شات دم المسيح الحر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شــ،،ــاتـ ومـ،ــنـ،،ـتـ،ـدى دم الـ،،ـمــســ،،ـيــح الـ،ـحـ،ـر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القديسه مريم العذراء .. اعظم امرأه في كل الوجود

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن الفادي
Admin
ابن الفادي


عدد المساهمات : 509
نقاط : 1269
تاريخ التسجيل : 10/05/2011
العمر : 38

القديسه مريم العذراء .. اعظم امرأه في كل الوجود  Empty
مُساهمةموضوع: القديسه مريم العذراء .. اعظم امرأه في كل الوجود    القديسه مريم العذراء .. اعظم امرأه في كل الوجود  Icon_minitimeالجمعة يوليو 01, 2011 7:10 pm

القديسه مريم العذراء
.. اعظم امرأه في كل الوجود



منقول
اذا كانت المرأة التي سكبت الطيب على قدمي السيدالمسيح قد استحقت أن يقال عنها ” حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يذكر ما فعلته هذه المرأة تذكاراً لها ” . فكم يكون الإكرام اللائق لمن لم تسكب الطيب على قدمي المسيح ، بل سكبت القلب طيباً ثميناً . وقد تنبأت العذراء وقالت : ” هوذا منذ الآن كل الأجيال تطوبني ” . ولم تبرح عالمنا حتى رأت وسمعت تحقيق هذه النبوة . إذ بامرأة ترفع صوتها من الجمع وتقول : ” طوبى للبطن الذي حملك وللثديين اللذين رضعتهما “. فإذا كانت هذه منزله القديسه مريم العذراء وكرامتها فكيف تكرمها الكنيسة ؟‍

ليس للفرد حق اختيار أمه ولكن السيد المسيح أختار أمه

ليس للفرد حق في أن يختار أمه ، وله أن يختار زوجته ، ولكن السيد المسيح له المجد أختار أمه لتكون إناءً مقدساً لحلوله ” لأنك قد وجدت نعمة عند الله ” ( لو 1 : 46 &nbsp . فإذا كانت المرأة التي سكبت الطيب على قدمي المسيح قد استحقت أن يقال عنها ” حيثما يكرّز بهذا الإنجيل في كل العالم يذكر ما فعلته هذه المرأة تذكاراً لها ” . فكم يكون الإكرام اللائق لمن لم تسكب الطيب على قدمي المسيح ، بل سكبت القلب طيباً ثميناً . وقد تنبأت العذراء وقالت : ” منذ الآن كل الأجيال تطوبني ” ( لو 1 : 48 &nbsp . ولم تبرح عالمنا حتى رأت وسمعت تحقيق هذه النبوة . إذ بامرأة ترفع صوتها من الجمع وتقول : ” طوبى للبطن الذي حملك وللثديين اللذين رضعتهما ” ( لو 11 : 27 ) .

المرأة وجدت فى المرأة محامياً عنها

اخطأت حواء و سقطت و اسقطت آدم و الجنس البشري كله . ولكن المرأة وجدت فى المرأة محامياً عنها كما يقول القديس غريغوريوس ( الثيئولوغوس ) الناطق بالآلهيات . وهكذا صارت العذراء مريم هى شفيعة ومحامية لحواء كما قال القديس إيريناوس ( إن المخالفة العذراوية عادلتها من الناحية الأخرى طاعة عذرواية أيضاً ) . لذلك رفع الله عن المرأة هذه العقوبة التى نالتها نتيجة السقوط ” وهو يسود عليك ” فصرنا نقرأ فى العهد الجديد أنه ” لا فرق بين ذكر وأنثى فى المسيح يسوع ” ( تك 3 : 28 ) . وفى ( 1 كو 11 ) يقول ” ليس الرجل من دون المرأة ولا المراة من دون الرجل فى الرب ” . بل أن بطرس الرسول يعتبر أن ” عدم إعطاء المرأة كرامتها يعيق الصلاة ” ( 1 بط 3 : 7 ) وهكذا أيضاً تكون المساواة فى السماء إذ ” هناك يكونون كملائكة الله ” والملائكة ليس بينهم ذكراً وأنثى كما تعلمون ( مت 22 : 30 ) .

حواء الأولي وحواء الثانية!

دعي القديس بولس الرسول الرب يسوع المسيح له المجد بآدم الثاني أو آدم الأخير وعقد عدة مقارنات بينه وبين آدم الأول في الأصحاح الخامس عشر من رسالة كورنثوس الأولي والأصحاح الخامس من الرسالة إلي رومية قوله ” صار آدم الانسان الأول نفساً حية وآدم الأخير روحاً محيياً.. الانسان الأول من الأرض ترابي . الانسان الثاني الرب من السماء.. لأنه كما في آدم يموت الجميع، هكذا في المسيح سيحيا الجميع ” (1 كو 51: 22، 54 ، 74) .

وأساس هذه التسمية أن آدم هو الرأس والأب الأول للبشرية من ناحية الجسد، وأن السيد المسيح يعتبر الرأس والأب الأول للبشرية من ناحية الروح.

وعلي ذات القياس نستطيع أن نسمي القديسة مريم العذراء بحواء الثانية باعتبارها الأم الجديدة والروحية للبشرية. وهذه التسمية ليست مبتكرة ولكن لها صدي في أقوال الآباء.

ولعل السيدة حواء الأولي ، والسيدة العذراء مريم أو حواء الثانية، هما أهم وأشهر امرأتين في تاريخ العالم . كما أنه لا غني لاحداهن عن الأخري، فلولا حواء الأولي لما وجدت حواء الثانية ، ولولا حواء الثانية لما خلصت حواء الأولي وكل نسلها!

أن الخطية والموت واللعنة التي جلبتها حواء الأولي علي الجنس البشري قد أزالتها حواء الثانية إذ قدمت للبشرية مخلص العالم وحسب تعبير القديس اغريغوريوس الثيؤولوغس “ان حواء الأولي وجدت في العذراء خير محام رد للمرأة اعتبارها وكرامتها”.

تقول الاحصائيات أن هاتين الشخصيتين هما أكثر الشخصيات النسائية التي تعرضت لها أقلام الكتاب والأدباء والشعراء والفلاسفة ورجال الدين في أحقاب التاريخ المختلفة وبدرجات تتراوح بين التمجيد والتنديد.

أن حواء تمثل المرأة عموماً في ملامحها الرئيسية وصفاتها الموروثة والمعروفة في كل زمان ومكان وأن اختلفت بعض الرتوش، لقد وصفها فيلسوف اليونان الشهير افلاطون بأنها ” جاءت بالحب إلي الأرض وأن الحب الذي تزرعه فينا ليس إلا شعاعاً من نور حب الآلهة في السماء”.

ولكن من الناحية الأخري ندد بها الفيلسوف الألماني شوبنهور الذي عرف بأنه ” عدو المرأة ” إذ وصفها بكل شر ورذيلة واعتبرها مأساة الوجود التي تركت أبشع الآثار في التاريخ!

وهناك من جمع بين التمجيد والتنديد معاً في وصف هذه الكائنة المعقدة فقال : ” أن الخالق أودع في حواء جمال القمر، وعمق البحر، وهدير الأمواج ، ولمعان النجوم ، وشعاع النور، وفطرات الندي ، وتقلب الريح ، وعطر الورود ، ورقة النسيم ، وحكمة الحية ، وتلون الحرباء ، شرود الغزال ، وزهو الطاووس ، وشراسة الذئب ، ومكر الثعلب ، وغدر الزمن ، ولدغة العقرب ، وصوت اليمامة ، وثرثرة الببغاء “!!

… ولئن كانت حواء تمثل المرأة في نقصها، فإن العذراء مريم تمثل المرأة في كمالها، وفي صورتها المنقحة ولعلها صورتها الأولي قبل السقوط أو أفضل.

وفي ضوء الصورة التي رسمها لنا الكتاب المقدس والتقليد ، نستطيع أن نذكر بعض المقارنات الجوهرية بين الشخصيتين لتصوير أهم ملامح كل منهما وكيف يمكن أن ترقي بنات حواء مدارج الكمال في العذراء القديسة مريم أو حواء الثانية . ولا يخلو هذا الحديث من فوائد روحية وتعليميه ، ليس للنساء فقط وإنما لكل مواليد النساء معاً.

اولا : المرأه و الحياه

1 ـ حواء الأولي و الحياة

حواء اسم عبري معناه ( حياة ) ، وقد أعطاه آدم لزوجته باعتبارها ( أم كل حي ) ( تك 3 : 20 ) وكانت حواء هي واسطة الاثمار والاكثار والحياة بالانجاب والولادة التي منها خرج ملايين النساء والرجال وصارت حواء الأولي أما لكل إنسان حي جاء أو سيجيء علي ظهر الأرض حتي نهاية العالم ولكن لا يغيب عن البال أن الملايين الذين أعطتهم حواء حياة ، قد استمدوا منها حياة جسدية فقط ـ تحتاج إلي الخلاص . حياة علي الأرض وليس في السماء، لأن الأنسان لا يستطيع أن يعطي أكثر مما يملك ، وفاقد الشيء لا يعطيه. أنها حياة قصيرة سريعة الزوال عتيدة أن تنتهي بموت الجسد والروح معاً ، بموت أدبي وموت أبدي. إن أولاد الجسد صاروا أولاد إبليس ولا خير في حياتهم مهما بلغ عددهم أو طال عمرهم لأنهم إلي البوار يسيرون وسوف يكتشفون يوماً أنه كان خيراً لهم لو لم يولدا ( مر 14 : 21 )

2 ـ حواء الثانيه و الحياة

أما حواء الثانية فكانت سبب حياة هي الأخري، ولكن حياة أفضل ، حياة روحية أسمي بقدر ما تسمو الروح علي الجسد ، وحياة أعظم بقدر ما تخلد الروح وتعيش إلي الأبد بينما يموت الجسد سريعا ويعود إلي التراب.

ومع أن القديسة مريم لم تنجب إلا ابناً وحيداً هو مخلص البشر الذي لم يتزوج وينجب ، إلا أن الكتاب يقول عنه بروح النبوة علي فم اشعياء أنه بفدائه ” يري نسلا تطول أيامه ومسرة الرب بيده تنجح” وكان النبي يتحدث هنا عن النسل الروحي إذ تبني المسيح ملايين البشر الذين آمنوا به.

وهكذا قيل أن “كل الذين قبلوه أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أبناء الله أي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولكن من الله ولدوا . ( يو 1 : 12 , 13 )

ثانيا : المرأه و الجمال

1 ـ حواء الأولي و الجمال

كانت حواء الأولي جميلة جداً وتصفها تقاليد اليهود بأنها كانت آية رائعة في الجمال أبدع الخالق في صنعها. وهذا مستفاد أيضاً من قول الكتاب أن الله خلقها علي صورته ومثاله قبلما شوهتها الخطية.

وهناك دليل واقعي ملموس علي جمال حواء الفائق، وهو ما نري قبساً منه في جمال معظم بناتها حتي اليوم رغم مرور ألوف السنين وعصف الزمن وما أفسدته أمراض الخطية وفقدان الصورة الآلهية الأولي، فكم يكون جمال الأصل قبل النسخ والمسخ!

بالسقوط فقدت حواء الجمال الروحي، وربما احتفظت إلي حين بالجمال الجسدي ، ولكن هذا أيضا بدأ يذبل وتدب فيه عوامل التدهور والفناء.

أن حكم الطرد من الجنة وأوجاع الولادة والتعب والشقاء والخوف والقلق وتأنيب الضمير والحرمان من السعادة الأولي ، والحزن علي مقتل هابيل وزحف الأمراض والعلل والشيخوخة ومقدمات الموت.. كل هذا ظهرت آثاره في بياض الشعر وتجاعيد الوجه وهزال الجسم و كلل العينين وتساقط الأسنان وانحناء الظهر ، وبذلك تكون الخطيئة والانفصال عن الله قد قضيا علي كل من الجمال الروحي والجمال الجسدي معاً.

2 ـ حواء الثانية والجمال

أما جمال العذراء فتحدثنا عنه التقاليد القديمة، كما تصوره ريشة الفنانين المبدعين في رسوماتهم التي اقتبسوها من الصورة التاريخية التي رسمها لها القديس لوقا البشير، وتسابق فنانو عصر النهضة مثل رافاييل وانجلو ودافنشي وموريللو وغيرهم في إظهار حسنها وروعة جمالها وجلالها، فهي أقرب صور المرأة إلي الأم الأولي حين كانت في حالة البراءة والطهارة وأقرب الأمثلة للأصل الآلهي المبارك والكامل.

قيل عنها بروح النبوة ” هن عذاري بلا عدد. واحدة هي حمامتي كاملتي . رأتها البنات فطوبتها الملكات فمدحنها”

( نش 6 : 8 , 9 )

غير أن جمال العذراء لم يقتصر علي الجسد ولكن تعداه بالاكثر إلي جمال أفضل وأمجد هو جمال النفس والروح والصفات والفضائل . أنه جمال النعمة والشركة مع الله ، جمال العبادة والخدمة وبهاء النقاوة والطهارة والعفة والوداعة وتواضع القلب والهدوء والوقار والاتزان وحلاوة اللسان وبهجة القلب الفرحان الذي يجعل الوجه طلقاً. ولذلك قيل عنها إن كل مجد ابنة الملك من داخل”( مز45) وان ” الله يجمل الودعاء بالخلاص” (مز 149 : 4 ) وأن ” الحسن غش والجمال باطل وأما المرأة المتقية الرب فهي تمدح ” (ام 31 : 30 ) . انه جمال ملائكي مضيء بتجلي النعمة التي تملأها.

ثالثا : المرأه و السقوط

1 ـ حواء الأولي ( غرقت في الميناء (

اشت حواء في جنة ، أي في أفضل وأقدس جو ومكان وأعطاها الرب السيادة والسلطان مع آدم علي الخليقة ، وكان ذلك كافياً أن يؤهلها لأقدس حياة إذ لم يكن في الجنة شر ولا أشرار . ورغم ذلك وعند أول تجربة سقطت حواء ، ومثالها ويا للعجب، مثال السفينة التي تغرق وهي في المنياء وليس في عرض البحر أو في العاصفة العاتية.

لقد كانت مسببات السقوط في داخل حواء ، أي في القلب وليست من الوسط الخارجي . ومعني هذا أنه إذا كان الانسان محصناً ومتسلحاً في الداخل فلا تقوي عليه الظروف الخارجية المحيطة مهما كانت شريرة . وبالعكس إذا لم يكن محصناً من الداخل فسوف يسقط ولو كان في أفضل الأوساط.

2ـ حواء الثانية ( انتصرت وسط العواصف )

أما العذراء فقد عاشت أقدس حياة رغم وجودها في الناصرة وكانت مدينة شريرة سيئة السمعة لدرجة أنه عندما دعي فيلبس نثنائيل وقال له ” وجدنا الذي كتب عنه موسي في الناموس والأنبياء يسوع الذي من الناصرة ” صاح هذا مستنكراً ” أمن الناصرة يمكن ان يكون شيء صالح ؟! “( يو 1 : 46 ).

فبينما غرقت حواء في الميناء وهي في جنة ، نجت العذراء وانتصرت وسط العاصفة وهي في الناصرة.

وبذلك تعطينا العذراء درساً هاماً في عدم مسايرة الوسط الشرير وفي امكانية التغلب عليه ، وأنه لا عذر للانسان المتهاون الذي يجاري تيار الشر والخطية معتذراً برداءة الوسط المحيط به . ولا يقبل من الانسان كسر وصايا الله ثم يحتج بالوسط ، كما لا يقبل من المصباح إلا يضيء بحجة ظلام الوسط حوله لأن هذه رسالته أن ينير ويبدد الظلام المحيط .

--------------------------------------------------------------------------------

رابعا : المرأه و السلام

1 ـ حواء الأولي ( السلام المفقود )

حواء لم تتلق سلاماً من الشيطان : لقد دخل الشيطان في الحية ، وبدون تحية سأل حواء بخبث مشككاً ” أحقاً قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة ؟ ” (تك 3: 1 ) وكما فعل الشيطان مع حواء قديماً ، هكذا لايزال يستعمل نفس السياسة مع اتباعه اولاد حواء الجسديين يجربهم ويحاربهم بدون سلام. ” فليس سلام قال الهي للاشرار” (1 ش 57 : 21 ) . الشيطان لا يعرف سلاما وقيل بالمثل عن اولاده واتباعه ” طريق السلام لم يعرفوه” ( رو 3:71 ). أنه ” كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه ” (ابط 5 : 8 ) وهو ” ذئب يخطف الخراف ويبددها ” ( يو10 : 12 ) ” ولص يسرق ويذبح ويهلك ” ( يو 10 : 10 &nbsp أنه هو ” الحية القديمة ” ( رؤ 21:9 ) ليس سلام ولا أمان لمن يتبعه بل الموت الزؤام، والبكاء وصرير الأسنان.

2 ـ حواء الثانية والسلام الموجود

العذراء تلقت سلاماً حاراً من الملاك : لقد دخل إليها جبرائيل الملاك وقال لها ” سلام لك أيتها الممتلئة نعمة ، الرب معك ، مباركة أنت في النساء.. لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله.. الخ ( لو1: 28 ــ 30 )

وهكذا يتلقي أولاد حواء الثانية سلاماً من الله في كل حين ، فالسيد المسيح هو ملك السلام ورئيس السلام وآله السلام ومانح السلام الذي يفوق كل عقل “( يو 14 : 27 ، اش 9 : 6 ، رو 16 : 20 ، في 4 : 6 )

أن سلام الله مبني علي الفداء والمصالجة والغفران (رو 5 : 1 ) وهو ثمرة من ثمار الروح القدس التسعة (غل 5 : 22 ) ومعه يأتي الأمن والاطمئنان إذ يقول الكتاب: ” آمنوا فتأمنوا ” (2 أخ 20 : 20 &nbsp

خامسا : المرأه و الأيمان

1 ـ حواء الأولي بين الشك و الإيمان

نجحت الحية في زرع الشك في عقل وقلب حواء عندما قالت لها ” كلا لن تموتا ، بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر” ( تك 3 : 5 &nbsp. و إذا بحواء ـ بكل غباء ـ تصدق الشيطان وتشك في صدق كلام الله فتكسر وصيته وتأكل بجرأة من الشجرة الممنوعة وتعطي رجلها ايضاً! لقد صدقت الشيطان بأنها لن تموت وستكون مثل الله !! وأدركت بعد فوات الأوان خطأها المميت واعترفت قائلة: ” إن الحية غرتني ” ( تك 3 : 13 ) ولم تصر حواء مثل الله ولكن مثل الشيطان !! وماتت حواء وسط ضحكات ابليس الساخرة من سذاجتها ، وجلبت الموت علي رجلها وعلي نسلها . وسوف يظل الشيطان إلي نهاية العالم يضرب الجهلاء بسهام الشكوك في كلام الله وفي استجابة الصلاة وفي قيامة الأموات وفي وجود السماء والجحيم بل في وجود الله نفسه ، وسوف يجد الكثيرين يصدقونه !

2 ـ حواء الثانية وإلايمان

العذراء تؤمن: وفيما سقطت فيه حواء الأولي ، نجحت حواء الثانية. فقد آمنت علي خلاف العقل والمنطق والعرف والطبيعة والتاريخ والعلم والطب وكلام الناس ، بأن الله صادق وأنه قادر علي كل شيء . وتزكي إيمانها واستحقت تطويب القديسة اليصابات لها بالروح القدس بقولها ” طوني للتي آمنت بأن يتم ما قيل لها من قبل الرب ” ( لو 1 : 45 ). يقول الكتاب أنه ” بدون إيمان لا يمكن ارضاء الله “( عب 11:6 ). وأن أي انسان أو ملاك ينادي بخلاف كلام الله يكون كاذباً محروماً وملعوناً ( غل 1: 8 ) .

فليكن الله صادقاً وكل انسان أو شيطان ـ ومن باب أولي حيوان ـ كاذب. وعلي مثال العذراء سيظل أولاد الله يؤمنون بصدق وصحة كل كلمة تخرج من فم الله ويرون ويختبرون فاعليتها في حياته م .

سادسا : المرأه بين الخديعه و الأقتناع

1 ـ حواء الأولي تنخدع بمراوغات الشيطان

من المعروف أن الخطية والموت اللذين دخلا إلي العالم كانا بحسد ابليس للانسان الذي أخذ مكانه ، وأن أول أهداف الشيطان في محاربة الله هو تدمير الانسان الذي خلقه بعده وأحبه ووضعه في الجنة ، ولكن تبقي تساؤلات .. هل عرفت حواء ذلك ؟ وإذا كانت قد عرفت فهل أخفي الشيطان نفسه وتنكر في شكل حية لأنه يستطيع أن يظهر في صور كثيرة خادعة بل ويقدر أن ” يغير شكله إلي شبه ملاك نور ” , مثلما كان هو نفسه قبل سقوطه ( 2 كو 11 :14 &nbsp ؟ أم أنه تقمص الحية ونطق بكلماته المسمومة علي فمها كما يتكلم علي ألسنة الأنبياء الكذبة (1 مل 22 : 33، 23 ) وكما يغير خدامه حتي الآن شكلهم إلي شبه رسل المسيح كخدام للبر؟ ( 2كو 11 : 13 ــ 15). ألم يتكلم الشيطان علي فم مجنون كورة الجدريين الذي كان فيه لجئون وطلب من الرب يسوع إلا يرسله إلي الهاوية بل يسمح له أن يدخل في الخنازير ( لو 8:92 ـ23) أو مثلما انطق الرب حمارة بلعام بصوت إنسان ليوبخ حماقة النبي؟! ( عد 22:82، 2 بط 2:51، 61). لعل الفرض الثاني هو الاكثر قبولا أن الشيطان تقمص الحية وتكلم علي لسانها، وما أكثر الناس الذين يسلمون السنتهم للشيطان اليوم ليتكلم عن طريقها!

ولكن قد يدافع انسان عن حواء بأنه كان لها بعض العذر إذ لم تر أمامها شيطاناً بل حية ! ولكن هذا العذر مرفوض لأن الحية كانت تحت سلطانها وكان علي حواء أن تشك في كلام الحية وليس في كلام الله خالقها المحب العظيم . نعم أن كل كلام يتعارض مع كلام الله يجب أن يرفض بلا تردد .

2 ـ حواء الثانية تناقش الملاك لتتحقق من إرادة الله

بينما أخذت حواء الأولي كلام الحية أو الشيطان كقضية مسلمة ، إذا بحواء الثانية ، بكل حكمة وحرص ، تناقش الملاك جبرائيل لتتأكد من مشيئة الله وأنه لا يوجد شيء يتعارض معه ا. فسألت الملاك واستوضحته ” كيف يكون هذا ؟” . وسر الملاك بسؤالها ولم يغضب كما غضب من زكريا الكاهن بل شرح لها بأكثر تفصيل كيفية الميلاد الآلهي المعجزي اللازم لخلاص العالم وشرح لها النبوات الخاصة بذلك ( لو 1 : 26 ــ 38 ، اش 7 : 14 ، مت 21 , 23 ) كما أعطاها العلامة بحبل نسيبتها اليصابات في الشهر السادس وختم رسالته بأنه ليس شيء غير ممكن لدي الله.

وأما غضب الملاك جبرائيل علي زكريا فيرجع إلي شكه في رسالته كما يتضح من سؤاله ” كيف أعلم هذا “؟! ( لو 1: 18 ) وهو سؤال يبدو حسب الظاهر مشابه لسؤال العذراء ولا يختلف عنه إلا في كلمة واحدة هي الكلمة الوسطي فقط ، ولكنها تدل علي الشك فعاقبة الملاك بالخرس تسعة شهور قائلا له: ” لأنك لم تصدق كلامي الذي سيتم في وقته”( لو 1 : 20 ) ، بينما فرح الملاك بسؤال العذراء بقصد معرفة كيفية التنفيذ والرغبة في التأكد والاطمئنان إلي مشيئة الله والتسليم بها بقولها: ” هوذا أنا أمة الرب فليكن لي كقول . “. ربما لو حاولت حواء الأولي التحقق والحذر مثل العذراء أو حتي زكريا لما حدث ما حدث.

سابعا : المرأه و حفظ كلمة الله و الثبات فيها

1 ـ حواء الأولي لم تحفظ كلمة الله أو تثبت فيها

كانت حواء تعرف الوصية وقد ردت بها فعلا علي الحية بالاجمال أو بالتقريب ولكنها زادت عليها كلمة لم يقلها الله، إذ قالت للحية : ” من ثمر شجر الجنة نأكل . وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة ، فقال الله لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا ” ( تك 3:3 ). أن الحذف أو الاضافة لكلمة الله هما دليل عدم حفظ وصاياه بجدية ودقة أو الثبوت في وصاياه ، ومن هنا يأتي السقوط، ولذلك يوصي الرب يسوع بالا يحيد عن شريعته يميناً ولا شمالا ( يش 1 :7 ) كما يوصي كل منا قائلا: ” ليضبط قلبك كلامي . احفظ وصاياي فتحيا ” ( أم 4 :4 ) . ويجعل المسيح معيار محبتنا له بحفظنا لوصاياه ( يو 14 : 15 , 21 , 23 &nbsp ويطوب المزمور الأول الانسان الذي يجد مسرته في ناموس الرب وفيه يلهج نهاراً وليلا، ويختتم الكتاب المقدس بتحذير مخيف ” إن كان أحد يزيد علي هذا الكتاب يزيد الله عليه الضربات المكتوبة فيه ، وأن كان أحد يحذف من أقواله يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة “( رؤ 22 : 18 , 19 ) . ولذلك يوصي الرب يسوع أن نثبت فيه ونثبت في محبته ونشبت في كلامه ، وأن ثبتنا في كلامه فبالحقيقة نكون تلاميذه ( يو 15 : 4 , 7 , 8 )

2 ـ حواء الثانيه ( العذراء ) كانت تحفظ كلمة الله وتلهج فيها

أما حواء الثانية فكانت تحفظ كلمة الله حفظاً تاماً وتحبها وتلهج فيها وتبتهج بها حتي ان امرأه من الجمع هتفت وقالت للرب يسوع مطوبة أمه العذراء بقولها : ” طوني للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما . أما هو فقال بل طوني للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه ” ( لو 11 : 27 , 28 ) .

وكان الرب يؤكد تطريب المرأة لامه العذراء ليس فقط لحملها إياه في بطنها أو لارضاعها له ولكن أيضا بسبب حفظها لكلام الله حفظاً رائعاً هو أدري الناس به . ومن أجل حفظ كلام الله اختارها الله للتجسد .

أن نشيد العذراء ” تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي .. الخ ” هو خير دليل علي حفظها لكلمة الله وامتلائها بروحه حتي صار كلامها جزءا من كلمة الله ويسمي نشيدها هذا بمزمور العهد الجديد ( لو 1: 46 ـ 56 ) . ولذلك فلم نسمع عن أي خطأ أو عيب في حياة القديسة مريم ، في الوقت الذي نسب الكتاب فيه أخطاء لعظماء القديسين والأنبياء مثل ابراهيم ويعقوب ونوح وداود وغيرهم . اليس ذلك تطبيقاً لقول الكتاب ” خبأت كلامك في قلبي لكي لا أخطيء إليك ” ( مز 11:119 ). ولذلك اعتبر تابوت العهد الذي كان يحفظ لوحا الشريعة في داخله رمزاً للسيدة العذراء التي حفظت كلمة الله في احشائها.

ثامنا : المرأه و السقوط عظيم

1 ـ حواء الأولي عصت الوصية الوحيدة

لم يذكر الكتاب أن حواء كان لديها أية وصايا أخري خلاف هذه التي كسرتها! ومجرد سماع الوصايا دون العمل بها لا يفيد الانسان بل بالعكس يضره ويدينه.

ولذلك شبه السيد المسيح في عظة الجبل الانسان الذي يسمع كلامه ولا يعمل به بالجاهل الذي بني بيته علي الرمل وبمجرد هبوب الريح والأمطار عليه يسقط ويكون سقوطه عظيماً (مت 7:62، 72)، ووصفه الرسول يعقوب بأنه سامع ناسي خادع لنفسه (يع 1: 22ـ52).

ويشخص الرسول بولس حالة الانسان الذي اعتاد سماع الوعظ دون العمل به بأنه يكتسب قساوة في القلب وتحجر في المشاعر وضعف في الاحساس بالخطأ وبالتالي يصعب توبته، يقول “عظوا أنفسكم كل يوم، مادام الوقت يدعي اليوم لئلا يتقسي أحد منكم بغرور الخطية” (عب 3:31). مسكين هو الانسان الذي بدون النعمة لا يستطيع حفظ وصية واحدة! ولكنه بالنعمة يستطيع حفظ جميع الوصايا بلا لوم.

2 ـ حواء الثانيه ( العذراء ) حفظت جميع الوصايا بلا لوم و بامتياز

قيل عن زكريا الكاهن وزوجته اليصابات بأن “ كانا كلاهما بارين أمام الله سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلالوم “ ( لو ا:6 ) . وهذه شهادة رائعة عن تلك الأسرة ، ولكن كم يكون الأمر أفضل وأروع بالنسبة للفتاة العذراء مريم التي امتدحها الملاك جبرائيل بينما ضرب الكاهن البار زكريا بالخرس تسعة أشهر ؟ مريم التي مجرد سلامها جعل اليصابات تمتلئ بالروح القدس وجعل الجنين ( يوحنا المعمدان ) أعظم مواليد النساء يسجد بإبتهاج في بطنها تحية للعذراء وإبنها الذي تحمله في بطنها ، وتهتف اليصابات بالروح القدس قائلة : “ من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي ؟ ” (لو 1 : 43 )

وبينما رسبت حواء الأولي في مادة واحدة ، نجحت حواء الثانية في جميع المواد وأصعب الأمتحانات بامتياز مع مرتبة الشرف مما حاز إعجاب السماء والأرض وتطويب جميع الأجيال لها. وكانت وصيتها الذهبية للخدام في عرس قانا الجليل ” مهما قال لكم فافعلوه “ ( يو2 : 5 )

تاسعا : المرأه بين الأرتفاع و الأتضاع

1 ـ حواء تكبرت فسقطت

كانت حواء ملكة الجنة وتاج الخليقة بلا منافس، ولكن سموم التجربة الشيطانية سرت في عروقها بمجرد أن أفهمتها الحية بأنه لايزال ينقصها شيء وهو أنها يمكن أن تصير مثل الله نفسه وتكون إلهة بمجرد كسر وصية الله والتمرد عليه والأكل من تلك الشجرة! ودفعت الكبرياء حواء بلا تردد إلي إطاعة وتنفيذ التعليمات المضللة لأنها أرادت أن تكون مساوية لله!!

إذا لقد ضرب الشيطان حواء بنفس الضربة التي أسقطته وقضت عليه وهي ضربة الكبرياء عندما قال: ” أصير مثل العلي” (1 ش 41 : 41 ) وكان لابد أن تحصد نفس مصير إبليس بالطرد واللعنة والهلاك الأبدي في الظلمة الخارجية ، ومن هنا صارت الكبرياء أشر الرذائل لأنها أسقطت الملائكة والبشر، ” وقبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح ” (ام 16 : 18 ) .

ومتي كانت الكبرياء أول الرذائل وأخطرها، فيكون إلا تضاع أول الفضائل ومفتاح الأمان والبركة والخير والرفعة. فقد كان السيد المسيح كاملا في جميع الفضائل ولكنه لم يقل تعلموا مني إلا في فضيلة التواضع إذ قال: ” تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم” ( مت 11 : 29 )

2 ـ حواء الثانية &nbsp العذراء ) اتضعت فارتفعت

من حيث سقطت حواء الأولي بالكبرياء ، نجحت وانتصرت وإرتفعت حواء الثانية بالاتضاع . فقد كانت القديسة مريم تملك قلباً وديعاً متواضعاً يسعد بإتمام مشيئة الله وإرضائه . وبمجرد أن سمعت البشارة العظمي قالت : ” هوذا أنا أمة الرب . ليكن لي كقولك ” ( لو 1: 37 ) . وقد استهلت نشيدها بالقول : ” تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر إلي اتضاع أمته ” ( لو 1: 46 ــ 48 )

إن النفس التي تعظم الرب تشعر باتضاعها وعدم إستحقاقها وإنها لا شئ ، وكلما شعر الإنسان بذلك كلما رفعه الرب أكثر .

إن داود النبي والملك الذي قال ” عظموا الرب معي ” هو نفسه الذي قال عن نفسه أنه “ كلب ميت وبرغوث ” ( 1صم 24 : 14 ) !

لم تستنكف العذراء أو تتذمر لأنها ولدت إبنها البكر ـ الآله المتجسد ـ في المذود إذ أغلقت الأبواب في وجهها بسبب فقرها ” ولم يكن لهما موضع في المنزل ” ( لو 2 : 7 ) .

ولكن القاعدة الذهبية التي وضعها الرب يسوع بأن “ من وضع نفسه ارتفع ” لا تسقط أبداً . فهذه التي بلغت عمق الإتضاع رفعها الله إلي قمة المجد لتطوبها جميع الأجيال وتكرمها السماء والأرض ، وقد رأها الرسول يوحنا في رؤياه ” متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلي رأسها إكليل من اثني عشر كوكباً ” (رؤ 122 : 1 ) .

عاشرا : المرأه بين الشهوه و العفه

1 ـ حواء الأولي إنجذبت من شهوتها

بعد أن حطم الشيطان حاجز الخوف ـ عند حواء ـ من كسر الوصية الآلهية، وسلط الأضواء علي الثمرة المحرمة، ” رأت أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر، فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضا معها فأكل ” ( تك 3 : 6 ) . ويشرح القديس يعقوب الرسول ذلك بصورة عامة بقوله: ” لا يقل أحد إذا جرب اني أجرب من قبل الله . لأن الله غير مجرب بالشرور وهو لا يجرب أحداً ، ولكن كل واحد يجرب إذا انجذب وانخدع من شهوته ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطيئة والخطيئة إذا كملت تنتج موتاً ” ( يع 1 : 13 ــ 15 ) . وحصر الرسول يوحنا أهم تجارب ابليس في هذه الثلاثة ” شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة ” (1 يو 2:61 ). وبتطبيق ذلك علي موقف حواء نجد شهوة الجسد ممثلة في القول ” جيدة للأكل “، وشهوة العيون في القول ” شهية للنظر وبهجة للعيون “، وتعظم المعيشة يظهر في أن غرض الأكل والمخالفة كان أن تصير مثل الله أو مساوية له.

ولم تكن خطية حواء المذكورة هنا هي الشهوة الجنسية كما اعتقد فرويد،

أولا لأن العمل الجنسي يتم بين الطرفين في نفس الوقت ، في حين اكلت حواء وحدها ولم يكن آدم معها وقت التجربة ثم ذهبت إليه وأعطته فآكل هو الآخر بمفرده.

ثانيا: لأن الله خلقهما ذكراً وأنثي لحكمة انشاء النسل وهو ليس خطية بين الزوجين

ثالثا قال الله لهم يوم خلقهم “اثمروا واكثروا واملأوا الأرض” ( تك 1: 28 ) . كما ذكر الكتاب في الاصحاح الثاني من سفر التكوين الذي حدثنا عن تفاصيل خلقه حواء لتكون معينة لآدم علي غرار ما لمسه آدم عند تسميته للحيوانات وطيور السماء من خلقتها ذكراً وأنثي ” وأما لنفسه فلم يجد معيناً نظيره ” ( تك 2:02) وكان ذلك قبل الاصحاح الثالث الذي روي قصة السقوط .

ولكن أيا كان الرأي في شأن ما ترمز إليه تلك الثمرة المنهي عنها ، فإن الأمر لا يتغير حيث اشتهت حواء شهوة خاطئة مخالفة لوصية خالقها وحكمته ومشيئته . ومن المعروف أن الله المحب الحكيم لا يضع وصيته إلا لخيرنا ولا يحرم شيئاً إلا إذا كان فيه ضررن ا.

2 ـ حواء الثانية ( العذراء ) قمة في الطهارة والنعمة والتعفف

أما قديستنا العذراء مريم فقد اشتهت إرضاء الله فقد توصلت إلي قمة الطهارة والتعفف والنعمة ، وقد شهد لها الملاك جبرائيل في تحيته لها بقوله : ” سلام لك أيتها الممتلئة نعمة . الرب معك . مباركة أنت في النساء “( لو 1 : 28 ) . وأضاف الملاك الجليل مؤكداً ومطمئناً ” لا تخافي يامريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله ” . ( لو 1: 30 )

وقد امتلأت العذراء بالروح القدس حسب قول الملاك ” الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك ” ( لو 1 : 35 )

بل كان مجرد سلام مريم علي اليصابات كافياً لأن تمتلأ هذه الأخيرة بالروح القدس ( لو 1:04) . كما تكرر حلول الروح القدس علي العذراء القديسة مريم مع سائر الرسل في يوم الخميس إذ كانت مواظبة معهم علي الصلاة والطلبة طوال العشرة أيام بين الصعود ويم الخميس.(أع 1: 12 ــ 14 ) .

وعندما يحل الروح القدس علي إنسان ويملأه يجعله يشتهي شهوات روحية وسماوية ويقدس جسده ونفسه وروحه ويرفعه فوق مستوي الإحساس بالتجارب والشهوات الأرضية فيكره الخطية والحيدان عن وصايا الله بملئ لاهوته ومجده وقداسته في أحشائها.

ومن هنا صارت القديسة مريم العذراء ، مستودع الرموز أو المرموز إليها بالعليقة المشتعلة بالنار دون أن تخترق ، ومجمرة هارون الذهبية ، وتابوت العهد الكائن في قدس الأقداس والحامل كلمة الله وقسط المن وعصا هرون التي أفرخت.

وتصفها الكنيسة في تسابيحها بأنها فاقت الشاروبيم حاملي العرش الآلهي والسيرافيم. كما تصفها بأنها ” السماء الثانية والزهرة النيرة غير المتغيرة والأم الباقية عذراء ” . إنها لم تشته شيئاً غير محبة الله وطاعته وعبادته وخدمته وإرضاءه وتمجيده والثبوت فيه .

حادي عشر : المرأه بين الأنانية والعثرة و الخدمة والقدوة

1 ـ حواء الأولي و الأنانيه

كانت حواء أنانية عندما طلبت ما لنفسها وليس ما لله، وكانت معثرة عندما لم تكشف بخطيتها بل قدمت الخطية لآدم وشجعته عليها.

أن خطية العثرة خطية مزدوجة أو مركبة لأنه لا يعلم أحد مدي امتداد شرها وضررها واذاها للآخرين، أنها قائلة لكل من تعثره، ولذلك قال الرب يسوع ويل لمن تأتي من قبله العثرة، خير له أن يطوق عنقه بحجر الرخي ويلقي في لجة البحر”، أي الأفضل أن ينتحر قبل أن يعثر ويهلك الآخرين.

2 ـ حواء الثانية ( العذراء ) إيثار و خدمة مثالية

أما حواء الثانية فكانت بعيدة كل البعد عن الأنانية وطلب ما لنفسها وكانت ممتلئة بروح الخدمة المثالية، فيوم سمعت من الملاك أن اليصابات نسيبتها حبلي في الشهر السادس ، أسرعت إلي الجبال إلي مدينة يهوذا وذهبت لتقيم معها ثلاثة أشهر تخدمها وتفرح معها، وفي عرس قانا الجليل رأيناها تخدم وتتشفع لأجل انقاذ الموقف إذ كانت خمرهم قد نفذت ، بل أنها قدمت أعظم خدمة للبشرية إذ حملت أعظم هدية هي عطية الله يسوع مخلص العالم . وكانت العذراء قدوة لجميع البشر بكمالها وفضائلها التي لا غبار عليها ولا عيب فيها ولا لوم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القديسه مريم العذراء .. اعظم امرأه في كل الوجود
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القديسه حنه والدة السيده العذراء مريم
» العذراء مريم انشوده الاباء
»  معجزة السيدة العذراء مريم بكنيسة الأنبابيشوي – ببورسعيد فبراير1990والقديس ابانوب
»  معجزة السيدة العذراء مريم بكنيسة الأنبابيشوي – ببورسعيد فبراير1990والقديس ابانوب
»  القديسه ثاؤغنسطا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شات دم المسيح الحر :: سير القديسن والاباء-
انتقل الى: