه أن يسمح لها بالخروج للصلاة ليلا ً و الإغتسال فى الماء.
و بعد ثلاثة أيام دعاها أليفانا إلى وليمته ، و بينما هو يفكر فيها بالشهوة كان الله يعد خلاصا ً لشعبه فى تلك الليلة ، حيث تثقّل بالشراب فسكر مثل الميت ، و لما تركه جنوده معها و خرجوا ، وجدت يهوديت أن اللحظة الحاسمة قد جاءت ، فاستنجدت بالله و جمعت أطراف شجاعتها ثم هوت بخنجر على عنقه مرتين فإنفصل رأسه عنه ، فأخذتها مرتجفة و وضعتها فى مذود طعامها و حملتها مع جاريتها و خرجت من المعسكر كعادتها فى كل ليلة فلم يعترضها أحد ، و لما وصلت إلى سور المدينة نادت على الحراس ففتحوا لها ، و صرخت فيهم معلنة أخبار النصرة | |
|