القديس لوقا الانجيلى

القديس لوقا هو أحد التلميذين اللذين التقيا بالرب يسوع بعد قيامته من بين الأموات وهما فى طريقهما الى القرية التى تسمى عمواس ، وقد تناول الطعام معهما وتحدث اليهما فى أقوال الكتب المقدسة التى أشارت اليه وأنبأت عنه.

وقيل فى سبب اهتدائه الى المسيح أنه سمع بأنباء ظهوره فى بلاد فلسطين وبأنه يشفى جميع الأمراض بغير دواء أو عقارفظن فى بادى الأمر ان ذلك وهم وخداع ، فقد الى حيث المسيح ليتحقق الخبر بنفسه ، فرأى السيد المسيح وأمن به وتتلمذ عليه وصار واحداً من السبعين تلميذاً.

كان القديس لوقا من أصل أممى وثنى ، وقال أوسابيوس القيصرى أنه كان من مدينة أنطاكية سورية وكذلك قال القديس إيرونيموس.
وأيا كان القول فهو من أصل يونانى لا يهودى ويشهد اسمه اليونانى عن أصله فهو باليونانية "لوكاس" وهو الأسم المختصر للاسم الكامل "لوكانوس" فقد وجد بهذة الصورة الأخيرة فى عنوان الأنجيل الثالث فى النصوص اللتينية القديمة وعلى توابيت من القرن الخامس فى أرليس.

وبعد صعود السيد المسيح له المجد لازم لوقا القديس بولس الرسول وصار مرافقاً له فى أسفاره ورحلاته كما يتضح من سفر أعمال الرسل فقد صحبه فى رحلته الثانية من ترواس الى ساموثراكى ونيابوليس ثم الى فيليى فى مقاطعة مكدونية وهى كولونية (سفر أعمال الرسل أصحاح 16 من اية 10 الى 17) ثم لازمه فى فيليبى ولكن بعد خروج القديس بولس الرسول من فيليبى بقى فيها القديس لوقا يبشر ويعلم نحو سبع سنين بدليل انه فى اصحاح 16 من سفر اعمال الرسل
كان القديس لوقا وهو كاتب هذا السفر يتكلم بصيغة الغائب الى ان عاد القديس بولس الى فيليبى ومن ثم رافقه القديس لوقا فى رحلته الثالثة الى اسوس وميتيلينى وساموس وميلتيس (سفر أعمال الرسل أصحاح 20 ومن اية 5 الى 16) وكوكس و رودس وباترا وصور وبتولمايس وقيصرية وأورشليم (سفر اعمال الرسل أصحاح 21 والايات من 1 الى 18) ثم ذهب معه الى روما (سفر أعمال الرسل أصحاح 27 اية 1 واصحاح 28 اية 16) وبقى معه كل المدة التى كان فيها القديس بولس الرسول مسجوناً سجنه الأول (كو 4 : 14 و 2 تيمو 4 : 11(

ولقد ذكره القديس بولس الرسول فى عدة مواضع من رسائله فوصفه مرة بأنه (الأخ) فى (2كو 8 :18-19 ورسالة 2كو 12:18) ووصفه كذلك بأنه الرفيق الوحيد وذلك فى رسالته الثانية الى تيموثاوس حيث قال "لوقا وحده معى" (2تيمو 4:11) وقال عنه فى رسالته الى فليمون بأنه وأخرون العاملون معه (فليمون 14)

وقد أشتهر القديس لوقا الأنجيلى بأنه كان طبيب وقيل عنه أنه قبل تلمذته للسيد المسيح كان تلميذاً لأكبر علماء الطب فى زمانه ، ومن المعروف أنه لم يكن يسمح لأحد من ان يمارس مهنة الطب فى عهد الرومان قبل أن يجتاز امتحانات على جانب كبير من الصعوبة والدقة ، وبعد أن صار رسولاً وتلميذاً للمسيح ورفيقاً للقديس بولس الرسول فى خدمته وأسفاره لم يحرمه الرسول بولس من لقبه كطبيب فقد ذكره صراحة فى رسالته الى كولوسى بأنه (لوقا الطبيب الحبيب) كو 4 : 14 بل أننا نرى أنه لابد أن يكون القديس لوقا الطبيب وراء النصائح الطبية التى أوردها الرسول بولس فى رسائله ومنها قوله الى القديس تيموثاوس "لا تكن فيما بعد شراب ماء بل أشرب قليلاً من الخمر من أجل معدتك واسقامك الكثيرة" 1 تيمو 5 : 23 وقوله بأن الرياضة البدنية نافعة لقليل كما فى 1 تيمو 4 : 8 وكان هو الطبيب الخاص للقديس بولس الرسول صاحب الأمراض الكثيرة.

ولم يكن القديس لوقا طبيب فقط بل كان مصوراً ايضاً كما يقول كثير من المؤرخين المسيحين ومنهم بيكوفورس ولذلك فانه يصور عادة والى جانبه ثور من جهه وادوات التصوير من جهه أخرى ، ولقد ذكر تاودروس القارئ فى الفصل الأول من الجزء الأول من كتابه تاريخ الكنيسة ان الملكة أفدوكسية أرسلت من أورشليم نحو سنة 400م الى بولخيريا فى القسطنطينية صورة للقديسة العذراء مريم من عمل القديس لوقا

والقديس لوقا بعينه هو كاتب سفر أعمال الرسل وقد كتبه بعد الأنجيل ووجهه الى العزيز ثأؤفيلس الى كتب اليه الأنجيل.

وقد رافق لوقا الأنجيلي القديس بولس فى اسفاره ورحلاته الى ان استشهد الرسولان بولس وبطرس فى رومية فى عهد نيرون فى سنة 67م وبعد أستشهادهما ظل القديس لوقا يبشر فى نواحى رومية.

ويقول بعض أباء الكنيسة انه بشر فى دلماتية وغالية وايتالية ومكدونية فأبلغوه أمره الى نيرون الأمبراطور الرومان ووصفوه بأنه ساحر فاستدعاه نيرون وعندما بلغه أمر الأمبراطور سلم ما عنده من الكتب الى رجل صياد وقال له (أحتفظ بهذة الكتب فانها تنفعك وتهديك الى طريق الله) فلما مثل أمام الأمبراطور قال له غاضباً (الى متى تضل الناس سحرك؟)
فأجاب القديس لوقا (أنى لست بساحر لكنى رسول سيدى يسوع المسيح أبن الله الحى) وعندئذ أمر نيرون بأن يقطعوا ساعده الايمن قائلاً (اقطعوا هذة اليد التى كان يكتب بها) فلما قطعوا يده قال القديس لوقا وهو صابر (نحن لا نكره موت هذا العالم ولكن لكى تعلم ايها الملك قوة سيدى يسوع المسيح) ثم تناول يده والصقها فى مكانها فالتصقت ثم فصلها فانفصلت فتعجب الحاضرون وأمن وزير الملك وزوجته وجمع كثير فأمر الملك فقطعوا رؤوسهم جميعاً.

واما القديس لوقا فبعد ان قطعوا رأسه جعلوا جسده فى كيس من شعر ثم القوه فى البحر وبتدبير من الله قذفت به الأمواج الى جزيرة فوجده أحد المؤمنين فاخذه وكفنه بما يليق.

وتعيد له الكنيسة الأرثوذكسية فى يوم 22 بابة من كل عام
وتعيد له الكنيسة الغربية فى يوم 28 أكتوبر من كل عام

ويروى التاريخ أن الأمبراطور قسطنطينوس الثانى أمر بنقل رفات القديس لوقا من طيبة فى بيثينية الى القسطنطينية حيث حفظت فى كنيسة الرسل التى بنيت بعد ذلك مباشرة.

ومن التقليد نعلم أن القديس لوقا الأنجيلى عاش بتولاً
وانه عام استشهد كان ابن 84 عاما

» مقدمه عامه عن انجيل القديس لوقا الطبيب
» القديس إغريغوريوس (القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات أو الثيولوغوس)
» تفسير انجيل لوقا
» انجيل معلمنا لوقا البشير
» رجال من الكتاب المقدس(لوقا البشير)